الأمم المتحدة تُحذر... هل تتكرر كارثة انهيار السدود في ليبيا؟

حذّرت الأمم المتحدة من احتمال انهيار سدّين آخرين في ليبيا، عقب الكارثة التي وقعت في مدينة درنة، وراح ضحيتها أكثر من (11) ألف شخص. 

وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن المخاوف بشأن سدّين؛ هما سد وادي جازة -بين مدينتي درنة وبنغازي المدمرتين جزئياً- وسدّ وادي القطارة بالقرب من بنغازي، بعد أن ورد أنّهما يتحملان كميات هائلة من الضغط، وذلك في أعقاب الفيضانات المدمرة.

الأمم المتحدة تُعبّر عن المخاوف بشأن سدّي وادي جازة وادي القطارة، بعد أن ورد أنّهما يتحملان كميات هائلة من الضغط.

بالمقابل، قالت السلطات: إنّ كلا السدّين في حالة جيدة، ويعملان بشكل جيد، ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن السلطات الليبية قولها إنّه يجري تركيب مضخات في سدّ جازة لتخفيف الضغط على السد.

وتحت ضغط الأمطار الغزيرة، انهار السدّ الأول في درنة، وهو سد أبو منصور بسعة (22.5) مليون متر مكعب، والواقع على بعد (13) كيلومتراً من درنة، فتدفقت منه أنهار من المياه، واجتاحت السد الثاني وهو سد "البلاد" بسعة (1.5) مليون متر مكعب، الذي يقع على بعد كيلومتر واحد فقط من المدينة الساحلية.

وعام 1998 رصدت أولى التشققات في السدّين، ولم يتم إصلاحها، وفقاً لتقارير ودراسات عديدة نقلتها وكالة (رويترز).

وقد أهملت السلطات المتعاقبة منذ 2011 هذه المنشآت المبنية في وادٍ يحمل الاسم نفسه، كغيرها في كل أنحاء البلاد، بعدما كانت شهدت إهمالاً أيضاً في ظل نظام معمر القذافي (1969-2011).

السلطات تؤكد أنّ كلا السدّين في حالة جيدة، ويعملان بشكل جيد، وأنّه يجري تركيب مضخات في سدّ جازة لتخفيف الضغط على السد.

وبنت شركة يوغوسلافية السدّين في سبعينيات القرن الماضي لحماية المواطنين في مدينة درنة، التي شهدت فيضانات كبرى عدة ناجمة عن فيضان الوادي، لا سيّما في أعوام 1941 و1959 و1968.

وأودت العاصفة التي شهدتها المدينة والفيضانات بحياة أكثر من (11) ألف قتيل، وما زال آلاف آخرون في عداد المفقودين، وليس لدى السلطات أرقام دقيقة حتى الآن.

وأظهرت تقديرات منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أنّ أكثر من (40) ألف شخص فقدوا منازلهم نتيجة الكارثة التي وقعت في شمال شرقي ليبيا، وربما يكون الرقم أعلى من ذلك بكثير.