الحزن يخيم على الوسط الفني بعد رحيل "العمدة" صلاح السعدني

غيب الموت أحد أبرز أعمدة الفن المصري والعربي، الفنان صلاح السعدني الذي رحل عن دنيانا عن عمر يناهز 81 عاماً، تاركاً وراءه مسيرة فنية متميزة وحب لا حدود له من الجماهير.

رحل العمدة صلاح السعدني بعد أن تدهورت حالته الصحية، بسبب ما يعانيه من أمراض الشيخوخة التي أفقدته القدرة على التعايش بشكل سليم منذ مايزيد على عامين، وفقاً لمصدر مقرب من الفنان الراحل.

وشهدت جنازة الراحل صلاح السعدني، ظهور أغلب فناني مصر، حيث حرص عدد كبير من نجوم الفن على وداعه ومنهم محمد عادل إمام، سليمان عيد، صلاح عبدلله، ريهام عبدالغفور، أحمد السقا، أحمد رزق.

وتغيبت الفنانة الكبيرة يسرا عن حضور جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني بسبب تواجدها خارج مصر، واكتفت بكتابة نعي لأسرته عبر حسابها على موقع إنستجرام وكتبت: "فقدنا اليوم قيمة وقامة فنية عظيمة في تاريخ السينما والدراما المصرية، الفنان القدير صلاح السعدنى".

وأضافت: "خالص عزائى للأسرة الكريمة تغمده الله بواسع رحمته وألهم عائلته الكريمة الصبر والسلوان"، ثم اختتمت كلامها معتذرة عن عدم حضور الجنازة بسبب عدم تواجدها في مصر.

ونعت الفنانة القديرة صفية العمري وفاة الراحل صلاح السعدني قائلة : صدمة كبيرة، لما حد يصحيني على خبر زي ده، أنا مش عارفة أتلم على أعصابي، كانت صدمة قوية جدًا لإنسان وفنان عزيز ومتفرد وعظيم، ده عشرة عمر وشخصية عظيمة وأستاذ لا يعوض، أنا بعزي أحمد وأكرم وأسرته كلها، وربنا يتولاه برحمته.

وعن تواصلها مع الراحل صلاح السعدني، قبل وفاته، علقت صفية العمري، قائلة: أنا كنت بحترم خصوصيته وعارفة أنه محتاج يعيش حياته بهدوء وسلام، ويكفي أن حسه كان في الدنيا، ويكفي أننا بنشوفه في أحمد وبنشوف عطائه في أحمد، ووجود أحمد كان بيطمنا.

رحل صلاح السعدني بجسده، لكنه سيظل موجود بأعماله الفنية، لم يكن طريقه مفروشا بالورود، لكنه اجتهد حتى استحق لقب العمدة، وامتدت رحلته الفنية، لأكثر من نصف قرن، قدم خلالها أكثر من 200 عمل فني متنوع بين السينما والتلفزيون والمسرح.

من أبرز الأعمال السينمائية للفنان صلاح السعدني فيلم "الأرض" و"الرصاصة لا تزال في جيبي" و"مدرستي الحسناء".

أما في الدراما التلفزيونية، فقد تميز بأدواره في مسلسلات مثل "أرابيسك" و"حلم الجنوبي" و"الناس في كفر عسكر" و"للثروة حسابات أخرى" و"الباطنية" و"الإخوة الأعداء"، و"ليالي الحلمية" بأجزائه المختلفة، حيث أصبحت شخصية العمدة سليمان غانم أحد أبرز الأدوار التي جسدها في تاريخه.

وخلال مسيرته الحافلة، حصل السعدني على العديد من الجوائز والتكريمات، تقديرًا لمساهماته البارزة في إثراء الفن المصري والعربي.

على الرغم من نجاح السعدني في السينما إلا أن نصيبه الأكبر في النجاح كان في لأعمال الدرامية، فمن العلامات الفارقة في حياته مسلسل "ليالي الحلمية"، وتقديمه لشخصية سليمان غانم، على الرغم أنه كان مرشح لها في البداية الفنان سعيد صالح، ثم ترشيح الفنان يحيى الفخراني لأدائها، لكنه فضل أداء شخصية سليم البدري، فتم اختيار الفنان صلاح السعدني لأداء الشخصية.

قدم السعدني أعمالاً لها رؤية مستقبلية وتعاون من خلالها مع كبار المخرجين من مجدي أبو عميرة ومحمد النقلي، ونادر جلال، وعدد كبير من المخرجين.

استحق صلاح السعدني وبجدارة، لقب عمدة الدراما المصرية خاصة بعد تميزه في هذه النوعية من الأدوار وقدم أفضل أدواره في شخصية "عبدالقادر عوف" مع الراحلة دلال عبدالعزيز في مسلسل "الناس في كفر عسكر"، كما نجح وبجدارة في مسلسل القاصرات، الذي قدمه قبل ابتعاده عن الفن مباشرة، الذي ناقش من خلاله قضية زواج القاصرات وهي من الأعمال المهمة التي لها تأثير كبير على وجداننا.

آخر أعمال صلاح السعدني مسلسل «القاصرات» عام 2013 مع داليا البحيرى وياسر جلال ولقاء سويدان وهيثم محمد وخالد محمود وملك زاهر ومنة عرفة، وهو من تأليف الكاتبة سماح الحريري، ومن إخراج مجدي أبوعميرة.