العراق: "هدنة غزة" تشطر موقف الفصائل الولائية إلى نصفين... ما السبب؟

العراق: "هدنة غزة" تشطر موقف الفصائل الولائية إلى نصفين... ما السبب؟

العراق: "هدنة غزة" تشطر موقف الفصائل الولائية إلى نصفين... ما السبب؟


27/11/2023

تنشطر الفصائل الموالية لإيران داخل العراق، على نفسها إزاء الهدنة بين الكيان الإسرائيلي وقطاع غزة الفلسطيني التي دخلت يومها الرابع، ومن المرجح أن يتم تمديدها لأيام أخرى في حال تم التوافق مجدداً بين الطرفين عبر الوساطات الدولية. وينقسم "الولائيون" العراقيون حيال مواصلة العمليات العسكرية واستهداف التواجد الأمريكي في العراق، من عدمه. علماً أنّ النيران الأمريكية ما زالت تثخن جراح الفصائل بُعيد استهداف مقرّين لها داخل العراق نهاية الأسبوع الماضي. 

وقد وجهت أمريكا الأربعاء الماضي ضربتين جويتين استهدفتا مقراً لأحد الفصائل في منطقة جرف الصخر شمال بابل، ممّا أسفر عن سقوط (3-5) شهداء، في حين عدّ الجيش الأمريكي أنّ الضربتين جاءتا رداً على الهجمات التي تشنها الفصائل ضد مقراتها في العراق وسوريا.

وترى الفصائل المسلحة المنضوية تحت يافطة "المقاومة" أنّ استهداف التواجد الأمريكي يأتي في إطار الحرب الدائرة بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي، وذلك بوصف واشنطن الداعم الأكبر لاستقرار تل أبيب، إضافة إلى مشاغلة فصائل "المقاومة" للجانب الإسرائيلي في منطقة جنوب لبنان.

ودخلت الهدنة بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ صباح الجمعة الماضية، وقد تم إبرامها بوساطة قطرية مصرية أمريكية، وقضت بتبادل إطلاق سراح رهائن وأسرى.

استمرار العمليات

وفور دخول الهدنة بين حركة حماس والكيان الإسرائيلي حيز التنفيذ، أعلنت إحدى الفصائل المنضوية في ما يُسمّى "المقاومة الإسلامية" العراقية أنّ الهدنة لا تشمل القاطع العراقي، حيث الحرب الدائرة بين الفصائل والقوات الأمريكية في البلاد.

ويقول كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم فصيل كتائب "سيد الشهداء": إنّ "لوضع في العراق وغزة منفصل"، وإنّ "هناك خرقاً للسيادة العراقية وشهداء بين صفوف الفصائل، لذلك لا يمكن أن تكون هناك هدنة من دون تحمل مسؤولية الدماء والسيادة".

ينقسم "الولائيون" العراقيون حيال مواصلة العمليات العسكرية واستهداف التواجد الأمريكي في العراق

وأشار إلى أنّه "لم يتم التواصل معنا بشأن أيّ هدنة"، لافتاً إلى أنّ "أنباء وجود هدنة بين المقاومة الإسلامية في العراق والجانب الأمريكي غير صحيحة".

وبيّن أنّ "الهدنة عادةً ما تجري عبر وساطات"، موضحاً "عدم تواصل أيّ وساطة معهم حتى الآن"، وأردف: "كما لم نسمع بأيّ حوار حول قضية هدنة في هذا الشأن".

واعتبر الفرطوسي أنّ "الوضع في العراق يختلف عمّا هو عليه في غزة"، مبيناً أنّ "الوضع الإنساني والاجتماعي الكارثي، ووجود وساطة ودولية، خلّف أسباباً موجبة لقبول الهدنة من قبل حماس".

كتائب سيد الشهداء تؤكد مواصلة عملياتها العسكرية ضد التواجد الأمريكي...، وحزب الله العراقي يعلن خفض التصعيد إلى حين انتهاء مدة الهدنة

فضلاً عن موقف فصيل كتائب "سيد الشهداء"، أكد فصيل حركة "النجباء" أنّه بصدد مواصلة الحرب ضد التواجد الأمريكي ثأراً لاستهداف الأخير لمقرات الحشد الشعبي في قاعدة جرف الصخر العراقية.

وقال أمين عام الحركة أكرم الكعبي: "بعدما أقدمت قوات الاحتلال الأمريكي على جريمة إراقة دماء المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي الذين قاتلوا تنظيم (داعش) الإرهابي صنيعة أمريكا، صار واجباً على الجميع إعلان الحرب عليها وإخراجها ذليلة من العراق، ولا عذر لأحد بعد اليوم".
خفض وتيرة العمليات

على الجهة المقابلة، أصدر فصيل "كتائب حزب الله" العراقي موقفاً مغايراً لموقف فصيلي "كتائب سيد الشهداء"، و"النجباء"، اللذين أعلنا مواصلة الحرب على التواجد الأمريكي في العراق، دون التأثر بتطورات الوضع في غزة. وأعلنت "كتائب حزب الله" أنّها تعمل على خفض التصعيد العسكري ضد التواجد الأجنبي، نتيجة الهدنة السارية في قطاع غزة. 

وقال أمين عام الكتائب أبو حسين الحميداوي، في بيان له: إنّه "لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن تشارك المقاومة الإسلامية في العراق بمعركة الحق ضد الباطل، مُصرّة على المضي في هذا النهج، غير آبهة بما نالها من ضغوط وعقبات واعتداءات، متحملة ضريبة عملها المقاوم، ثابتة على طريق كسر شوكة الاحتلال، وطرده من العراق".

كاظم الفرطوسي المتحدث الرسمي باسم فصيل كتائب سيد الشهداء في العراق

وتابع قوله: "إننا نعلن خفض وتيرة تصعيد العمليات على قواعد الاحتلال الأمريكي في المنطقة، وإيقافها ضد الكيان الصهيوني إلى حين انتهاء مدة الهدنة، أو القتال في فلسطين وحدودها مع لبنان"، مؤكداً أنّ "المواجهات مع القوات المحتلة للعراق لن تتوقف إلا بتحريره، وهو قرار لن نحيد عنه مهما غلت التضحيات".

خلافات داخلية 

وإزاء هذا التضارب في المواقف، يتبين الانقسام الحاد بين الفصائل العراقية الموالية لإيران إزاء استمرار فعالياتها ضد التواجد الأمريكي من عدمه، حيث يرى بعضها ضرورة أن تسير الفصائل في ركب حركة حماس التي قبلت بالهدنة السارية مع إسرائيل.

الحكومة، ومن خلفها تكتل (الإطار التنسيقي)، يرغبان بقبول الفصائل بالهدنة، لأنّ ذلك يقي الحكومة حرجَ الاستهداف المتكرر للتواجد الأمريكي في العراق. 

وأكدت مصادر مطلعة أنّ "قادة الفصائل لم يصدروا موقفاً موحداً معلناً إزاء الهدنة التي تمت بين حركة حماس وإسرائيل"، وأنّ "ثمة انقساماً واضحاً بشأن مواصلة العمل العسكري ضد حليفة إسرائيل في العراق، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال قصف مقراتها العسكرية في محافظتي الأنبار وأربيل".

وأشارت المصادر إلى أنّ "الرأي السائد داخل مظلة المقاومة هو الذهاب باتجاه الهدنة، وعدم زعزعة منطقة الهدوء المفترضة، والوقوف خلف حركة حماس في تقرير مصير الحرب مع الكيان الإسرائيلي"، لافتة إلى "وجود معارضة من قبل فصائل معينة للهدنة ضمن الجانب العراقي، حيث تطالب تلك الفصائل بالثأر من التواجد الأمريكي بعد الاستهداف الذي تعرّض له قاطع جرف الصخر".

وتؤكد المصادر أنّ "الحكومة، ومن خلفها تكتل (الإطار التنسيقي)، يرغبان بقبول الفصائل بالهدنة، لأنّ ذلك يقي الحكومة حرجَ الاستهداف المتكرر للتواجد الأمريكي في قاعدتي (عين الأسد) و(حرير) في محافظتي الأنبار وأربيل".

مواضيع ذات صلة:

ميليشيات إيران وسعيها لتوريط العراق في حرب غزة

بأسلحة جديدة... حزب الله يهدد باستهداف قواعد أمريكا في العراق

العراق بين مطرقتي الهيمنة الإيرانية والعبث الأمريكي



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية