بجريمة فظيعة... كتائب الإخوان في السودان تعيد إلى الأذهان جرائم داعش

بجريمة فظيعة... كتائب الإخوان في السودان تعيد إلى الأذهان جرائم داعش

بجريمة فظيعة... كتائب الإخوان في السودان تعيد إلى الأذهان جرائم داعش


07/05/2024

صُدم السودانيون بمشاهد مروعة توثق جريمة وحشية ارتكبها أفراد يرتدون أزياء الجيش، بحق فرد ادّعوا أنّه ينتمي إلى قوات الدعم السريع، فقد انتزعوا أحشاءه بعد قتله والتمثيل بجثته، وراحوا يلوّحون بها أمام جمع غفير من المواطنين، وهم يكبّرون ويهللون بشكل هستيري.

وتعزز الواقعة الأخيرة ما يتردد على نطاق واسع في السودان بأنّ مجموعات متطرفة تنتمي إلى الإخوان المسلمين أصبحت تشارك في الحرب، وتحاول نشر حالة الذعر والخوف بين الأوساط الشعبية؛ بهدف منع انضمام أيّ شخص إلى صفوف قوات الدعم السريع، وفق ما نقلت صحيفة (سودانيل).

وقد سبّب الفيديو صدمة عارمة وغضب شريحة كبيرة من السودانيين الذين يرون يوميّاً كيف تتعامل كتائب النظام السابق (جماعة الإخوان المسلمين) مع المواطنين، وكيف تحاول إرهابهم، متبعة نهج الجماعات الإرهابية كداعش.

ووفق موقع (الراكوبة)، فقد أبدى العشرات من القيادات السياسية والنشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي رفضهم لما ظهر في الفيديو، واعتبروها سلوكاً إرهابيّاً قد يجر البلاد إلى هاوية سحيقة، إن لم تتوقف الحرب.

مجموعات متطرفة تنتمي إلى الإخوان المسلمين أصبحت تشارك في الحرب

وحذّر بيان منسوب إلى لجان شبابية في المنطقة التي وقعت فيها الحادثة من الرعب الكبير الذي تسببه أعمال القتل البشعة التي يرتكبها "جهاديو الجيش"، في إشارة ضمنية إلى جماعة الإخوان المسلمين التي سببت رعباً مستمراً لدى السودانيين.

وقال البيان: إنّ "حلفاء الجيش من الإرهابيين يواصلون ارتكاب عمليات القتل مبتكرين طرقاً بشعة جديدة لا يقبلها العقل ولا الإحساس البشري".

وأشار البيان الذي نقلته (سكاي نيوز) إلى أنّ مثل هذا السلوك الدخيل على المجتمع يقود البلاد إلى مستنقع الإرهاب.

 

أفراد يرتدون أزياء الجيش ينتزعون أحشاء مواطن بعد قتله ويمثلون بجثته، وراحوا يلوحون بها أمام جمع غفير من المواطنين وهم يكبّرون ويهللون.

 

وفي السياق، قال عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق محمد حسن التعايشي: "صورة الجنود الدواعش العسكريين الذين يتبعون للجيش السوداني، وهم يتناهشون أحشاء جثمان مواطن سوداني بصورة صادمة، تعيد إلى الأذهان سلسلة الجرائم البشعة والوحشية للكيزان، التي ارتكبت كجزء من العنف الذي مارسته الدولة تجاه المدنيين السودانيين".

وأضاف التعايشي في تصريح صحفي نقلته صحيفة (التغيير): "رغم مشاركة عناصر داعش في الحرب الحالية، إلا أنّ هذا القتل الوحشي ينبغي النظر إليه وفهمه في إطار عنف الدولة ومؤسساتها، التي يجب تغييرها بشكل جذري وشامل".

بدوره، قال المتحدث باسم حركة تحرير السودان محمد عبد الرحمن الناير: إنّ "الفيديو المشين الذي تم تداوله حول جريمة تمثيل بجثة مواطن سوداني بصورة بشعة، يوضح الوجه الحقيقي للإسلام السياسي"، موضحاً أنّ "هذه الفظائع قد تم ارتكابها آلاف المرات في جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور من قبل هؤلاء الدواعش، باسم الإسلام حيناً والعروبة أحياناً".

من جهته، قال نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف: إنّ "التسجيلات المصورة الوحشية التي توثق لمنسوبين للقوات المسلحة يتلذذون بسلخ الناس وتمزيق أحشائهم خرجت عن كونها ممارسات فردية لتصبح أفعالاً متكررة ترسخ لنسق إرهابي يمزق البلاد ويقودها إلى دوامة لن تخرج منها أبداً".

وأكد أنّ "هذه الأفعال الإرهابية التي لا تمّت للإنسانية بصلة مدانة بأشدّ عبارات الإدانة، ويجب أن تتمّ محاسبة مرتكبيها، وألّا يُسمح لهم بالإفلات من العقاب".

وقال: إنّ استمرار الحرب التي لا خير فيها سيرمي بالبلاد في هاوية سحيقة، وعلى الجميع النهوض لإيقافها الآن ودون تأخير، والتصدي لمن يعملون على استمرارها، ومن يمارسون فيها البشاعات بكافة أشكالها.

من جانبه، قال الناشط هشام عباس: إنّ ما ظهر في مقطع الفيديو الصادم لأفراد بزي الجيش السوداني وهم ينهشون ويبقرون جثمان شخص ما ويمضغون كبده، هو تأكيد على أنّ الجيش لم يعد هناك أمل في إصلاحه، وقد فات الأوان على مطالبات الهيكلة والإصلاح وتحويله إلى جيش وطني، فقد تمكن منه سرطان الدواعش من إرهابيي النظام البائد والحركة الإسلامية، ولم يعد له رأي أو قرار .

وأوضح أنّ ما ظهر من بشاعات في الحرب ما هي إلا قطرة في محيط الجرائم التي ستشكل صدمة كبيرة للشعب السوداني عندما تنجلي وتتكشف الحقائق.

وأكد أنّه "إذا تمكن الدواعش من البلاد، فسيكونون خطراً يهدد العالم أجمع وليس السودان ومستقبله فقط، لأنّ ما يحدث اليوم في السودان تقريباً هو نموذج دواعش سوريا وليبيا في البدايات، ممّا يتطلب تكاتف العالم أجمع للتصدّي، وليس السودان فقط".   

 

السودانيون يرون يومياً كيف تتعامل كتائب النظام السابق (جماعة الإخوان المسلمين) مع المواطنين، وكيف تحاول إرهابهم، متبعة نهج الجماعات الإرهابية كداعش.

 

وأشار إلى أنّه "عندما انتشرت مقاطع مماثلة في المرة الأولى طولب الجيش باتخاذ موقف وإجراء يبعد عن نفسه هذه الجرائم وبتر هؤلاء الدواعش من جسده الذي يتخفون خلفه".

وأضاف: "كنا نعلم أنّ هذا لن يحدث، وأنّ الجيش لا يملك قدرة على ذلك، لأنّ من نطالب ببترهم هم المسيطرون على هذا الجيش ومن يحركونه ويملكون قراره، لكنّ تكرار هذه الأحداث دون أيّ ردة فعل أثبت للجميع أنّ وجهة نظرنا في هذا الجيش من قبل الحرب وبعدها صحيحة بالبراهين والثوابت".

هذا، وعلّق الناشط عبد العظيم الأموي قائلاً: إنّ الفيديو المتداول في السودان الذي يظهر عدداً من القوات الأمنية التي تقاتل في صفوف الجيش تقوم بالتمثيل بجثة مواطن وبقر بطنه وتقطيع أحشائه، يعكس خطورة هذه الكتائب الإخوانية المتطرفة التي تقاتل مع الجيش".

وتأتي الحادثة الجديدة ضمن سلسلة انتهاكات ارتكبت في حق المدنيين في عدة مناطق، وأثارت غضباً محلياً ودولياً كبيراً؛ ووسط مخاوف من تسلل عناصر إرهابية إلى السودان مستغلين حالة السيولة الأمنية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ منتصف نيسان (أبريل) 2023، وما صاحبها من عمليات تجييش وتسليح شعبي من قبل الإخوان المسلمين، وشكوك حول ارتباط كتائب تقاتل إلى جانب الجيش بمجموعات إرهابية خارجية.

وكان الجيش السوداني قد وعد في بيان صادر عن الناطق الرسمي للجيش في كانون الثاني (يناير) بإجراء تحقيق في واقعة قطع رؤوس (3) شبان في ولاية شمال كردفان، لكن حتى الآن لم يصدر أيّ بيان من الجيش يؤكد إجراء التحقيق.

وقد نشر ناشطون الأسبوع الماضي مقطع فيديو يظهر مجموعة من جنود الجيش يقودها ضابط برتبة لواء وهم يرددون شعارات جهادية ويحملون "سكاكين"، وسط جثامين لـ (3) أشخاص بلباس مدني بشمال كردفان.

 

بيان منسوب إلى لجان شبابية: "أعمال القتل البشعة التي يرتكبها جهاديو الجيش، في إشارة ضمنية إلى الإخوان المسلمين، سببت رعباً مستمراً لدى السودانيين".

 

وقبل نحو شهر تداول ناشطون مقطع فيديو يظهر فيه أحد منسوبي تنظيم الإخوان من الذين يقاتلون مع الجيش، ويدعى (هيثم الخلا)، وهو يصرح بوجود كوادر نشطين بالحركة في الخارج، ويقول إنّه سيتم تدريبهم لتنفيذ أعمال إرهابية. وكان المقاتل نفسه قد هدد في مقطع فيديو سابق باستهداف أعضاء قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة التي قادت الثورة التي أسقطت نظام الإخوان في نيسان (أبريل) 2019.

وفي كانون الثاني (يناير) أثار مقطع فيديو يظهر مجموعة مقاتلين تابعين للجيش، وهم يحتفلون بقطع رؤوس أشخاص ويحملونها على أيديهم، أثار غضباً محلياً وعالمياً كبيراً. وظهر في المقطع عدد من الجنود وهم يحتفلون بطريقة "هيستيرية"، ويحمل أحدهم واحداً من الرؤوس المقطوعة.

هذا، ونشر ناشطون صوراً ومقاطع يظهر في أحدها مقاتل تابع للجيش، ويعتقد أنّه من إحدى الكتائب الجهادية، وهو يجلس منتشياً واضعاً قدمه فوق جمجمة قتيل مجهول، كما ظهر آخر وهو يبدو كأنّه يأكل يداً مقطوعة لشخص قتل في إحدى المعارك بمدينة أم درمان.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية