بعد طردهم من قطر... ما الخيارات المطروحة أمام قادة حماس؟

بعد طردهم من قطر... ما الخيارات المطروحة أمام قادة حماس؟

بعد طردهم من قطر... ما الخيارات المطروحة أمام قادة حماس؟


06/05/2024

تبحث حركة (حماس) في الوقت الراهن عن دولة تقبل استضافة قادتها، بعد أن تناقلت وكالات أنباء عالمية خبر قرار قطر المرتقب بطردهم، وإنهاء نشاط المكتب السياسي للحركة الفلسطينية في الدوحة، على خلفية مساعي الأخيرة لإعادة تقييم دورها في الوساطة، في ملف التهدئة وإنهاء الحرب بغزة، وفق ما نقلت وكالة (رويترز).

ونقلت وكالة (رويترز) عن مسؤول مطلع أمس قوله إنّ الحكومة القطرية يمكن أن تغلق المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، بعد مراجعة أوسع لوساطتها في الحرب بين إسرائيل والحركة.

وقال المسؤول: إنّ "قطر تدرس إذا كانت ستسمح لحماس بمواصلة تشغيل المكتب السياسي، وتشمل المراجعة الأوسع إذا كانت قطر ستواصل التوسط في الصراع المستمر منذ قرابة (7)  أشهر".

الحكومة القطرية يمكن أن تغلق المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، بعد مراجعة أوسع لوساطتها في الحرب بين إسرائيل والحركة.

ووفق صحيفة (الشرق الأوسط)، فإنّه يمكن أن يذهب قادة حماس إلى إيران أو إلى جنوب لبنان بسهولة، لكن هذا سيجعلهم رهينة محور محدد، وعرضة للاغتيال بالطبع، كما أنّهم سيخضعون لأوامر وتوجيهات حزب الله، لأنّهم سيكونون تحت سلطته، أو يمكن أن يذهب قادة الحركة إلى تركيا التي ساءت علاقتها كثيراً بإسرائيل، لكنّ للحركة تجربة سيئة مع أنقرة عندما طلبت من بعض قادتها المغادرة أو البقاء من دون أيّ نشاط، كما ورد خلال الآونة الأخيرة اسم سلطنة عُمان كوجهة محتملة لحركة حماس، لكن دون أن يصدر أيّ تصريح رسمي عن مسقط، هذا إلى جانب اليمن "مناطق سيطرة الحوثيين" الذين يلعبون على وتر القضية الفلسطينية لزعزعة الأمن العالمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولنهب أموال اليمنيين.

وأحد الخيارات العودة إلى سوريا، لكنّ سوريا لم تغفر للحركة منذ أن انقلبت عليها، وخرجت من هناك عام 2011 إلى قطر، على الرغم من أنّها فتحت بابها لإعادة العلاقات بتدخل من إيران ومن حزب الله اللبناني، هذا إلى جانب الأردن الذي يتعرض لمناورات متعددة من قادة الحركة بحجة أنّهم يحملون جنسيته، لكنّ عمّان عبّرت مرات عديدة أنّها ترفض تواجد الفصائل الفلسطينية على أراضيها. 

يمكن أن يذهب قادة حماس إلى إيران أو إلى جنوب لبنان بسهولة، لكنّ هذا سيجعلهم رهينة محور محدد، وعرضة للاغتيال بالطبع.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق في تصريح عبر قناة (العالم) الإيرانية: إنّ الأردن سيكون الوجهة المقبلة لقيادات الحركة في حال غادرت قطر.

وذكر أبو مرزوق أنّه إذا انتقلت قيادة حماس من قطر، وهو أمر غير قائم حالياً، فستنتقل إلى الأردن.

الحكومة القطرية يمكن أن تغلق المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، بعد مراجعة أوسع لوساطتها في الحرب بين إسرائيل والحركة.

بالمقابل، قال مصدر أردني مطّلع لـ (الشرق الأوسط): إنّ تصريحات أبو مرزوق "استفزازية" و"غير مجدية" لإعادة فتح ملف عودتهم إلى المملكة التي غادروها عام 1999 لأسباب أمنية.

يمكن أن يذهب قادة حماس إلى اليمن "مناطق سيطرة الحوثيين"، الذين يلعبون على وتر القضية الفلسطينية لزعزعة الأمن العالمي وتهديد الملاحة الدولية ولنهب أموال اليمنيين.

وأضاف المصدر: "يتحدث أبو مرزوق كأنّه لا دولة في الأردن ليقرر ما يفعل، الأردن طوى صفحة مكاتب الفصائل الفلسطينية، ولن يعود إليها".

وتصريحات أبو مرزوق وما سبقها رفضها المصدر الأردني في حديثه إلى (الشرق الأوسط)، قائلاً: إنّ "الأردن لن يقبل بأيّ حال من الأحوال وجود قادة (حماس) على أراضيه"، منبّهاً في الوقت نفسه إلى أنّ التلميح بشأن من يحمل الجنسية الأردنية منهم، أي قادة حماس، وأحقيته بالعودة، بالقول: "ومن يحمل منهم الجنسية الأردنية، ويود العودة، فعليه أن يفك ارتباطه نهائياً بأيّ تنظيم خارجي".

من الخيارات العودة إلى سوريا، لكنّ دمشق لم تغفر للحركة منذ أن انقلبت عليها عام 2011، على الرغم من إعادة العلاقات بتدخل من إيران وحزب الله.

ويشير المصدر نفسه إلى أنّ أيّ احتمالات للعودة وفق الشروط التي تقتضيها المصالح الأردنية وبموجب أحكام القانون، فإنّها تشمل "عدم السماح بأيّ شكل من الأشكال بفتح أيّ مكاتب لأيّ من التنظيمات الفلسطينية".

أمّا حول خيار انتقال قادة حماس إلى تركيا، فقد قالت الزميلة الزائرة في كليّة لندن للاقتصاد وأستاذة العلاقات الدولية، التركية (سيلين ناسي): إنّ "الشعب التركي بشكل عام يتعاطف مع القضية الفلسطينية، كما أنّ الحزب الحاكم حالياً يؤيد حماس، لأنّه تجمعهما خلفية واحدة وهي جماعة الإخوان المسلمين".

الأردن يتعرض لمناورات متعددة من قادة الحركة بحجة أنّهم يحملون جنسيته، لكنّ عمّان عبّرت مرات عديدة أنّها ترفض تواجد الفصائل الفلسطينية على أراضيها. 

وأضافت في تصريح لشبكة (الحرة) أنّ "الحكومة التركية منحت أعضاء حماس جوازات سفر قانونية وسارية، كما يتمتع مسؤولو حماس بحرية على المستوى العملياتي في تركيا، وهذا ما سبب خلافاً بين تركيا وإسرائيل".

...

ولا تستبعد (ناسي) أن "تكون تركيا هي المركز الجديد لحماس"، موضحة أنّ "الخيارات المتاحة أمام الحركة محدودة جداً، وأغلبها ممكن أن يكون مرتبطاً بشكل أو بآخر بمناطق النفوذ والسيطرة الإيرانية، مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن".

الشعب التركي بشكل عام يتعاطف مع القضية الفلسطينية، كما أنّ الحزب الحاكم حالياً يؤيد حماس، لأنّه تجمعهما خلفية واحدة وهي جماعة الإخوان المسلمين.

وقالت: إنّ "هذه الوجهات لا يفضلها المجتمع الدولي، وتحديداً الإدارة الأمريكية، كما أنّ حماس نفسها ليس من مصلحتها أن تكون تحت النفوذ الإيراني بشكل كامل، لأنّ هذا يقوض من قوتها، ويشكل خطراً عليها".

وأنهت المحللة التركية تصريحها بالقول: إنّ تركيا التي ترغب بشدة في لعب دور فعال في القضية الفلسطينية، يمكن أن تقبل فكرة استضافة حماس، لأنّ هذا قد يقوي موقفها للعب دور الوسيط".

ووفق تقرير لصحيفة (وول ستريت جورنال)، فإنّ الحركة قامت بالاتصال بدولتين، وهما سلطة عُمان وتركيا، بشأن ما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إلى عاصمة كل منهما.

الحركة قامت بالاتصال بدولتين، وهما سلطة عُمان وتركيا، بشأن ما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادة حماس إليهما.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أنّ ذلك يأتي مع ازدياد الضغوط على الدوحة التي يعيش فيها قادة (حماس) منذ عام 2012 في ترتيب دعمته الولايات المتحدة. 

بالمقابل، نقلت وكالة (نوفستي) أنّ إدارة الرئيس جو بايدن تعتبر التهديد بطرد (حماس) وسيلة محتملة للضغط عليها للقبول بشروط الهدنة أو وقف إطلاق النار، لكنّ المسؤولين والمحللين يُحذّرون من أنّ إغلاق المكتب السياسي لـ (حماس) في قطر سيعقد الاتصالات مع قيادات الحركة.

وحذّر السفير الأمريكي السابق في قطر باتريك ثيروس، في تصريح صحفي للوكالة ذاتها، من أنّ طرد (حماس) من الدوحة سيكون "كابوساً" بالنسبة إلى البيت الأبيض، إذ أنّه سيجعل أيّ مفاوضات مستقبلية مستحيلة.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي يونس الزريعي أنّه "لا يمكن لقطر أن تطرد قادة (حماس) من أراضيها، خاصة أنّ وجود قيادة حماس بالدوحة يمنحها القوة للعب دور الوسيط بين الحركة وإسرائيل، ويمنحها أيضاً الفرصة للعب أدوار إقليمية ودولية استثنائية ومهمة".

لا يمكن لقطر أن تطرد قادة حماس من أراضيها، خاصة أنّ وجودهم يمنحها القوة للعب دور الوسيط بين الحركة وإسرائيل، ويمنحها الفرصة للعب أدوار إقليمية ودولية مهمة.

وأضاف في تصريح لـ (موقع 24) أنّ "هذا الطرح يأتي في إطار الحرب الإعلامية، والضغوط على حماس، من أجل التجاوب مع الضغوط التي تمارس عليها بملف التهدئة مع إسرائيل، إلى جانب أنّه محاولة لتهدئة الرأي العام الإسرائيلي، وتوجيه رسالة أنّ تل أبيب تواصل ملاحقة قادة حماس في كل مكان".

ويعيش معظم قادة حركة (حماس) خارج حدود قطاع غزة، مقسمين بين تركيا وإيران وقطر ولبنان، إضافة إلى أنّ غالبيتهم يقومون بجولات في عدد من الدول القليلة جداً، التي توافق على استقبال مسؤولين في الحركة.

يُذكر أنّ دولاً كان يمكن أن تكون وجهة للحركة قبل هجومها على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لكنّها لم تعد تصلح، إذ تحتاج الحركة إلى دولة كبيرة يمكن أن تحميها من إسرائيل، أو على الأقل لن تغامر إسرائيل بإغضابها أو خسارة مصالح محددة لها معها، إذا ما قامت بالمسّ بقادة (حماس) على أراضيها.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية