هل ما يجري ..بروفة لحرب عالمية؟

هل ما يجري ..بروفة لحرب عالمية؟

هل ما يجري ..بروفة لحرب عالمية؟


14/10/2023

حميد فطمان

شرق أوسط يحترق.. جنون سياسي ملتهب بدأت شرارته من غزة، حرب شرسة وتطورات متسارعة؛ تحريض، تصعيد، عنف، تدمير وانتقام، موت هنا وهناك، واقع مزر، معاناة، مأساة، ظلام دامس وحديث عن تهجير..

لغة سياسية صاخبة تحمل رسائل تهديد ووعيد، صواريخ ونيران، فتح جبهات، واتساع الصراع، تدخلات عسكرية أميركية ومن ثم بريطانية وأوروبية.. طائرات وحاملاتها، هجوم بري وشيك، إجلاء رعايا، اتصالات سياسية ومباحثات لاحتواء ما يمكن احتواؤه، ووسائل إعلام تروج للمزيد.

 جهات لا تريد الحرب، وجهات تدفع إلى الحرب، كل حسب مصلحته، هناك من يريد كسر الشوكة الأميركية من خلال زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتحجيم نفوذها العالمي انطلاقا من منطقة الشرق الأوسط، لعل ذلك يكون بداية فعلية لإعادة ترتيب وجه العالم الجديد. فالحقيقة الثابتة أن هناك من يزيد النار حطبا في كواليس مشهد الصراع الدائر، وفي المقابل هناك رغبة أميركية بإظهار قوتها من جديد، وتحجيم أو ردع طموحات قوى دولية طامعة لاقتسام مكانتها كقوة رقم واحد في العالم.

نظرية الحرب اليوم قائمة على عاملين أساسيين: الأول، الاصطفاف السياسي الدولي الحاصل كل في معسكره، الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى إيران وميليشياتها ومن خلفهما روسيا والصين اللتان ستعملان على عدم منع جر الولايات المتحدة إلى حرب تستنزفها عسكريا واقتصاديا. أما العامل الثاني فهو حجم التسليح الحاصل حاليا بوتيرة مرتفعة تزيد من احتمالية أن ما يجري إعداده ليس فقط للقضاء على “حركة مسلحة” في منطقة جغرافية ضيقة بل هناك أهداف أوسع يجري التحضير لها على قدم وساق بالتزامن مع جولة وزير خارجية أميركا إلى دول عربية في المنطقة، تتبعها زيارة وزير الدفاع إلى إسرائيل.

إشارات الحرب الشاملة أصبحت جلية بصورة لم تتوفر في الحرب الروسية – الأوكرانية التي اقتصر تدخل الغرب فيها على عقوبات اقتصادية فرضت على روسيا، وأسلحة لأوكرانيا ذات قدرات محدودة لم تخل بميزان الصراع هناك حتى الآن.

لكن مع إسرائيل الصورة مغايرة تماما، فالدعم السياسي والعسكري الذي يرتقي إلى حدود الانخراط والمشاركة في التصعيد المستمر، يدفع بإسرائيل نحو حرب تقتلع من خلالها الجذور الإيرانية في المنطقة. وهو ما أعلنه صراحة رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بتغيير شكل منطقة الشرق الأوسط.

في المقابل، فرص الوساطة السياسية التي يتم الحديث عنها ستصطدم بعناد الأطراف التي لن تقبل صيغ الواقع السياسي الحالي أو أن تخرج خاسرة عسكريا بعد كل ما حدث، وهذا يصل بنا إلى حقيقة ثابتة أخرى؛ أن ما يجري وسيجري إن استمر التصعيد نحو حرب متعددة الأطراف أو متعددة الجبهات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن ما يسرب من أروقة مؤسسات الحكم الأميركية لا يبشر بالاستقرار أو التهدئة في الأيام القليلة المقبلة، سيؤدي بالضرورة إلى انفجار بؤر صراع أخرى في العالم قد تدفع نحو الحرب العالمية المنتظرة التي تنبأ بها الكثير من السياسيين.

عن "العرب" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية