أردوغان مطالب بالإجابة... لماذا غير موقفه من آيا صوفيا؟

أردوغان مطالب بالإجابة... لماذا غير موقفه من آيا صوفيا؟


14/07/2020

شيئاً فشيئاً تتضح طريقة اتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قراراته التي تعتمد في مجملها على الظروف الراهنة، والأحداث الجارية، دون الاحتكام إلى مبدأ معيّن أو قواعد ناظمة، ويظهر هذا جلياً في حدث تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، حيث عارض أردوغان قبل أربعة أعوام الفكرة، ليطبقها في وقت هو بأمس الحاجة فيه لإعادة شعبيته الضائعة بسبب سياساته الاقتصادية وفساد قادة حزبه.

ممثلة عن أردوغان طلبت رفض دعوى رُفعت لتحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد عام 2016

ودافعت الرئاسة التركية عام 2016 عن بقاء آيا صوفيا كمتحف بدلاً من مسجد، وأكدت أنّ قرار مجلس الوزراء الصادر في عام 1934 يمكن إلغاؤه دون الحاجة إلى قرار قضائي.

وبحسب خبر نشرته صحيفة "سوزجو"، كانت المستشارة زينت جوكشا زنجين، التي شاركت في جلسة الدائرة العاشرة لمجلس الدولة عام 2016 باعتبارها ممثلة عن رئاسة الجمهورية؛ أي نيابة عن الرئيس رجب طيب أردوغان، قد طلبت رفض دعوى رُفعت لتحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، استناداً إلى طعن في صحة التوقيعات التي حملها القرار الصادر قبل 86 عاماً، وفق ما نقلت صحيفة "زمان" التركية.

يشار إلى أنّ رئاسة الوزراء كانت قد تلقت طلباً من إحدى الجمعيات في عام 2016 لإعادة فتح آيا صوفيا للعبادة، غير أنّ إدارة المنطقة الأولى في إسطنبول التابعة للإدارة العامة للأوقاف رفضت هذا الطلب.

وطعنت الجمعية في صحة التوقيعات التي يحملها قرار مجلس الوزراء الصادر في عام 1934 القاضي بتحويل آيا صوفيا إلى متحف، وقالت أيضاً: إنّ صك ملكية آيا صوفيا (الطابو) يحدد وضعه كمسجد وليس "كمتحف"، وأنه يتوجب إلغاء قرار مجلس الوزراء وضرورة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد بدلاً من متحف.

اقرأ أيضاً: الإسلاميون ومنصات التواصل.. كيف نتجادل دون عداء؟

إلا أنّ المحامية الممثلة للرئاسة طالبت الدائرة العاشرة لمجلس الدولة برفض هذه الدعوى القضائية، وأرفقت دعاوى قضائية رفعت في الماضي لإلغاء قرار مجلس الوزراء المشار إليه، لكن تلك الدعاوى القضائية تم رفضها.

ورغم أنّ رئاسة الجمهورية أكدت وقتها أنّ تحويل آيا صوفيا إلى مسجد هو قرار يقع على عاتق السلطة التنفيذية وليس السلطة القضائية، إلا أنّ الرئيس رجب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم لجؤوا إلى مجلس الدولة الذي قرّر يوم الجمعة الماضي بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد.

في سياق متصل، قال عمدة بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، إنّ على الرئيس رجب طيب أردوغان أن يكشف لماذا قرّر الآن تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، بعدما كان يرفض ذلك سابقاً.

وأعاد إمام أوغلو للأذهان أنّ أردوغان عارض طلب تحويل آيا صوفيا إلى مسجد قبل عامين مخافة ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، مفيداً بأنّه يتوجب على أردوغان أن يكشف للرأي العام سبب تغيير موقفه اليوم.

أردوغان كان قد قال في حوار تلفزيوني مباشر عام 2018 عند سؤاله عن رأيه في دعوات فتح آيا صوفيا للعبادة: "أنا بصفتي قائداً سياسياً لم أفقد صوابي لأقع في هذه المؤامرة"، وحذّر أردوغان من أنّ هذه الخطوة يمكنها الإضرار بالمساجد التي تديرها تركيا في دول أخرى.

اقرأ أيضاً: آيا صوفيا: هل تعاني إسطنبول من نقص في المساجد؟

وعلى صعيد متصل، وجّه إمام أوغلو انتقادات إلى الإعلام المؤيد للسلطة، قائلاً: "قرار مجلس الدولة بشأن مسجد آيا صوفيا أظهر لنا أنّ من يتصنعون الاهتمام بالموضوع ليسوا على دراية بالوضع الحالي لآيا صوفيا. القنوات التلفزيونية التي تصنف نفسها على أنّها قنوات محافظة تتحدث عن رفع أول أذان في آيا صوفيا قبل عدة أيام وأنّ أداء أول صلاة فيه ستكون في الرابع والعشرين من الشهر الحالي؛ في حين أنّ الحقيقة أنّ الأذان يرفع منذ خمس سنوات داخل آيا صوفيا وتؤدّى الصلاة في مسجد عبد المجيد الواقع بداخله منذ 30 عاماً".

إمام أوغلو: أردوغان عارض طلب تحويل آيا صوفيا إلى مسجد قبل عامين، ويتوجب عليه أن يكشف للرأي العام سبب تغيير موقفه

وأضاف أوغلو: "هناك لوحة معلقة على باب مسجد عبد المجيد منذ عام 1991، لذا مزاعم إعلام السلطة هذه أثارت حيرتي ودهشتي".

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد صرّح بأنّ موعد إقامة أول صلاة في مسجد آيا صوفيا سيكون يوم الجمعة الموافق الرابع والعشرين من تموز (يوليو) الجاري.

هذا، وتصدّر هاشتاغ #آيا_صوفيا، باللغتين؛ العربية والإنجليزية الترند عبر موقع تويتر، حيث أشاد الكثير من الجيش الإلكتروني التابع لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم بقرار أردوغان، في حين استنكر ناشطون استغلال الرئيس التركي للدين في محاولة منه لاستعادة شعبيته التي هبطت بشكل لافت في الآونة الأخيرة بسبب الأزمات الاقتصادية والإقليمية.

وقد رفض البرلمان التركي، الذي يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية الحاكم، قبل أيام مقترح تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية