أفغانستان.. هل تكون ملاذاً جديداً لـ"داعش"؟

أفغانستان.. هل تكون ملاذاً جديداً لـ"داعش"؟


25/07/2021

إعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عن إطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا على القصر الرئاسي في أفغانستان، صباح أول أيام عيد الأضحى، يشكل تحركاً من التنظيم لتأكيد وجوده في المشهد الأفغاني في ظل انسحاب القوات الأميركية من البلاد المقرر أن يكتمل بنهاية أغسطس المقبل.

ورغم أن الصواريخ الثلاثة التي عبرت سماء المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسقطت بالقرب من القصر الرئاسي، لم ينفجر منها سوى اثنين فقط، ولم تتسبب في حدوث خسائر مادية أو بشرية كبيرة، فإنها أثارت قلقاً كبيراً ومخاوف حقيقية من إمكانية نجاح تنظيم «داعش» في استغلال الظروف التي تمر بها أفغانستان كي يرسخ وجوده فيها لا سيما في شمال البلاد، الذي قد يشهد انهياراً أمنياً في ظل وضع تتسارع فيه وتيرة خروج القوات الأميركية، وتسعى حركة «طالبان» إلى انتزاع المزيد من الأراضي من قبضة القوات الحكومية والسيطرة عليها، ما ينذر بحالة من الفوضى التي توفر، ولا شك، بيئة خصبة للتنظيم تمكنه من زيادة قوته ونفوذه في هذه المنطقة.

وما يعزز هذه المخاوف، امتلاك تنظيم «داعش» قدرة عالية على استغلال حالة الفوضى الأمنية التي قد تنشأ في دولة أو أخرى من أجل ترسيخ وجوده فيها، وهو ما نجح فيه بشكل كبير في العراق وسوريا حين تمكن من السيطرة على أجزاء كبيرة من الدولتين، وأعلن حينئذ إقامة دولته المزعومة. وهو الأمر ذاته الذي قد يسعى التنظيم إلى تحقيقه بشمال أفغانستان، التي قد تتحول إلى ملاذ آمن جديد له، يعوضه عن ملاذه الآمن الذي فقده عقب انهيار دولته في سوريا والعراق.

وتكتسب تلك المخاوف مزيداً من الجدية بعد تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أكد فيها أن تنظيم «داعش» يسيطر على المزيد من الأراضي في شمال أفغانستان مستغلاً انسحاب القوات الأميركية من البلاد، فالتنظيم الذي يبلغ عدد مقاتليه بحسب مدير قسم آسيا في وزارة الخارجية الروسية، المبعوث الروسي إلى أفغانستان، «زامير كابولوف»، نحو 4 آلاف مقاتل، لديه من القدرات والخبرة العسكرية ما تمكنه من التحرك لبسط سيطرته على الأرض، خاصة أن القوات الحكومية ستكون مشغولة في هذه المرحلة بالتصدي لهجمات حركة «طالبان»، التي نجحت منذ بدء انسحاب القوات الأميركية في السيطرة على مناطق عديدة في البلاد.

إن نجاح تنظيم «داعش» في الحصول على ملاذ آمن جديد في أفغانستان سيكون له تداعيات سلبية كبيرة على المنطقة؛ إذ سيدخل البلاد في دوامة جديدة من العنف والتطرف، كما سيجعلها مركزاً جديداً أو بوابة ينطلق منها التنظيم لتهديد دول أخرى، لا سيما الدول المحاذية لها، وخاصة دول آسيا الوسطى، بالإضافة إلى أن التنظيم قد يستخدم ملاذه الآمن الجديد لدعم فروعه التي تواجه وضعاً صعباً في منطقة الشرق الأوسط بعد تلقيها ضربات شديدة على يد التحالف الدولي.

عن "الاتحاد" الإماراتية

الصفحة الرئيسية