إخوان الجزائر واعتذار فرنسا.. تجارة لا تغفر الغدر

إخوان الجزائر واعتذار فرنسا.. تجارة لا تغفر الغدر


06/02/2021

يونس بورنان

يتاجرون بدماء شهداء ثورة التحرير مرتدين قناعا مزيفا لم يفلح في إخفاء جرائم يقول جزائريون إنها لا تقل سوادا عما ارتكبه المستعمر.

جزائريون شبهوا الماضي الأسود للاحتلال الفرنسي في بلادهم بالماضي القريب للإخوان، مؤكدين أنه "لا يقل سوادا وسوءا في ندباته التي لن تندمل مهما تعددت أقنعة التنظيم".

استنكار يأتي في وقت يواصل فيه إخوان الجزائر احتراف تجارة السياسة بحسب مراقبين، ومحاولة قلب الأحداث لصالحهم دون أدنى خجل من حساسية أو قدسية المواضيع التي يتاجرون بها، أو من واقع جديد باتوا منبوذين فيه شعبياً، ويحاولون الهروب منه بخرجات وتصريحات يعتبرها كثيرون "مستفزة ووقحة".

ولازال ما قامت به "حركة مجتمع السلم" الإخوانية حول رفض فرنسا الاعتذار عن جرائم ماضيها الاستعماري في الجزائر، تثير الكثير من الانتقادات وحتى السخرية، ما دفع بالكثير من الجزائريين إلى وصفها بـ"المتاجرة بشهداء الثورة من أجل حملة انتخابية مسبقة"، أو "محاولة للقفز على غدر ابن الدار (أي غدر أبناء الوطن في إشارة للإخوان)".

وحاول الإخواني عبد الرزاق مقري، دغدغة مشاعر الجزائريين عندما طالب فرنسا بـ"الاعتراف والاعتذار والتعويض"، قبل أن يزداد حجم السخط الشعبي على الإخوان عقب استقباله سفير باريس فرانسوا غويات، بعد صدور تقرير المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا، واصفين ذلك بـ"الفاحشة السياسية".

متاجرة الإخوان بملف حساس مثل الماضي الاستعماري في الجزائر لم يمر دون حملة انتقاد شعبية لما أجمع الكثير من الجزائريين على وصفه بـ"أحد أقنعة الخبث الإخواني"، خصوصا أن أنصارا من حركة "حمس" الإخوانية "طالبت بالمبادرة بالاعتذار منهم قبل مطالبة فرنسا الأجنبية بالاعتذار على غدرهم لهم مع نظام (عبد العزيز) بوتفليقة".

وأعاد مغردون تذكير الحركة الإخوانية بـ"مخططها المشبوه للتمديد لبوتفليقة غداة ترشحه لولاية خامسة في فبراير/شباط 2019"، فيما اعتبرت تعليقات أخرى أن "الإخوان هم جزء من العصابة" التي تشكلت في العقد الأخير.

كما ذكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي الحركة الإخوانية بما أسموه "غدرها المتواصل" في السنوات الأخيرة، بدءا بدورها بـ"المسرحيات الانتخابية" في عهد بوتفليقة والتي كانوا من أكثر المستفيدين بها، رغم زعمهم "عدم الاعتراف بشرعية نظامه".

جزائريون ذكروا الحركة أيضا بالغنائم السياسية التي كانت تبحث عنها من نظام بوتفليقة في الوقت الذي خرج فيه ملايين الجزائريين مطالبين برحيل نظامه ومحاسبة رموزه، ومحاولة تسلق الحراك الشعبي بعد فشل مشروع التمديد للرئيس السابق.

وأجمع مغردون من خلال منشوراتهم وتعليقاتهم، على أن "الاحتلال الفرنسي وجماعة الإخوان يشتركان في التنكيل بالجزائري كل حسب طريقته، الأول بجسده وروحه، والثاني بطموحاته وآلامه" وفق تعبيرهم، وطالبوا الإخوان بكف ألسنتهم عن دماء الشهداء.

كما استغرب رواد مواقع التواصل انتقاد الحركة الإخوانية للماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر، في وقت "تحاول فيه شرعنة الاحتلال التركي لليبيا وسوريا والعراق بكل الوسائل"، والزعم بأنه "منقذ للشعوب الإسلامية"، وهي الفكرة ذاتها التي اعتمدت عليها كل القوى الاستعمارية في احتلال الدول منذ القرن الـ19 بحسب تعليقات المغردين، ناعتين ذلك بـ"الانفصام الحاد الذي يعاني منه الإخوان".

ومنذ حراك 22 فبراير/شباط 2019 الذي أطاح بنظام بوتفليقة، باتت مواقف وتصريحات جماعة الإخوان تقابل باستياء ورفض شعبيين غير مسبوقين، وسط تصاعد المطالب برحيلهم من المشهد السياسي.

ويحمل جزء كبير من الجزائريين التيارات الإخوانية مسؤولية "تعفن الوضع السياسي" في البلاد، فيما فضح سياسيون الإخوان وكشفوا أنهم كانوا "جزءا كبيرا من فساد النظام السابق".

وتعيش جماعة الإخوان الجزائرية منذ 2019 صدمة عقب إصرار الشارع على لفظهم بعد أن تساقطت أقنعة ادعاء المعارضة والمتاجرة بهموم ومشاكل الجزائريين في المواعيد الانتخابية، ورهن مواقفها لصالح أنظمة إخوانية أجنبية.

عن "العين" الإخبارية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية