الإخوان المسلمون: مناورات في الجزائر وسقطة أخلاقية في المغرب وأنشطة مريبة بليبيا

الإخوان المسلمون: مناورات في الجزائر وسقطة أخلاقية في المغرب وأنشطة مريبة بليبيا


27/05/2021

في تونس، تحاول حركة النهضة إحتواء مؤسسة الرئاسة، بإطلاق تصريحات ألمحت فيها إلى استعدادها للتخلي عن حكومة المشيشي، وفي الجزائر كشفت السلطة المستقلة للانتخابات، عن تواطؤ الأذرع السياسية للإخوان، مع حركة رشاد الإرهابية، وفي المغرب بيّنت تصريحات وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، والقيادي بالعدالة والتنمية (المصباح)، مصطفى الرميد، تورط حزبه في مأساة الدفع بآلاف القصر تجاه مدينة سبتة، بينما رصدت المؤسسات الدولية المعنية، أنشطة مريبة لعناصر من المليشيات الإخوانية في ليبيا.

النهضة والرئيس التونسي: احتواء أم مناورة

من جديد، ألمح الرئيس التونسي، قيس سعيّد، إلى حركة النهضة التونسية، في معرض هجومه على النخبة الحاكمة، حيث اعتبر بلاده ضحية للفساد واللصوص، مؤكداً أنّ تونس "في حاجة إلى أموال، وفي حاجة إلى عدالة اجتماعية، والقضاء على الفساد". وأضاف: "تونس تتوفر فيها كل الثروات، ولكن للأسف ما ازدادت النصوص، إلاّ وازداد معها اللصوص".

من جهتها، حاولت حركة النهضة الذهاب تجاه التهدئة، حيث قال القيادي بالحركة، عبد اللطيف المكي، إنّه "ضد حكومات التكنوقراط، وسيناضل من أجل تكوين حكومة سياسية، مدعومة بالكفاءات"، لافتاً إلى أنّ "حكومة التكنوقراط، تعتبر خطأ في حق البلاد، ولا يمكن أن تتماشى إلّا مع الأنظمة الاستبدادية"، الأمر الذي يعكس توجهاً داخل حركة النهضة للتخلي عن حكومة هشام المشيشي، وتشكيل حكومة جديدة، يدعمها حزام سياسي، في إطار المؤسسات الحاكمة، بينما اعتبر البعض تصريحات المكي، نوعاً من المناورة المكشوفة.

ألمح الرئيس التونسي إلى حركة النهضة التونسية في معرض هجومه على فساد النخبة الحاكمة

وشهد البرلمان التونسي، مساء الجمعة، 21 أيّار (مايو) تلاسناً حاداً، كاد أن يتحول إلى صراع بالأيدي، في ظل حالة من التراشق اللفظي وتبادل الإهانات، إثر قيام النائب، سيف الدين مخلوف، رئيس كتلة ائتلاف الكرامة، أحد أبرز حلفاء حركة النهضة، بشن هجوم حاد على الرئيس قيس سعيّد، ووصفه بألفاظ جارحة، كما هاجم كذلك الاتحاد التونسي للشغل، الذي يتبنى مبادرة الحوار الوطني، الأمر الذي تصدت له النائبة عن الكتلة الديموقراطية، سامية عبو، التي هاجمت رئيسة الجلسة، سميرة الشواشي، بسبب عدم سحبها الكلمة من النائب، رغم تجاوزاته.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: ملاذ جديد في البلقان وتجنيد في اليمن واستغلال للنفوذ في ماليزيا

 من جهته، دعا محافظ البنك المركزي، مروان العباسي، في مجلس نواب الشعب، إلى إنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي، ما دفع رئيس الحكومة، هشام المشيشي، إلى القيام بزيارة رسمية إلى ليبيا، سعياً تجاه استعادة السوق الليبية، وهي الزيارة التي وصفها النائب السابق، عبد العزيز القطي، بالجري وراء السراب، مؤكداً أنّ "المشيشي غير قادر على تسويق تونس كشريك استراتيجي، بسبب حزامه السياسي المكون من النهضة، وذلك بعد التحولات في المنطقة، وليس له ما يجنيه، ولا ما يقدمه لليبيا، التي في طريق التخلص من هيمنة الإسلام السياسي، مثل ما يحدث في المنطقة بشكل عام".

ومن جهته، حمّل المحلل السياسي التونسي، جعفر الأكحل، حركة النهضة، مسؤولية تراجع العلاقات التونسية الليبية.

هذا وقد تعرّض راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، لسخرية عدد كبير من متابعي كرة القدم التونسية، ففي أعقاب فوز فريق الترجي التونسي، على نظيره الجزائري، شباب بلوزداد، وتأهله إلى نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، ظن الغنوشي، ربما لعدم متابعته للفاعليات الرياضية، أنّ الفريق التونسي قد فاز بكأس البطولة، ما دفعه إلى نشر تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، يوم السبت 22 أيّار (مايو) الجاري، قال فيها: "لقب جديد ينضاف للكرة التونسية، كل التهاني لتونس، وللترجي الرياضي التونسي، فريقاً وجمهوراً وإطاراً فنياً؛ بمناسبة تتويجه بلقب بطل إفريقيا للأندية".

وعلى الرغم من حذف التدوينة، بعد حملة التندر التي تعرّض لها رئيس البرلمان، فإنّ الغنوشي، ما زال في مرمى سخرية الوسط الرياضي التونسي.

السلطة المستقلة للانتخابات الجزائرية: إرهابيون ضمن قوائم الإخوان

مازالت التيارات والأحزاب الإخوانية في الجزائر، تمارس ضغوطها على السلطة المستقلة للانتخابات، تحت زعم عدم قانونية التحقيقات الأمنية، لملفات المرشحين، وهو الأمر الذي ردّت عليه السلطة المستقلة، بتقديم بيانات تفصيلية حول الأسباب التي دفعت إلى رفض ملفات وقوائم المرشحين، التابعين لمختلف الأحزاب والمستقلين، وكان معظمهم من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين.

أبرز الأسباب كانت وجود عناصر إرهابية، ممن ينتمون إلى صفوف حركة رشاد، ضمن قوائم الأذرع الإخوانية، ما كشف عن تورّط الإخوان في تحالفات مريبة، مع تيارات راديكالية تنتهج العنف، ما دفع السلطة المستقلة تجاه تجفيف منابع الإرهاب، عبر استبعاد مجموعة من مرشحي الجماعة.

وجود عناصر إرهابية تنتمي لحركة رشاد ضمن قوائم الإخوان لانتخابات الجزائر كشف عن تورّط في تحالفات مريبة

ومع إدراج حركة رشاد الإخوانية على قوائم الإرهاب، اتهم حقوقيون جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الإخوان، بمحاولة "وضع مخطط تدريجي، يتجه بالجزائر إلى انفلات أمني، عبر خطوات محسوبة، مشابهة لتلك المنتهجة في بعض الدول التي شهدت ثورات عربية"، كما حذر هؤلاء مما أطلقوا عليه "الاختراق الواسع من طرف الحركة الإخوانية، لمظاهرات الحراك الشعبي، وكثير من النقابات العمالية؛ بهدف استعمالها دروعاً بشرية؛ لشل البلاد".

إخوان المغرب وسقطة أخلاقية جديدة

في أعقاب حادث الهجرة غير الشرعية المنظمة، التي شارك فيها آلاف القصر، باتجاه مدينة سبتة، التي تسيطر عليها إسبانيا، قال وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، القيادي بالعدالة والتنمية، مصطفى الرميد: "من حق المغرب أن يمد رجله، لتعرف إسبانيا حجم معاناة المغرب، من أجل حسن الجوار، وثمن ذلك، وتعرف أيضاً أنّ ثمن الاستهانة بالمغرب غال جداً، فتراجع نفسها وسياستها وعلاقاتها، وتحسب لجارها المغرب ما ينبغي أن يحسب له، وتحترم حقوقه عليها، كما يرعى حقوقها عليه".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: ارتباك في الجزائر والمغرب والدفع تجاه الفوضى في ليبيا

هذا التصريح وُصف بأنّه اعتراف صريح بمسؤولية الحزب الحاكم عن التدفق المفاجئ لمهاجرين صغار السن، ألقوا بأنفسهم إلى البحر، أو ألقوا إليه، في لعبة سياسية رخيصة، للرد على استضافة إسبانيا لزعيم البوليساريو، الأمر الذي اعتبره حقوقيون مغاربة "سقطة سياسية وأخلاقية وحقوقية، وإهانة للمغاربة وللمغرب، وللكرامة الانسانية"، وعلق أحدهم ساخراً: "كل التخوف، من أن يخبر الوزير الرميد الاسبان، أنّ المغرب هو من يصدر إليهم مخدرات الحشيش".

من جهة أخرى، وبعد أسابيع من الارتباك والتردد، صدّقت لجنة الداخلية بمجلس النواب المغربي، الجمعة 21 أيّار (مايو) الجاري، بالأغلبية على قانون تقنين زراعة القنب الهندي (الماريجوانا)، بينما انفرد نواب العدالة والتنمية وحدهم داخل اللجنة، بالتصويت ضد القانون، على الرغم من أنّ المصباح، هو من يقود الائتلاف الحكومي الحاكم.

اعترف وزير إخواني ضمناً بمسؤولية حزبه الحاكم بالمغرب عن التدفق المفاجئ لمهاجرين صغار السن لأوروبا

ومن المنتظر أن تشهد جلسة المصادقة العمومية بمجلس النواب، انقساماً في صفوف المصباح، حيث يرفض الجناح المحسوب على عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق، التصديق على مشروع القانون، في حين يحاول الأمين العام الحالي، ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، تمريره؛ لتجنب العزلة السياسية.

تحركات مريبة للميليشيات الإخوانية في ليبيا

خلال اجتماعها مع رايزدون زينينغا، منسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، طالبت الأحزاب السياسية الليبية بضرورة تفويت الفرصة على التيارات الساعية إلى تقويض المسار السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان، مع ضرورة الانتهاء من دوامة المرحلة الانتقالية، بسرعة إقرار القاعدة الدستورية للانتخابات، قبل الأول من تموز (يوليو) المقبل.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: هوامش جديدة للمناورة وانتهاكات في اليمن وتحايلات في أوروبا

من جهتها، جددت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأميركي، جوي هود، دعوتها لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية، من سائر الأراضي الليبية، على الرغم من الحملات الإخوانية المكثفة ضدها، والرافضة لخروج المليشيات والقوات التركية.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من "تزايد نشاط المرتزقة المتواجدين في الأراضي الليبية، فضلاً عن رصد تحركات عسكرية جديدة، تقوم بها بعض الميليشيات"، في أعقاب رصد تحركات مريبة لميليشيات إخوانية، بالتزامن مع عودة طائرات الشحن التركية، للهبوط في مطارات الغرب الليبي.

هذا وقد حذّرت فاتو بنسودا، المدعية العامة، بالمحكمة الجنائية الدولية، المرتزقة والعسكريين الأجانب في ليبيا، من ملاحقات قضائية مقبلة، إثر تلقي معلومات وصفتها بالمثيرة للقلق، حول أنشطة جديدة للمرتزقة في ليبيا.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية