الإخوان المسلمون يحرفون تصريحات مفتي مصر ... ما علاقة ماكرون؟

الإخوان المسلمون يحرفون تصريحات مفتي مصر ... ما علاقة ماكرون؟


15/10/2020

تعتمد جماعة الإخوان المسلمين في الحشد على الترويج لنظرية المؤامرة واستهداف الإسلام والمسلمين، لا سيّما في الغرب، وتعرّضه لمؤامرات كونية، ما يستوجب الانضواء تحت منهجها المدافع عن الإسلام، بحسب ترويج الجماعة.

واعتمدت الجماعة على تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً، حول ضرورة مواجهة الرؤية الراديكالية والمتشددة للإسلام في فرنسا عبر استراتيجية محددة، لإنعاش استراتيجيتهم، ولم يكتفوا بالترويج للمخاطر التي يتعرّض لها الإسلام بفعل القادة في الغرب، بل لجؤوا إلى تحريف تصريحات لمفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، لحبك سيناريو المؤامرة وضرب أعدائهم به في آنٍ واحد.

ويكنّ الإخوان المسلمون عداء للمنظمات الدينية في مصر، التي تعمد إلى كشف أكاذيبهم وافترائهم، والردّ على ادّعائهم اعتماد النهج الوسطي.

روّجت الجماعة عبر قنواتها ومواقعها الإخبارية أنّ المفتي يدّعي أنّ نصف المسلمين في أوروبا من الدواعش، ما يدعم التصريحات الغربية والحرب على الإسلام

وفي غضون ذلك، روّجت الجماعة عبر قنواتها ومواقعها الإخبارية أنّ المفتي يدّعي أنّ نصف المسلمين في أوروبا من الدواعش، ما يدعم التصريحات الغربية والحرب على الإسلام.

وكان علام قد قصد خلال ظهوره في برنامج "صدى البلد" تشريح ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي أرجع جزءاً منها إلى القادة الدينيين في الغرب، ممّن لا يكونون قدوة صالحة، لافتاً إلى رصدهم أنّ نصف المنتمين إلى داعش كانوا من أبناء الجيلين الثاني والثالث من الأوروبيين، وأنهم رصدوا تحوّل شاب وفتاة إلى الإسلام، وفي الأسبوع التالي سافروا للانضمام إلى داعش، ما يعكس وصول الإسلام إليهم برؤية ومفاهيم مغلوطة.

ومن جانبها، أكّدت دار الإفتاء المصرية أنّ الجماعات الإرهابية والقنوات المشبوهة دأبت على تشويه تصريحات مفتي الجمهورية خلال الفترة الماضية، بسبب مواقفه الوطنية الصارمة التي كشفت عوار هذه الجماعات وفضحت استغلالها للمبادئ السامية للدين بهدف تحقيق مآرب سياسية ضد الدين والوطن.

وكشفت الدار في بيان لها عبر موقعها الرسمي عن تعمُّد تحريف الجماعات الإرهابية وأبواقها لتصريح مفتي الجمهورية الأخير، في أحد برامجه على إحدى القنوات الفضائية حول تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون، وزيادة وتيرة الإسلاموفوبيا في الغرب، ووضع المراكز الإسلامية في الغرب؛ فقد زعمت هذه الجماعات الإرهابية أنّ مفتي الجمهورية قال: إنّ نصف مسلمي الغرب من الدواعش، وهو ما لم يقله مفتي الجمهورية، بل أكد في تصريحاته عندما سُئل عن وضع المراكز الإسلامية: "نحن درسنا هذه المسألة في 2016، ووجدنا أنّ أعداد الأوروبيين في تنظيم داعش يتزايد إلى أن وصل إلى ما يقرب من 50% من المسلمين الذين يعيشون في أوروبا من الجيلين الثاني والثالث"، في إشارة إلى الانتباه لظاهرة المقاتلين الأجانب في صفوف داعش.

وشدّدت دار الإفتاء المصرية على أنها تولي ملف الجاليات المسلمة في الغرب عناية خاصة، وأنها تبذل الكثير من الجهود من أجل العمل على ترسيخ مسألة اندماج المسلمين في الغرب، ودفع جهود العيش السلمي في مجتمعاتهم، مشيرة إلى أنّ تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام في الغرب يحتاج إلى مجهود دعوي كبير، خاصة بعد انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول الغربية، وإلصاق كلّ عمل إرهابي يحدث هناك بالإسلام زوراً وبهتاناً.

الصفحة الرئيسية