الإخوان في مواجهة الدولة.. ما الذي يحدث في بنغلاديش؟.. وما علاقة طالبان؟

الإخوان في مواجهة الدولة.. ما الذي يحدث في بنغلاديش؟.. وما علاقة طالبان؟


20/09/2021

تتواصل مساعي السلطات الأمنية البنغاليّة، في ملاحقة عناصر الجماعة الإسلاميّة، الذراع السياسي للإخوان، لقطع الطريق أمام المؤامرات المتتالية، ومحاولات نشر الفوضى، من خلال أعمال العنف والإرهاب، وفرض سيطرة الجماعة على مناطق بعينها، وتحرير المجال الديني من استراتيجية الحسبة، التي تنتهجها الجماعة الإسلاميّة، في المناطق الأشد فقراً، والأكثر تهميشاً.

اقرأ أيضاً: "العدالة والتنمية" يستند إلى "أدبيات الإخوان" لتفسير هزيمته في المغرب

جريدة جنكنتو المحليّة، نشرت في تقرير لها معلومات خطيرة، حول اتصالات جرت في الأيام الماضية، وجمعت قيادات من الجماعة الإسلاميّة البنغاليّة، مع قيادات حركة طالبان، وتنظيمي داعش والقاعدة، لتنسيق الجهود، وتمرير سفر بعض المسلحين البنغاليين للتدريب في معسكرات طالبان، عبر باكستان والهند.

التقرير الموثق كشف كذلك عن وجود علاقة سريّة بين الجماعة الإسلاميّة، وعدد من التنظميات الإرهابيّة، في إطار جهود الإخوان الرامية إلى الإطاحة بالحكومة. 

الشرطة البنغاليّة توجه ضربات أمنيّة شديدة

في إطار حملتها المكثفة لمواجهة الإرهاب، نفذت الأجهزة الأمنية في بنغلاديش عمليات اعتقال موسعة، شملت رأس الهيكل الإداري في الجماعة الإسلاميّة، فقامت باعتقال أمير الجماعة الإسلاميّة، في مدينة ديناجبور، وعضو مجلس العمل المركزي، سراج الصالحين، وذلك من مكتبه يوم 29 آب (أغسطس) الماضي، إثر ورود معلومات بشأن اجتماعات سريّة، تستهدف التحضير لأعمال شغب.

وفي مساء اليوم التالي، الإثنين 30 آب (أغسطس) الماضي، اعتقلت الشرطة البنغاليّة، أمير الجماعة الإسلاميّة لبلدية مهربور، سهيل رانا، إثر معلومات أثبتت تورطه في التحضير لهجمات إرهابيّة، رفقة مجموعة من عناصر الجماعة.

استهداف الشرطة البنغاليّة للقيادات القطرية في الجماعة الإسلاميّة، يعكس بحسب مراقبين، مدى الخطر الذي باتت تمثله الجماعة على أمن البلاد، وكذا الحزم الشديد من قبل السلطات، لمواجهة الإرهاب القائم والمحتمل، في ظل التهديدات التي تطلقها قيادات الجماعة باستمرار.

اقرأ  أيضاً: الإخوان المسلمون: استنفار في تونس وتمكين في ماليزيا وحملات دعائيّة في باكستان

لكن الضربة الأمنية الأشد عنفاً، جاءت مع اعتقال الأمين العام للجماعة الإسلاميّة، ميا غلام بروار، والأمين العام المساعد، الشيخ رفيق الإسلام خان، وتسعة من قادة الجماعة المركزيين، في السادس من أيلول (سبتمبر) الجاري، أثناء اجتماع تنسيقي، كان يجري فيه التخطيط للإطاحة بالحكومة؛ من خلال نشر الفوضى، عن طريق أعمال العنف والإرهاب.

من جهتها، قامت الشرطة المحليّة في نواخالي، باعتقال أمير الجماعة بالمدينة، الشيخ محمد علاء الدين، وعضو مجلس الشورى للجماعة بالمدينة، نسيم الغني شودري، على خلفية قيامهم بتنظيم تظاهرات عدائيّة وتحريضية، في مدينة نواخالي، وذلك للاحتجاج على اعتقال الأمين العام للجماعة الإسلاميّة ونائبه.

 

جريدة جنكنتو المحليّة، نشرت في تقرير لها معلومات خطيرة، حول اتصالات جرت في الأيام الماضية، وجمعت قيادات من الجماعة الإسلاميّة البنغاليّة، مع قيادات حركة طالبان، وتنظيمي داعش والقاعدة

 

 حملة من الاعتقالات طالت كذلك: رئيس اتحاد العمال الخيري، شمس العالم، وعضو المجلس العملي لمدينة ديناجبور شمال، حفيظ الإسلام، وعدداً آخر من القادة المركزيين، في أنحاء متفرقة من البلاد.

الدكتور عبد السلام القصاص، الباحث المصري في العلوم السياسيّة، لفت في تصريحات خصّ بها "حفريات"، إلى الدور التاريخي المشين الذي قامت به الجماعة الإسلامية البنغالية، إبان حرب الاستقلال في العام 1971، حيث قامت ميليشيا البدر الإخوانيّة، بالتواطؤ مع القوات الباكستانيّة، في ارتكاب جرائم حرب، تضمنت عمليات قتل ونهب واغتصاب وتهجير غير مسبوقة، أثبتتها محكمة جرائم الحرب، وبموجبها حكم بالإعدام على أمير الجماعة الإسلاميّة السابق، مطيع الرحمن نظامي، وزعيم الجماعة مير قاسم علي، وعدد آخر من قادتها التاريخيين.

اقرأ أيضاً: الإخوان وطالبان.. رسائل "تهنئة" لتمويه محاولات بعث الإسلام السياسي

القصاص أكّد أنّه منذ صعود حركة طالبان في أفغانستان، والجماعة الإسلاميّة البنغاليّة تحاول فتح جبهة جديدة، ونفس الأمر تقوم به الجماعة الإسلاميّة في باكستان، وذلك اتساقاً مع استراتيجيّة التنظيم الدولي للإخوان، المرتكزة على دعم طالبان، كامتداد للنموذج الإسلاموي، ومن خلال ذلك يمكن فهم البيان الذي أصدرته الجماعة الإسلاميّة البنغاليّة، والذي هاجمت فيه الحكومة المصريّة، في أعقاب أحكام الإعدام الخاصّة بملف اعتصام رابعة.

تصعيد واستدعاء للتدخل الأجنبي

الشيخ شفيق الرحمن، أمير الجماعة الإسلاميّة، أصدر يوم الخميس الموافق 9 أيلول (سبتمبر) الجاري، بياناً عدائيّاً، هدّد فيه بالرد على حملة الاعتقالات، مؤكّداً عزم "الجماعة الإسلاميّة، على السير قدماً في نضالها وكفاحها ضد الحكومة". وهو ما ردت عليه الشرطة بحملة اعتقالات جماعية جديدة، شملت الأمين العام للجماعة في مدينة رانجبور، عبيد الله سلفي، ونائب أمير الجماعة الإسلامية لبلدية ناشول، رفيق الإسلام، واثنين آخرين ظهر يوم 12 أيلول (سبتمبر) الجاري.

 القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم، أصدر بياناً في 14 أيلول (سبتمبر) الجاري، حرّض فيه على التظاهر، ورفع الصوت، بحسب تعبيره، زاعماً أنّه لا وجود لأيّ مظاهر للديمقراطية وحرية التعبير في بلاده، التي بعد أن "أصبح الشعب البنغلاديشي، ضحية انتهاكات حقوق الإنسان، والجرائم الإنسانية مثل: القتل، والاختطاف، والاغتصاب".

معصوم حاول استدعاء التدخل الأجنبي، حيث دعا  منظمات حقوق الإنسان، مثل "هيومن رايتس ووتش"، ومختلف هيئات حقوق الإنسان الأخرى، أن تراقب الوضع في بنغلاديش، وزعم كذلك أنّ وزارة الخارجية البريطانية، وشؤون الكومنولث، أعربت عن قلقها مما يجري في بلاده.

 

عبد السلام القصاص: منذ صعود حركة طالبان في أفغانستان، والجماعة الإسلاميّة البنغاليّة تحاول فتح جبهة جديدة، ونفس الأمر تقوم به الجماعة الإسلاميّة في باكستان

 

من جهتها، قررت المحكمة الابتدائية في داكا، الأربعاء 15 أيلول (سبتمبر) الجاري، إرسال زعماء وقادة الجماعة الإسلاميّة المعتقلين إلى السجن، بعد انتهاء مدة الحبس الاحتياطي، وعدم وجود دفوع مقنعة، فيما قدمه فريق الدفاع عن المتهمين، وثبوت تهم التواطؤ والتخطيط لأعمال عنف على القادة المركزيين للجماعة الإسلاميّة الإخوانيّة في بنغلاديش، وإن وافقت؛ أي المحكمة، على طلب تقدم به المحامون، للقاء القادة المركزيين، كل على انفراد.

جرائم جديدة في انتظار الإخوان في بنغلاديش

من ناحية أخرى، فجرت جريدة كالركنتو اليوميّة، الناطقة باللغة المحليّة، في عددها الصادر يوم 13 أيلول (سبتمبر) الجاري، عن جملة من المخالفات المالية، التي ارتكبها أعضاء في الجماعة الإسلاميّة، فتحت عنوان: 1200 متضرر من الاختلاسات المالية لمجموعة إحسان، كشف التقرير عن معلومات خطيرة، حول تورط قيادات ونشطاء الجماعة الإسلاميّة في الاختلاسات التي كُشف عنها إثر التحقيق في ملفات هذه المجموعة الماليّة، وورد في التقرير أنّ المتهمين في الاختلاسات المالية، وزوجاتهم، وأبنائهم، وبناتهم، وجميع أفراد أسرهم، من نشطاء وأعضاء الجماعة الإسلاميّة.

اقرأ أيضاً: أوهام المصالحة.. لن يخدعنا الإخوان ثانية

جدير بالذكر أنّ الكاتب البنغالي، عبد الغفار شودريو، قد كشف في وقت سابق، وفق وثائق ومعلومات حصل عليها، في تقرير له بصحيفة كالركنتو اليوميّة، الناطقة باللغة المحليّة، عن الارتباط الوظيفي والتنظيمي، بين الجماعة الإسلاميّة، وجماعة حفاظة الإسلام، وكشف كذلك عن دور الجماعة الإسلاميّة، في بناء الهيكل التنظيمي لحفاظة الإسلام، الأكثر تشدداً وعنفاً، مؤكداً أنّ الجماعة الإسلاميّة تحاول من وراء ستار حفاظة الإسلام، ضرب الحكومة من تحت الحزام. بحسب تعبيره.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية