الإخوان المسلمون: استنفار في تونس وتمكين في ماليزيا وحملات دعائيّة في باكستان

الإخوان المسلمون: استنفار في تونس وتمكين في ماليزيا وحملات دعائيّة في باكستان


19/09/2021

تواصل حركة النهضة مناوراتها السياسيّة، الراميّة إلى مواجهة التعديلات الدستوريّة المرتقبة، والتي يتوقع مراقبون أن تتحول تونس بموجبها إلى النظام الرئاسي. وواصلت إيران المضي قدماً في تنفيذ مخطط اختراق الشرق الأوسط، بواسطة الأذرع الإخوانيّة في المنطقة، وعلى رأسها حركة حماس، والحزب الإسلامي العراقي. وفي ماليزيا، واصل الحزب الإسلامي الماليزي (باس)، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، جهوده من أجل تحقيق التمكين السياسي والاجتماعي، بالتفاهم مع حكومة إسماعيل صبري يعقوب، بتقديم الدعم السياسي، في مقابل جملة من المكاسب السياسيّة. وفي باكستان، واصل سراج الحق، أمير الجماعة الإسلاميّة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان، استراتيجيته الدعائيّة، الرامية إلى إرباك الحكومة، باستخدام أساليب هجوميّة، توظف الدين في خدمة السياسة.

حركة النهضة في مواجهة تعديلات دستوريّة محتملة

في أعقاب التلميحات التي أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيّد، حول إجراء تعديلات دستوريّة محتملة، والتي أكّدها مستشاره وليد الحجام، حين لفت إلى أنّ سعيّد، ينوي تعليق العمل بالدستور، استنفرت حركة النهضة لتعلن في بيان رسمي، رفضها ما زعمت أنّها "محاولات للدفع نحو خيارات، تنتهك قواعد الدستور".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: عنصريّة في باكستان وإرهاب في بنغلاديش وشبكات للتمكين في النمسا

الحركة شدّدت على أنّ "دستور العام 2014، مثل أساس التعاقد السياسي والاجتماعي، وحظى بتوافق جل العائلات السياسية، ورضى شعبي واسع، كما مثل أساساً للشرعية الانتخابية، لكل المؤسسات التنفيذية والتشريعية بتونس". الأمر الذي يعكس تخوفاً شديداً من قبل الحركة، التي باتت على شفا الخروج الكلي من المشهد السياسي، الذي أفسدته طيلة العشرية الماضية.

محمد القوماني، رئيس لجنة إدارة الأزمة السياسية في حركة النهضة، حاول المناورة من جديد حيث زعم أنّ "الحزب لا يرفض مراجعة النظام السياسي، وتعديله إلى نظام رئاسي، بشرط أن يتم ذلك بالطرق الدستورية والقانونية"، قبل أن يستدرك: "الشارع التونسي يتم اختطافه".

القوماني ادعى أنّ "إلغاء الدستور، يُفقد الرئيس صفته، ويجرده من سلطة تعيين هيئة، أو اقتراح دستور جديد". زاعماً أنّ "ما يهم النهضة، هو الانضباط للسياقات الدستورية، والإرادة الشعبيّة العامة، وليس لإرادة شخص، أو مجموعة، أو لجنة مهما كانت قيمتها".

أكّد مراقبون أنّ اندفاع حماس نحو إيران سوف يتسبب في أضرار جسيمة للقضية الفلسطينيّة

الغنوشي بدوره، حاول تجاهل الإجراءات الاستثنائيّة التي اتخذها الرئيس التونسي، مساء 25 تموز (يوليو) الماضي، وكان أبرزها تجميد عمل مجلس نواب الشعب، حيث قام رئيس البرلمان المُجمد، بتفويض نائبين لتمثيله في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي في النمسا، وهما: النائب أسامة الخليفي، عن حزب قلب تونس، والنائب فتحي العيادي، عن حركة النهضة، وذلك وفق ما أعلن عنه الغنوشي، في تدوينة نشرها على صفحته الرسميّة، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "نظراً للظروف الاستثنائيّة، التي تمر بها بلادنا، تم تفويض النائبين أسامة الخليفي، وفتحي العيادي؛ لتمثيل رئيس مجلس نواب الشعب في هذا المؤتمر".

إيران ومنهج الاختراق بواسطة الإخوان

واصلت إيران استراتيجيتها القائمة على اختراق المنطقة، من خلال توظيف الأذرع الإخوانيّة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها حركة حماس، التي عقد رئيس المكتب السياسي فيها، إسماعيل هنيّة، اجتماعاً تنسيقيّاً في طهران، مع عبد الرحمن بيراني، رئيس جماعة الدعوة والإصلاح الإخوانيّة.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: ارتباك في صفوف "النهضة" وانتقادات داخلية واستنفار ميليشيات بعد تحريضات‎

هنيّة، عاد وأشاد بمواقف إيران الداعمة للشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة، بحسب زعمه، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مع وزير الخارجية الإيرانيّة، حسين أمير عبد اللهيان، لتهنئته بمناسبة توليه حقيبة الخارجية في الحكومة الجديدة.

اندفاع حماس نحو إيران، أكّد مراقبون أنّه سوف يتسبب في أضرار جسيمة للقضية الفلسطينيّة، حيث إنّ إيران تحاول توظيف القضية بشكل دعائي، وكعامل ضغط على الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى صيغة تفاهم مناسبة، فيما يتعلق بالاتفاق النووي.

وفي العراق، واصل الحزب الإسلامي، الذراع السياسي للإخوان، الانخراط ضمن المشروع الإيراني، بالانضمام إلى تحالف عطاء، الذي يتزعمه رئيس هيئة الحشد الشعبي، الموالي لإيران، فالح الفياض.

 وفي اليمن، يواصل حزب الإصلاح الإخواني، تواطؤه مع ميليشيا الحوثي، الموالية لإيران، ضمن مخطط اقتسام السيادة ومناطق النفوذ.

  اتبعت قيادات الإخوان في ماليزيا النهج العام للجماعة بالابتهاج والترحيب بسيطرة حركة طالبان

من جهته، تساءل وضاح بن عطية، عضو الجمعية الوطنيّة اليمنيّة، في تغريدة على صفحته الرسميّة، على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، قائلاً: "إخوان اليمن، بعد أن سلموا البلاد للحوثي وهربوا، من أعادهم وسلمهم الشرعيّة؟"، واستطرد: "من عينهم في مناصب رفيعة، نائب رئيس، ومدير مكتب رئيس، ومحافظين بمأرب وشبوة وتعز.. ". محملاً الرئيس عبد ربه منصور هادي، المسؤولية عن ذلك.

الإخوان في ماليزيا واستراتيجيّة التمكين

 في ماليزيا، واصل الحزب الإسلامي الماليزي (باس)، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، جهوده من أجل تحقيق التمكين السياسي والاجتماعي، ففي أعقاب مباركة الحزب لحكومة إسماعيل صبري يعقوب، قرر الاجتماع الأول لمجلس الوزراء الماليزي الجديد، مواصلة تعيين عبد الهادي أوانج، زعيم الحزب الإسلامي الإخواني، سفيراً خاصّاً لرئيس الوزراء للشرق الأوسط، على المستوى الوزاري.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: تهريب أسلحة وتضامن مع طالبان وتآكل ذاتي

أوانج الذي سبق وأن هاجم المملكة السعودية، وهيئة كبار العلماء بشراسة، في أعقاب فتوى الهيئة باعتبار الإخوان جماعة إرهابيّة، معروف بمواقفه الداعمة للجماعة، ونشاطه الكبير على صعيد التنظيم الدولي.

من جهة أخرى، اتبعت قيادات الإخوان في ماليزيا، النهج العام للجماعة، من حيث الابتهاج والترحيب بسيطرة حركة طالبان، على العاصمة الأفغانيّة كابول، ففي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، توجه محمد خليل عبد الهادي، رئيس لجنة العلاقات الخارجيّة والشؤون الدولية، في الحزب الإسلامي الماليزي، بالتهنئة إلى الشعب الأفغاني، والحكومة التي تقودها حركة طالبان، على ما أسماه بالانتصار.

انتقادات كثيرة طالت الحزب الإسلامي الماليزي، في أعقاب تهنئة عبد الهادي لطالبان، ما دفعه إلى حذف التغريدة في وقت لاحق، والتي كشف بها عن التوجه الحقيقي لإخوان ماليزيا، بعيداً عما عُرف عن الإسلام الآسيوي من تسامح ونبذ للعنف.

إخوان باكستان ومحاولات إرباك المشهد السياسي

في باكستان، واصل سراج الحق، أمير الجماعة الإسلاميّة، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، استراتيجيته الدعائيّة، الرامية إلى إرباك الحكومة، باستخدام أساليب شعبويّة، بدأها بدعوة العاطلين عن العمل للتجمهر، وابتزاز الضمائر بخطاب المظلوميّة الكشميرية، قبل أن يعلن تأييده ودعمه لحركة طالبان، ملوحاً بثورة إسلاميّة في باكستان، لإقامة حكومة على النموذج الأفغاني الجديد.

 في باكستان واصل أمير الجماعة الإسلاميّة استراتيجيته الدعائيّة الرامية إلى إرباك الحكومة

سراج الحق عاود أسلوبه الدعائي، ليعرب عن مخاوفه بشأن نقل الآلاف من أفراد الناتو، من أفغانستان إلى مدن مختلفة في باكستان، وطالب الحكومة بإبلاغ الشعب بمكان اتخاذ هذا القرار، والدوافع من ورائه، زاعما أنّ نقل الآلاف من قوات الناتو إلى باكستان، يشكل خطورة على الأمن القومي.

وفي مزايدة واضحة، نقلت صحف محلية عن سراج الحق، قوله "إنّ رئيس الوزراء يتحدث عن نضاله الذي دام 22 عاماً، بينما نضال الجماعة الإسلاميّة دام 80 عاماً، من أجل النظام الإسلامي في باكستان".

سراج الحق اختزل الدين الإسلامي في جماعته، قائلاً: "إنّ مهمة الجماعة الإسلامية هي الإسلام"، مدللاً على نهج الجماعة في المتاجرة بالدين، وتمثله كسلطة سياسية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية