الإخوان يحاولون إشعال شرق السودان... تفاصيل

الإخوان يحاولون إشعال شرق السودان... تفاصيل

الإخوان يحاولون إشعال شرق السودان... تفاصيل


25/04/2024

 

تسعى جماعة الإخوان المسلمين في السودان إلى توسعة دائرة الحرب وزجّ المنطقة الشرقية، في البلاد التي تشهد حرباً شعواء بين الجيش والحركة الإسلامية من طرف، وقوات الدعم السريع من طرف آخر، وزجها في الاقتتال، عبر نشر الفتنة والتحريض على القوميات المتواجدة هناك.

 

وقد حذّر عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق وعضو الهيئة السياسية بالتجمع الاتحادي محمد الفكي سليمان من خطة قادمة لجماعة الإخوان بتفجير شرق السودان.

 

وأكد الفكي في تصريح صحفي نقله موقع (الراكوبة) أمس، أنّه "بدأ التجهيز لإحداث اضطرابات في شرق البلاد، مستنداً إلى حديث مدير سابق لجهاز الأمن عمل بولاية كسلا، وهو ينتمي للحركة الإسلامية، ويُعتبر من فلول النظام السابق، وهو مدرك تماماً لخطورة هذا الحديث وما يترتب عليه، لذلك يُعدّ ما قاله محسوباً بدقة".

عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق وعضو الهيئة السياسية بالتجمع الاتحادي محمد الفكي سليمان

وقال: إنّ حديث رجل الأمن بمثابة رسائل في بريد عدة جهات؛ أوّلها المجموعة العسكرية الموجودة في شرق السودان إذا ذهبت في طريق الحل السياسي ورفضت استمرار الحرب.

 

وأضاف أنّ أجهزة الإذاعة والتلفزيون التي يشرف عليها بصورة مباشرة ضباط من جهاز الأمن وفلول النظام السابق والحركة الاسلامية، ولم تستطع القيادة العسكرية والإعلامية انتزاعهم من مقاعدهم، حتى بعد تحويلهم هذه الأجهزة الحساسة إلى حلبة سيرك، تستضيف شخصيات وهمية وحقيقية لتطلق مثل هذه الأحاديث التي تهدد الأمن القومي وتماسك البلاد بصورة مباشرة.

 

وأرسل محمد الفكي سليمان رسالة إلى مكونات شرق السودان قائلاً: "لا تكونوا وقوداً لهذه الفتنة المرسومة بدقة من أجل جرّ الإقليم إلى الحرب، بعد أن عصمه الله وجعله قبلة لكل أبناء السودان، ولنتكاتف جميعاً من أجل أن يحل السلام في كل ربوع بلادنا الحبيبة".

وكان ضابط الأمن بدر الدين عبد الحكم، وهو أحد رموز نظام الإخوان المسلمين السابق، قد أدلى بتصريحات للإذاعة السودانية شكك فيها في سودانوية قوميات عريقة في شرق البلاد، الأمر الذي أثار غضب هذه المكونات.

 

سليمان يُحذر من خطة قادمة لجماعة الإخوان لتفجير شرق السودان، مستنداً إلى حديث مدير سابق لجهاز الأمن ينتمي للحركة الإسلامية.

 

تصريحات مدير جهاز الأمن السابق في ولاية كسلا وضعت المدينة على شفا الفتنة القبلية، وسط رفض وتنديد واسعين للتصريحات التي اعتبرتها تنظيمات سياسية ونقابية غير مسؤولة.

 

وهدد تجمّع محامي شرق السودان بملاحقة ضابط الأمن بالقانون، لأنّ حديثه يثير الفتن ويؤجج خطاب الكراهية.

 

وقال في بيان نقلته صحيفة (التغيير): إنّ "واحدة من أهداف تجمّع محامي شرق السودان  محاربة خطاب الكراهية والعنصرية، وإنّ حديث اللواء ضد مكونات معينة يُعتبر جريمة وفق القانون الجنائي السوداني لعام 1991م، وقانون جرائم المعلوماتية، وعليه نؤكد استعدادنا لملاحقته قانونياً أمام النيابات والمحاكم السودانية، حتى نقضي على مؤجّجي الفتن وخطابات الكراهية والعنصرية ضد أهلنا بشرق السودان".

ضابط الأمن بدر الدين عبد الحكم

واستنكر البيان تصريحات ضابط الأمن قائلاً: إنّه "استغل منبر الإذاعة القومي لبث خطاب العنصرية والكراهية تجاه شخصيات ومكونات أصيلة بشرق السودان لإحداث الفتنة مجدداً بالمنطقة".

 

وأشار ناشطون إلى أنّه منذ مجيء بدر الدين حسن عبد الحكم إلى كسلا اشتعلت نيران الفتنة بين قبائل البني عامر والحباب من جهة والنوبة من جهة أخرى.


عبد الحكم يشكك في سودانوية قوميات عريقة في شرق البلاد، الأمر الذي أثار غضب هذه المكونات.

واعتبره ناشطون من أسوأ مدراء جهاز الأمن الذين تعاقبوا على ولاية كسلا منذ ما قبل الإنقاذ، لأنّ الرجل منذ مجيئه احتضن العنصريين مثيري الفتن، وكان من أبرز المساهمين في إحداث انشقاق بين قوى الحرية والتغيير خلال فترة الحكومة الانتقالية.

 

وأكدوا أنّ الرجل كان يدير عدداً من الاجتماعات العنصرية في منازل بالضفة الغربية لضرب الاستقرار والتعايش السلمي بشرق السودان، وقد أشرف على عدد من الأسماء المستعارة التي تبث سمومها عبر مواقع التواصل لتفتيت النسيج الاجتماعي بالشرق وإثارة الفتن والنعرات القبلية وإضعاف حكومة الثورة.

 

وفي سياق متصل، نجحت الحركة الإسلامية في تنشيط تجارة الأسلحة وتهريبها في مناطق شرق السودان، خصوصاً في المنطقة الحدودية مع إريتريا وإثيوبيا في ظل حرب متواصلة في البلاد منذ عام كامل.

ووفق ما نقلت مواقع محلية، فإنّ الحركة الإسلامية تقف خلف شحنات الأسلحة الكبيرة التي توزع في المناطق الشرقية، ممّا يعكس تطلعات النظام السابق، ومحاولة زجّه المنطقة في الحرب عبر التحشيد وتسليح القبائل فيها.

 

وأكدت أنّ الإخوان استغلوا أنّ مثلث الحدود بين (السودان، إرتيريا، إثيوبيا) يُعدّ تاريخياً مركزاً لتجارة السلاح غير الشرعية بسبب نشاط المجموعات المسلحة غير السودانية، ممّا يدل على أنّهم سيوظفون تلك العصابات في إشعال المناطق الشرقية.

 

ناشطون: منذ مجيء عبد الحكم إلى كسلا اشتعلت نيران الفتنة بين قبائل البني عامر والحباب من جهة والنوبة من جهة أخرى.

 

هذا، وتشهد مناطق عديدة في شرق السودان تنافساً حاداً على عمليات "التجييش" وصناعة ميليشيات مسلحة جديدة، وسط تحذيرات متزايدة من المآلات الخطيرة، التي يمكن أن تغرق البلاد أكثر في صراعات دموية في ظل الحرب الحالية المستمرة منذ نحو عام.

ووفق ما أوردت شبكة (سكاي نيوز)، فقد شهدت منطقة شرق السودان وحدها ولادة (4) جيوش جديدة خلال الأسابيع الماضية، وإلى جانب الحركات القائمة على أسس إثنية أو مناطقية، توجد مجموعات مسلحة ذات بعد عقدي، مثل (كتيبة البراء) التي برزت بقوة في القتال مع الجيش منذ اندلاع الحرب الحالية، وسط تقارير تتهمها بإشعال الحرب بالفعل في 15 نيسان (أبريل).

 

يُذكر أنّ نشوء المزيد من الحركات المسلحة خلال الفترة الأخيرة يأتي امتداداً لسياسات النظام السابق والكيزان، الذين حكموا البلاد مدة (3) عقود، عملوا خلالها على تشكيل جيوش موازية، وكتائب إخوانية ذات بعد عسكري ـ عقدي، ويؤكد الكثير من المراقبين أنّ التنامي السريع للخطاب الإثني، والنزعة المتزايدة للاصطفاف والتحشيد، ينذران بكارثة حقيقية.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية