البابا يحمل رسالة تضامن لمسيحيي العراق.. تعرّف إلى جدول زيارته

البابا يحمل رسالة تضامن لمسيحيي العراق.. تعرّف إلى جدول زيارته


06/03/2021

وصل بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني أمس إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة تستغرق 4 أيام، معتبراً أنّها "واجب نحو أرض عانت الكثير".

وقال البابا في كلمة للصحفيين على متن الطائرة التي أقلته إلى بغداد: "أنا سعيد بمعاودة السفر... الرحلة اليوم معي هي واجب نحو أرض عانت الكثير منذ أعوام، شكراً على مشاركتي هذه الرحلة"، وفق "فرانس برس".

البابا فرانسيس يدعو من العراق أن تصمت الأسلحة، وليكن الدين في خدمة السلام والأخوّة

وشدّد البابا فرنسيس على التزامه بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، قائلاً: "سألتزم بالإجراءات، ولن أتمكن من مصافحتكم".

وأكد البابا فرنسيس، في كلمة ألقاها أمام رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح، في قصر بغداد أنّ "التحديات المتزايدة تدعو الأسرة البشرية بأكملها إلى التعاون على نطاق عالمي لمواجهة عدم المساواة في مجال الاقتصاد، والتوترات الإقليمية التي تُهدّد استقرار هذه البلدان".

وأضاف: "فلتصمت الأسلحة"، "وليكن الدين في خدمة السلام والأخوّة".

وشجّع الخطوات الإصلاحية المتخذة في العراق، ودعا إلى ضمان مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية، مؤكداً على ضرورة التصدي لآفة الفساد واستغلال السلطة.

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في استقبال البابا في مطار بغداد، وقد نشر العراق آلافاً إضافية من أفراد قوات الأمن لحماية البابا خلال الزيارة، التي تأتي بعد موجة من الهجمات بالصواريخ والقنابل أثارت المخاوف على سلامته.

شيخ الأزهر: زيارة البابا فرنسيس التاريخية والشجاعة للعراق، تحمل رسالة سلام وتضامن ودعم لكل الشعب العراقي

ونشر الرئيس اللبناني ميشال عون تغريدة ترحيب بالبابا فرنسيس، قائلا: "أهلاً بقداسة البابا فرنسيس على أرض المشرق، الأرض التي لطالما كانت موطن لقاء الحضارات والأديان والثقافات".

وتابع: "كلنا أمل بأن تعطي زيارة قداسته لبلاد الرافدين دفعاً لإرساء سلام حقيقي، يحتاجه شعب العراق وسائر شعوب المنطقة".

من جانبه، تمنّى شيخ الأزهر، الإمام أحمد الطيب، التوفيق للبابا فرنسيس في زيارته، قائلا: "أدعو بالتوفيق للبابا فرنسيس في رحلته، وأن تحقق المأمول على طريق الأخوة الإنسانية".

وأكد شيخ الأزهر أنّ زيارة البابا فرنسيس "التاريخية والشجاعة للعراق، تحمل رسالة سلام وتضامن ودعم لكل الشعب العراقي".

هذا، وقال مجلس حكماء المسلمين أمس: إنه "يتابع باهتمام" زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية فرنسيس إلى العراق، معتبراً أنها "تمثل فرصة كبيرة لتعزيز السلام، وتبعث برسالة تضامن مع كل ضحايا العنف في المنطقة والعالم".

 

مجلس حكماء المسلمين: زيارة البابا فرنسيس التاريخية تأتي لتضمد جراح الشعب العراقي بعد أعوام من الحروب والدمار

وأضاف مجلس حكماء المسلمين في بيان وصل حفريات نسخة منه: إنّ زيارة البابا فرنسيس التاريخية "تأتي لتضمد جراح الشعب العراقي بعد أعوام طويلة من الحروب والدمار، وتمنح العراق والمنطقة الأمل في غد أفضل قائم على التسامح وقبول الآخر".

واعتبر أنّ "حرص البابا على إتمام الزيارة رغم التحديات يعكس إيمانه بروح الأخوة الإنسانية، ويُعدّ دعوة للتلاقي على المشتركات، وإعلاء مبدأ المواطنة التي تساوي بين الجميع، بعيداً عن دعوات الكراهية والطائفية والاحتراب".

وأكد مجلس حكماء المسلمين أنّ الزيارة البابوية إلى العراق والجهود التي يبذلها بابا الفاتيكان لتعزيز السلام، "تتسق مع رؤية المجلس وأهدافه في نشر السلام والتعايش ومواجهة الكراهية والتطرّف، وبناء علاقة إنسانية قائمة على المحبة والاحترام المتبادل".

‎وقال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين سلطان الرميثي: إنّ زيارات البابا المتعددة إلى العالم الإسلامي، "عززت جسور الحوار والتلاقي بين الشرق والغرب، خاصة أنها تتكامل مع جهود أخيه الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وجولاته وتحركاته في الغرب، وهو ما توّج بزيارة مشتركة بين الرمزين الدينيين إلى دولة الإمارات، وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبو ظبي في شباط (فبراير) 2019".

وسيزور البابا خلال رحلته للعراق 4 مدن، من بينها الموصل التي كانت معقلاً لتنظيم "داعش"، والتي ما زالت كنائسها ومبانيها تحمل آثار الصراع.

وسيزور كذلك مدينة أور مسقط رأس النبي إبراهيم، وسيجتمع مع المرجع الديني علي السيستاني.

وبعد لقائه رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكبار المسؤولين العراقيين، سيلتقي بالأساقفة ورجال الدين الآخرين في كنيسة "سيدة النجاة" للسريان الكاثوليك في العاصمة، التي شهدت مقتل 52 مسيحياً وشرطياً، في هجوم شنّه مسلحون من تنظيم القاعدة عام 2010.

وسوف يذهب البابا اليوم إلى مدينة النجف الشيعية، ليزور المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، البالغ من العمر 90 عاماً، الأمر الذي سوف يمثل قمّة تواصله المستمر مع المسلمين الشيعة.

وتُعدّ هذه هي الرحلة رقم 33 للبابا إلى خارج إيطاليا، ومن المقرّر أن يعود إلى روما صباح الإثنين.

يُذكر أنّ بعض الجماعات الشيعية المتشددة الموالية لإيران عارضت زيارة البابا، ووصفتها بأنها تدخل غربي في شؤون العراق، لكنّ الكثير من العراقيين يأملون أن تساعد الزيارة في تعزيز رؤية جديدة للعراق.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية