اليونان وفرنسا توقعان خارطة للتعاون العسكري... ما علاقة تركيا؟

اليونان وفرنسا توقعان خارطة للتعاون العسكري... ما علاقة تركيا؟


22/01/2022

وقّع قائدا القوّات المسلّحة الفرنسية واليونانية الجمعة في أثينا "خريطة طريق" تُجسّد الجانب العسكري للشراكة الاستراتيجية بين البلدين التي أبرمت في أيلول (سبتمبر) في باريس.

يأتي ذلك في وقت عادت فيه التوترات بين تركيا واليونان على خلفية ملف تقسيم المياه في شرق المتوسط. 

ويرى مراقبون أنّ الشراكة اليونانية ـ الفرنسية توجّه بشكل أساسي نحو تركيا، في ظل الخلافات التي تجمع كلتا الدولتين (فرنسا واليونان) معها. 

وتنصّ خريطة الطريق التي وقّعها الجنرال الفرنسي تياري بورخار الذي يزور أثينا، والجنرال اليوناني كونستانتينوس فلوروس، على أنّ "الشراكة الاستراتيجية توحّد البلدين على الصعيد العسكري"، حسب بيان لهيئة أركان القوات المسلّحة الفرنسية.

تنصّ خريطة الطريق على أنّ الشراكة الاستراتيجية توحّد البلدين على الصعيد العسكري

وتتيح هذه الوثيقة أيضاً "تعزيز العلاقات الدفاعية العسكرية وهيكلتها على الأمد الطويل"، و"تجسيد التعاون العسكري الثنائي الفرنسي اليوناني على المستويين الاستراتيجي والتشغيلي"، كما ورد في البيان، بحسب ما أورده موقع "أحوال تركية".

ويأتي توقيع "خريطة الطريق" هذه بعد إبرام اتفاقية فرنسية يونانية في أيلول (سبتمبر) تنصّ على بند للمساعدة المتبادلة "بكلّ الوسائل المناسبة، إذا وجد البلدان بشكل مشترك أنّ هناك هجوماً مسلحاً يحصل ضدّ أراضي أحدهما".

وقد قرّرت أثينا العام الماضي، على خلفية التوتر مع تركيا المجاورة، تعزيز قدرتها العسكرية عبر طلب (18) طائرة مقاتلة من طراز رافال و(3) فرقاطات من فرنسا، بمبلغ إجمالي قدره (5,5) مليارات يورو، وأعلنت اليونان بعد ذلك شراء (6) طائرات رافال جديدة.

ويأتي توقيع "خريطة الطريق" بعد يومين على تسليم أوّل (6) طائرات رافال طلبتها أثينا من فرنسا.

في صيف 2020 انحازت باريس إلى أثينا، وأرسلت طائرات رافال وسفناً حربية، في مواجهة انتشار سفن عسكرية وأعمال التنقيب التركية في شرق البحر المتوسط.

وقال البيان المشترك الفرنسي اليوناني: إنّه "في إطار الالتزامات التي تمّ التعهّد بها تجاه الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي"، تُوحّد الشراكة الفرنسية اليونانية "عسكريًاً" البلدين "اللذين يسهمان في الدفاع الأوروبي والأمن الأوروبي الأطلسي، عبر التأكيد خصوصاً على تمسّكهما بحرّية الطيران والنشاط البحري في إطار احترام القانون الدولي".

وستُتيح "خريطة الطريق" للقوات المسلّحة الفرنسية واليونانية "تعزيز ثقافتيهما الاستراتيجية المشتركة وإمكانية التشغيل المتبادل (...) لصالح جيشينا"، حسب ما جاء في البيان الذي يشدّد على أنّ "التعاون العسكري الثنائي (سيتمّ) توسيعه".

وقال خبراء لوكالة فرانس برس: إنّ الاتفاقية الدفاعية هذه "غير مسبوقة" و"غير عاديّة"؛ لأنّها تربط دولتَين عضوَين في الحلف الأطلسي، وتستهدف "ضمناً" تركيا العضو الآخَر في الحلف.

وقبل أيام، حطّت (6) طائرات مقاتلة من طراز رافال اشترتها اليونان من فرنسا في القاعدة العسكرية اليونانية في تناغرا، في أوّل عملية تسليم في إطار شراكة فرنسية يونانية تهدف إلى تعزيز الدفاع الأوروبي، ومواجهة الطموحات التركية في المتوسط.

وقد وقّعت أثينا التي تواجه توترات متكررة مع جارتها تركيا عقداً مع باريس قبل عام بقيمة (2.5) مليار يورو لتسليمها (18) طائرة رافال، (12) منها مستعملة، و(6) طائرات جديدة.

وأعلنت اليونان في أيلول (سبتمبر) الماضي عن شراء (6) طائرات جديدة إضافية، وقد رحب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بهذه المقاتلات التي قال عنها: إنّها "تجعل من قواتنا الجوية واحدة من الأقوى في أوروبا والمتوسط".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية