بعد إعلان نتائج الانتخابات النهائية...الفصائل العراقية الموالية لإيران تلوح بالتصعيد

بعد إعلان نتائج الانتخابات النهائية...الفصائل العراقية الموالية لإيران تلوح بالتصعيد


01/12/2021

رفضت عدة فصائل عراقية موالية لإيران، تعمل ضمن ما يُسمّى "قوى الإطار التنسيقي"، وبينها "تحالف الفتح"، نتائج الانتخابات النهائية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، التي جرت في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ملوّحة بالتصعيد.

وقالت في بيان أمس، نقلته روسيا اليوم: إنه "بات من الواضح أنّ مفوضية الانتخابات أعدت النتائج مسبقاً على حساب إرادة الشعب العراقي".

واتهمت مفوضية الانتخابات والهيئة القضائية بعدم التعامل مع ملف الطعون بـ"صورة جدية، ووفق السياقات القانونية"، وفق زعمها.

قوى الإطار التنسيقي ترفض نتائج الانتخابات النهائية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق

وأضافت "قوى الإطار التنسيقي": "نجدد موقفنا الثابت المستند إلى الأدلة والوثائق بوجود تلاعب كبير في نتائج الاقتراع؛ ممّا يدعونا إلى رفض النتائج الحالية، والاستمرار بالدعوى المقامة أمام المحكمة الاتحادية لإلغاء الانتخابات، ونأمل من المحكمة الابتعاد عن التأثيرات السياسية والتعامل بموضوعية وحيادية، وإنصاف الجماهير العراقية وحفظ أصواتها من الضياع". 

يُذكر أنّ رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات جليل عدنان كان قد صرّح خلال مؤتمر صحافي، في وقت سابق أمس، أنّ "هناك تغييراً بمقعد واحد" في (5) محافظات، مقارنة بالنتائج الأولية التي أعلنت في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مضيفاً أنّ نسبة الاقتراع وصلت إلى نحو 44%.

وشدّد عدنان على أنّ المفوضية التزمت بأقصى درجات المهنية، موضحاً أنّ كافة النتائج النهائية نُشرت على موقع المفوضية، وفق ما نقلت وكالة واع الرسمية.

النتائج بينت أنّ التغيير طال (5) مقاعد نيابية فقط، في محافظات بغداد والبصرة وأربيل وكركوك ونينوى

وأكد أنه "لم يتمّ إثبات وجود أيّ تزوير بنتائج الانتخابات"، لافتاً إلى أنّ "المجتمع الدولي كان داعماً للانتخابات العراقية".

وقد بينت النتائج أنّ التغيير طال (5) مقاعد نيابية فقط، في محافظات بغداد والبصرة وأربيل وكركوك ونينوى.

يشار إلى أنه على ضوء النتائج النهائية بقي التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر في المرتبة الأولى، حاصداً (73) مقعداً برلمانياً، تلاه تحالف تقدم بـ(37)، وحلّ تحالف دولة القانون في المرتبة الـ3 بـ(33) مقعداً، والحزب الديمقراطي الكردستاني بـ(31)، تلاه التحالف الكردستاني بـ(18) مقعداً.

إلى ذلك، أصبح عدد مقاعد تحالف الفتح (17) مقعداً فقط، ثم حلّ بعده تحالف عزم بـ(14) مقعداً، والجيل الجديد بـ (9) مقاعد، وحركة امتداد بـ(9) مقاعد، ثم إشراقة كانون بـ(6) مقاعد، وتحالف تصميم بـ(5) مقاعد، وتحالف العقد الوطني بـ(4).

عدد من المحللين يرجحون احتمال تشكيل الزعيم الصدري ائتلافاً مع رئيس البرلمان الحلبوسي الحائز على (37) مقعداً، والحزب الديمقراطي الكردستاني (31) مقعداً

وكانت الفصائل المنضوية تحت جناح الحشد الشعبي، الممثل في تحالف الفتح، قد أعلنت أكثر من مرّة في السابق تشكيكها بنزاهة الانتخابات طالبة إلغاءها. وخلال الأسابيع الماضية، اعتصم مناصرون لفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران أمام بوابات المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في العاصمة بغداد، ونصبوا خياماً للتعبير عن رفضهم لنتائج الانتخابات، ووقعت اشتباكات بينهم وبين القوات الأمنية.

وعلى ضوء ما أعلنته مفوضية الانتخابات يرجح عدد من المحللين احتمال تشكيل الزعيم الصدري ائتلافاً مع رئيس البرلمان المنتهية ولايته محمد الحلبوسي الحائز على (37) مقعداً، والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه مسعود بارزاني (31) مقعداً.  

وقد رأى المحلل السياسي حمدي مالك من "معهد واشنطن" لسياسة الشرق الأدنى، في تصريح لوكالة فرانس برس، أنّ "الأمر يتعلق بمعرفة من يستسلم أمام ضغط الطرف الآخر"، الحشد الشعبي، أم التيار الصدري.

 وأضاف: "حتى الآن، لم يستسلم أيّ منهما للآخر، وهذا سبب في ارتفاع مخاطر التصعيد والمواجهات في هذه المرحلة".

في غضون ذلك، ستتواصل المفاوضات من أجل تشكيل الحكومة المقبلة، إلّا أنها تسير في دوامة معقدة جداً، في ظروف كالتي يعيشها العراق المتعدد الطوائف والأديان، حيث تسيطر عدة أحزاب على مفاصل الدولة، وقد تلجأ في النهاية إلى اتفاق مُرضٍ، بغضّ النظر عن عدد المقاعد التي يشغلها كلّ حزب.

الصفحة الرئيسية