بعد كشف مخططات أردوغان.. النمسا تبحث ترجمة غضبها لعقوبات

بعد كشف مخططات أردوغان.. النمسا تبحث ترجمة غضبها لعقوبات


18/10/2020

حسام حسن

خلال أسابيع قليلة، أزاحت السلطات النمساوية النقاب عن شبكة تجسس تركية تعمل على أراضيها، واعترافات عميل تركي آخر عن مخطط أنقرة لتنفيذ اغتيالات وهجمات إرهابية بفيينا، ما فتح باب الجدل حول كيفية معاقبة النظام التركي على هذه الأفعال.

ففي نهاية أغسطس/آب الماضي، أعلنت السلطات النمساوية اكتشاف شبكة تجسس تركية في الأراضي النمساوية.

وقالت صحيفة "كرونه" النمساوية إن سلطات إنفاذ القانون في فيينا تتبعت أثر جاسوس تركي خلال التحقيق في اشتباكات جرت في يونيو/حزيران الماضي بين نشطاء أكراد وأتراك في قلب العاصمة النمساوية.

ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية كارل نيهامر قوله إن "المشتبه به اعترف أنه جزء من شبكة تجسس تنقل المعلومات إلى الحكومة التركية".

وتابع الوزير النمساوي: "كان المشتبه به سجينا في تركيا، وكان شرط الإفراج عنه هو العمل كجاسوس على الرعايا الأتراك المقيمين في النمسا".

ولم تمر أيام حتى كُشف المخطط الأكبر، حين سلم عميل للاستخبارات التركية نفسه للاستخبارات النمساوية، واعترف بوجود خطط تركية لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات والهجمات في فيينا.

ونقل موقع zack zack النمساوي (خاص) عن مصادر لم يسمها: "أجرت هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) تحقيقات مع العميل الذي أقر بأنه يسعى لتنفيذ اغتيالات سياسية تشمل السياسية في حزب الخضر (يسار)، بريفان أصلان، ومالك موقع zack zack، بيتر بيلتس، وهو سياسي نمساوي مناوئ لتركيا، وعضو البرلمان الأوروبي أندريس شنايدر".

وأضاف "أقر العميل بأن هناك خططا لتنفيذ سلسلة من الهجمات في فيينا يمكن أن تدخل المدينة في حالة من الفوضى".

توتر ومطالبات برد قوي 

ووفق صحيفة كورير النمساوية، فإن تصرفات نظام رجب طيب أردوغان "غير المسؤولة" دفعت العلاقات مع فيينا إلى الهاوية، وخلقت توترا غير مسبوق منذ عقود، متوقعة أن تتزايد الضغوط على الحكومة لاتخاذ إجراءات قوية ضد أنقرة وأذرعها في النمسا.

وبالفعل، قال هربرت كيكل زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الحرية المعارض (شعبوي) في تصريحات صحفية "لا بد أن تكون هناك تداعيات سريعة في المجال الدبلوماسي بعد اكتشاف شبكة تجسس تركية، أولها طرد السفير التركي".

سيناريوهات العقاب النمساوي لأنقرة 

وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، قال الكاتب السياسي النمساوي البارز إيرك فري الذي تظهر كتاباته في صحيفة دير ستاندرد، كبرى الصحف السياسية النمساوية، إن "النمسا يمكن أن تتحرك على 3 مستويات، سواء بشكل أحادي أو في إطار الاتحاد الأوروبي".

وتابع: "أول سيناريوهات عقاب أنقرة يتمثل في تبليغ السفير التركي في فيينا أوزان سيهون رسالة احتجاج شديدة اللهجة، ثم طرد بعض دبلوماسي السفارة التركية".

واستدرك قائلا: "لكن هذا لن يوقف تركيا عن تحركاتها الاستفزازية"، مضيفا "ومن ثم يأتي المستوى الثاني وهو العقوبات الاقتصادية".

وأوضح "النمسا لن تفرض عقوبات بشكل منفرد على تركيا لأنها ستكون ذات تأثير هامشي، وإنما ستدفع باتجاه فرض عقوبات أوروبية على أنقرة".

وفي وقت سابق، أبلغ مسؤول أوروبي فضل عدم الكشف عن هويته، "العين الإخبارية" أن قمة الاتحاد الأوروبي المقررة ديسمبر المقبل، ستناقش فرض عقوبات على تركيا.

إيرك فري قال أيضا "وهناك مستوى ثالث من العقاب النمساوي لأنقرة، وهو مرجح، ويتمثل في شن حملة قوية ضد المنظمات والجمعيات التركية العاملة في النمسا".

وأضاف "يمكن أن يصل الأمر إلى طرد بعض العاملين في هذه المنظمات من الأراضي النمساوية، وغلق عدد منها".

وتنشط في النمسا عدد من المنظمات التركية مثل اتحاد أتيب الإسلامي، وتنظيم الذئاب الرمادية المتطرف، وحركة الرؤية الوطنية القريبة من الإخوان.

وفي وقت سابق هذا الشهر، فجرت النمسا فضيحة كبيرة، إذ أعلنت اكتشافها مخالفات مالية وضريبية في 211 جمعية تركية عاملة على أراضيها، ما وصفته وزيرة الاندماج بـ"الوقاحة".

ووفق ما نشرته صحيفة كرونه النمساوية فإن محققين نمساويين بدأوا منذ النصف الثاني من 2019 تدقيق ملفات الضرائب في مئات الجمعيات التركية العاملة في عموم البلاد.

ونقلت الصحيفة عن وزير المالية جرينوت بلوميل، قوله "فحص المحققون ملفات 211 جمعية تركية، والنتائج كانت مقلقة للغاية".

وتابع "اكتشفنا أخطاء كبيرة، وسحبنا نتيجة لذلك وضعية عدم الربحية من 40% من الأعمال التي خصصت للمراجعة بسبب انتهاكات خطيرة للقوانين ومخالفات مالية". وأضاف "هناك مخالفات تقدر بالملايين.. هذا يضر بصورة العمل التطوعي بأكمله".

وتمر العلاقات النمساوية التركية بتوتر كبير بعد تسبب أذرع أردوغان، وبالأخص تنظيم الذئاب الرمادية الإرهابي، في إحداث حالة من الفوضى في فيينا بعد هجوم عناصره على مظاهرة ضد الفاشية في يونيو الماضي، ثم اكتشاف خلية تجسس تركية على المعارضين الأتراك في الأراضي النمساوية، وأخيرا اكتشاف مخطط الاغتيالات السياسية في النمسا.

عن "العين الإخبارية"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية