تحليل: إيران من دون العراق ستكون معزولة

تحليل: إيران من دون العراق ستكون معزولة


16/12/2020

"من دون العراق، تبقى إيران معزولة فعليا"، يقول، أندرو بيك، الباحث في مؤسسة "أتلانتيك كاونسل، في تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنترست"، عن نفوذ إيران في العراق، الذي اعتبره سببا في تقوية شبكة تحالفات طهران في المنطقة.

ويرى الكاتب الذي عمل في الخارجية الأميركية متخصصا في شؤون إيران والعراق، أن استمرار وجود السفارة الأميركية في العراق يعتبر أداة هامة في مواجهة النفوذ الإيراني في هذا البلد.

وبرغم تخفيض أعداد العاملين في السفارة الأميركية ببغداد، إلا أن استمرار وجودها يعتبر استراتيجيا، بوجود تمثيل لقوة عظمى هناك، وحتى مع المناوشات التي تحصل كل فترة، إلا أن التهديد من الميليشيات الشيعية تراجع عما كان عليه في سنوات ماضية.

ويشير التحليل إلى أن التحدي الأميركي في الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة، سيكون بتحقيق الاستقرار للمنطقة ولدول الخليج الحلفاء لواشنطن ضد الهيمنة الإيرانية، التي تسعى طهران لفرضها في أي حالة أو مساحة "فراغ" تشعر بوجودها في المنطقة.

ويقول الكاتب إن إيران ورغم ما تعانيه من أزمات إلا أنها وبدعم حلفائها لا تزال أقوى من خصومها العرب، خاصة أن روسيا إلى جانبها، وأن تركها من دون ردع في المنطقة، قد يدفع بدول الخليج وخاصة السعودية للتكيف ما يمكن أن تفرضه إيران في المنطقة، وتسمح لها بالسيطرة على مياه الخليج، ما يعني أن طهران ستصبح هي المتحكم الأكبر بسوق وصناعة النفط.

ويؤكد الكاتب أن نفوذإيران في العراق يعتبر الأهم لها لتحقيق أهدافها في المنطقة، حيث أن لديها "سيطرة تكتكية وتشغيلية" هناك تمكنها من نقل الأسلحة والمقاتلين بين سوريا والعراق وإيران، ناهيك عن أنها تستغلها كساحة معركة لبسط نفوذها السياسي، وهو المكان الوحيد الذي ترى نفسها في مواجهة مع قوة عظمى كالولايات المتحدة.

وخلال الأسابيع المقبلة، تتوقع الولايات المتحدة أسابيع صعبة قبل انتقال السلطة إلى الإدارة الجديدة في البيت الأبيض، خاصة مع انتهاج واشنطن استراتيجية "الضغوط القصوى" على إيران.

وحتى مع اقتراب الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، فإن الولايات المتحدة ستسحب مئات الجنود من العراق وستبقي على 500 جندي فقط هناك، وهي تعول على قوات حلف الناتو الموجودة هناك، والتي لن تقف مكتوفة الأيدي في حال وجود تهديدات على القوات الأميركية، وفق ما قال قائد القيادة المركزية، فرانك ماكنزي، مؤخرا.

عن "الحرة"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية