تركيا تدخل على خطّ الأزمة الحدودية بين أرمينيا وأذربيجان

تركيا تدخل على خطّ الأزمة الحدودية بين أرمينيا وأذربيجان


16/07/2020

تخوض أرمينيا وأذربيجان نزاعا منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورني قره باخ الانفصالية بجنوب غرب أذربيجان، والتي سيطر عليه انفصاليون أرمينيون خلال حرب في التسعينيات أدت إلى مقتل 30 ألف شخص.

وقلما تحصل معارك خارج تلك المنطقة، لكن منذ الأحد أفاد الجانبان عن اشتباكات في مناطق شمالية على طول حدودهما المشتركة. واستدعت الاشتباكات التي وقعت على بعد مئات الكيلومترات من ناغورني قره باخ صدور دعوات أميركية وأوروبية وروسية إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن الجانب الأرمني استهدف مواقعها في منطقة تافوش الحدودية في الشمال بقصف مدفعي وقذائف هاون ورشاشات ثقيلة. وأضافت أن القصف طال أيضا العديد من القرى.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية سوشان ستيبانيان أن القوات الأذربيجانية فتحت النار مجددا على القطاع الشمالي الشرقي من الحدود في منطقة تافوش.

وأعربت تركيا، حليفة أذربيجان، عن دعمها لباكو. وتتنافس أنقرة مع موسكو على بسط النفوذ في المنطقة الاستراتيجية.

ويوم أمس قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا لن تتردد أبدا في التصدي للهجوم على حقوق وأراضي أذربيجان. وأدان أردوغان بشدة الهجمات التي شنتها أرمينيا ضد أذربيجان، الأحد، قائلا: "أدين بشدة الهجمات التي شنتها أرمينيا ضد أذربيجان الصديقة والشقيقة".

وبحسب الأناضول، أضاف: "تركيا لن تتردد أبدا في التصدي للهجوم على حقوق وأراضي أذربيجان". وأوضح أن الاعتداء على حدود أذربيجان بالأسلحة الثقيلة هو مؤشر على أنها تتعرض لهجوم متعمد. وأشار أن هجمات أرمينيا ضد أذربيجان تتجاوز الحدود بهدف إطالة أزمة إقليم "قره باغ" الأذري وخلق منطقة صراع جديدة.

وأعرب الرئيس التركي عن قلقه من تحول التوتر المستمر منذ احتلال إقليم "قره باغ" الأذري إلى صراع بفعل هجمات أرمينيا "الممنهجة والمتهورة". وأشار أردوغان أن تركيا ستستمر في أداء واجب الدفاع عن أذربيجان الذي بدأ به أجداده لعدة قرون في منطقة القوقاز. وأكد أن من واجب تركيا بذل أقصى جهودها عبر علاقاتها السياسية والدبلوماسية والاجتماعية في المنطقة والعالم، لدعم أذربيجان التي تربطها مع تركيا علاقات أخوة وصداقة قديمة.

وذكر أردوغان أن "عدوان أرمينيا العاجزة عن حل مشاكلها الداخلية (على أذربيجان) هو إساءة لشعبها بالدرجة الأولى". ودعا دول المنطقة لإظهار موقف صادق ومبدئي ضد عدوانية أرمينيا وسلوكها الذي يثير عدم الاستقرار في المنطقة منذ احتلالها للأراضي الأذرية التي تضم إقليم "قره باغ".

واتهّمت وزارة الخارجية التركية أرمينيا بانتهاج "قومية عدوانية"، وتعهّدت أنها "ستستمر في الوقوف بكل قدراتها إلى جانب أذربيجان في نضالها لحماية وحدة أراضيها".

وقال المحلل السياسي الأذربيجاني إلهان شاهين أوغلو إن احتمالات اندلاع حرب شاملة "مرتفعة للغاية". وتابع "لقد قتل جنرال أذربيجاني وباكو ستنتقم"، مضيفا "هناك مطالبة شعبية عارمة في أذربيجان بنقل العمليات العسكرية إلى قره باخ".

لكن المحلل الأرمني هاغوب باداليان استبعد اندلاع حرب شاملة. وقال باداليان إن "باكو ويريفان كما القوتين الجيوسياسيتين في المنطقة (روسيا وتركيا) لا تريد حربا كبرى تعلم أنها ستؤدي إلى تداعيات كارثية"، مضيفا أن أيا من الأطراف لا يمتلك أفضلية واضحة للفوز في نزاع طويل الأمد.

وأضاف المحلل الأرمني أن أذربيجان كانت قبل أربع سنوات متفوقة عسكريا على جارتها، لكن أرمينيا مذّاك "استعادت التوازن" بشرائها أسلحة روسية متطورة.

وأعلنت وزارتا الدفاع الأرمينية والأذربيجانية الأربعاء أنه لم تسجل أي معارك على الحدود بين البلدين ليل الثلاثاء الأربعاء، في تهدئة هي الأولى بعد ثلاثة أيام من المواجهات التي سقط فيها قتلى.

وقتل 16 شخصا بين الأحد والثلاثاء في معارك على الحدود بين هذين البلدين اللذين تخوضا نزاعا منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورني قره باخ الانفصالية بجنوب غرب أذربيجان، والتي سيطر عليه انفصاليون أرمينيون خلال حرب في التسعينات أدت إلى مقتل 30 ألف شخص.

لكن المواجهات الأخيرة جرت في منطقة بعيدة عن هذا الإقليم، على الحدود الشمالية بين ارمينيا وأذربيجان.

وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الأرمينية أن الوضع “كان هادئا خلال الليل”، بينما ذكرت وزارة الخارجية أن المعارك توقفت منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء.

أما وزارة الدفاع الأذربيجانية فقد أوضحت أن “الأعمال العسكرية توقفت منتصف الليل”.

وكانت روسيا القوة الإقليمية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعوا الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين إلى وقف إطلاق النار. وتتبادل باكو ويريفان الاتهامات ببدء المعارك.

وعلى الرغم من وساطة دولية بدأت قبل حوالى ثلاثين عاما لم يتمكن البلدان من التوصل إلى حل للنزاع حول ناغورني قره باغ الذي تهدد باكو باستمرار باستعادة السيطرة عليه بالقوة.

والنفقات العسكرية لأذربيجان الدولة النفطية، أكبر بكثير من كل ميزانية ارمينيا. لكن يريفان تنتمي إلى تحالف سياسي عسكري تقوده موسكو هو منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

والاشتباكات المتواصلة بين العدوين اللدودين في جنوب القوفاز منذ الأحد، هي الأعنف منذ سنوات وتثير القلق من تفجر نزاع كبير في المنطقة المضطربة.

ومن شأن اندلاع حرب بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين أن يؤدي إلى تداعيات أوسع نطاقا وأن يدفع الخصمين الإقليميين روسيا وتركيا باتّجاه مواجهة مباشرة.

وأعلنت أذربيجان الثلاثاء مقتل سبعة من جنودها، بينهم جنرال رفيع وكولونيل، ومدني، فيما أعلنت أرمينيا مقتل أربعة من جنودها، في أول تأكيد لها لسقوط قتلى في الاشتباكات.

ومنذ الأحد أوقعت الاشتباكات بين الجانبين ما مجموعه 16 قتيلا.

في العام 2016 كادت اشتباكات دامية في قره باخ أن تشعل حربا بين الطرفين.

وتجري "مجموعة مينسك" التي تضم دبلوماسيين من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وساطة في محادثات حول النزاع بشأن قره باخ. لكن المحادثات تراوح مكانها منذ التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار في العام 1994.

وأرمينيا التي تسيطر على المنطقة المتنازع عليها، يرضيها الوضع القائم كما يرضي مصالح روسيا الساعية إلى ترسيخ نفوذها في الجمهوريات السوفياتية السابقة.

وموسكو متحالفة عسكريا مع أرمينيا حيث لديها قاعدة عسكرية، لكنّها تزوّد كلا من يريفان وباكو بأسلحة بمليارات الدولارات.

أما أذربيجان الغنية بموارد الطاقة والتي يتخطى إنفاقها العسكري موازنة أرمينيا برمتها، فتهدد باستمرار باستعادة السيطرة على المنطقة بالقوة، فيما تعهدت يريفان سحق أي هجوم عسكري لاستعادتها.

عن "أحوال تركية"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية