تقرير: انتهاك جديد للعمالة الوافدة في قطر

ينامون على الأرصفة... انتهاك جديد للعمالة الوافدة في قطر

تقرير: انتهاك جديد للعمالة الوافدة في قطر


29/10/2022

أخلت السلطات القطرية آلاف العمال الوافدين من مجمعات سكنية وسط العاصمة، لتجهيزها لاستقبال مشجعي كرة القدم خلال كأس العالم.

ونقلت وكالة "رويترز" عن العمال أنّ السلطات أخلت أكثر من (12) مبنى وأغلقتها، ممّا أجبر العمال، وأغلبهم آسيويون وأفارقة، على البحث عن أيّ مأوى يمكنهم العثور عليه، بما في ذلك افتراش الأرصفة أمام أحد مساكنهم السابقة.

وقال بعض العمال في تصريح للوكالة دون ذكر اسمهم أو تفاصيلهم الشخصية خوفاً من انتقام السلطات أو أصحاب العمل: إنّ السلطات أمهلت ساكني مبنى كان يؤوي (1200) شخص في حي المنصورة بالدوحة ساعتين لإخلاء المبنى يوم الأربعاء الماضي، وأنّهم بعد انتهاء المهلة أجبروا الجميع على الخروج وأغلقوا أبواب المبنى، ولم يتمكن بعض الرجال من العودة في الوقت المناسب لجمع أمتعتهم، لافتين إلى أنّ الكثير منهم ينام على الأرصفة في الوقت الراهن.

السلطات القطرية تخلي آلاف العمال الوافدين من مجمعات سكنية وسط العاصمة، لتجهيزها لاستقبال مشجعي كرة القدم خلال كأس العالم

وكشف سائق من بنغلاديش أنّه عاش في حي بالدوحة لمدة (14) عاماً حتى يوم الأربعاء، عندما أخبرته البلدية أنّ أمامه (48) ساعة لمغادرة الفيلا التي يتقاسمها مع (38) شخصاً آخرين.

وأضاف أنّ العمال الذين بنوا البنية التحتية لقطر لاستضافة كأس العالم يتم إبعادهم جانباً مع اقتراب البطولة.

وقال بعض العمال الذين تم إجلاؤهم: إنّهم يأملون في العثور على أماكن للعيش وسط مساكن العمال التي بنيت لهذا الغرض في المنطقة الصناعية وحولها على المشارف الجنوبية الغربية للدوحة أو في المدن النائية، رغم أنّها بعيدة عن أماكن عملهم.

بالمقابل، زعم مسؤول حكومي قطري لوكالة "رويترز" أنّ عمليات الإخلاء لا علاقة لها بكأس العالم، وتم تخطيطها "بما يتماشى مع الخطط الشاملة والطويلة الأجل المستمرة لإعادة تنظيم مناطق الدوحة".

السلطات أخلت أكثر من 12 مبنى وأغلقتها، ممّا أجبر العمال، وأغلبهم آسيويون وأفارقة، على البحث عن أيّ مأوى وافتراش الأرصفة

وادّعى المسؤول أنّه "جرت إعادة إيوائهم جميعاً منذ ذلك الحين في أماكن آمنة ومناسبة"، مضيفاً أنّ طلبات الإخلاء "كانت تتم بإشعار مناسب".

وقال المسؤول القطري: إنّ سلطات البلدية تطبق قانوناً قطرياً صدر عام 2010 يحظر "مخيمات العمال" داخل المناطق السكنية العائلية، وهو تصنيف يشمل معظم وسط الدوحة، ويمنحها سلطة نقل الناس.

ولم يردّ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على طلب للتعليق، ووجّه منظمو كأس العالم في قطر استفسارات إلى الحكومة.

بدوره، قال مدير المشاريع في منظمة حقوق العمال التي تنظم حملات للعمال الأجانب في الشرق الأوسط فاني ساراسواثي:  إنّ عمليات الإخلاء "تحافظ على واجهة قطر الجذابة والغنية دون الاعتراف علناً بالعمالة الرخيصة التي تجعل ذلك ممكناً".

مسؤول قطري يزعم أنّ عمليات الإخلاء لا علاقة لها بكأس العالم، وأنّها ضمن مخطط شامل وطويل الأجل لإعادة تنظيم مناطق الدوحة

والتقطت الوكالة صوراً لـ (10) مبانٍ قال سكان إنّ أشخاصاً طُردوا منها. وقد انقطعت الكهرباء عن بعض المباني، وكان معظمها في أحياء استأجرت فيها الحكومة المباني لإقامة مشجعي كأس العالم.

وحوالي 85% من سكان قطر البالغ عددهم (3) ملايين نسمة هم من العمال الأجانب. ويعمل العديد من الذين تم إجلاؤهم سائقين أو عمالاً مياومين أو لديهم عقود مع شركات، لكنّهم مسؤولون عن أماكن إقامتهم الخاصة، على عكس أولئك الذين يعملون في شركات البناء الكبرى الذين يعيشون في مخيمات تضم عشرات الآلاف من الأشخاص.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية