تهديدات بالعنف.. هل ينجح الإخوان المسلمون في عرقلة الانتخابات الليبية؟

تهديدات بالعنف.. هل ينجح الإخوان المسلمون في عرقلة الانتخابات الليبية؟


11/11/2021

تستبق جماعة الإخوان الانتخابات الليبية بتهديدات بالعنف والحرب والاختطاف، بهدف تعطيل المسار الديمقراطي.

وقد لوّح التنظيم، المصنف في الكثير من الدول تنظيماً إرهابياً، بالحرب وحصار مفوضية الانتخابات، واختطاف رئيسها، لتعطيل مسار الاقتراع في ليبيا، ممّا يؤكد نوايا الجماعة الحقيقية بعرقلة الانتخابات، بسبب تخوفها من خسارتها، في ظل انهيار شعبيتها، وابتعاد الأوساط المجتمعية عنها.

اقرأ أيضاً: تهديدات خالد المشري.. هل يلوح شبح الحرب في ليبيا من جديد؟

ولأنّ الليبيين يدركون أنّ الانتخابات هي الطريقة الوحيدة لإخراج ليبيا من أزماتها، لم يستمعوا لرئيس مجلس الدولة القيادي الإخواني خالد المشري، الذي دعا إلى الخروج بمظاهرات ووقفات احتجاجية أمام مفوضية الانتخابات.

فلم تخرج أمس الحشود التي دعاها المشري للتجمع والاحتجاج أمام مقر المفوضية العليا للانتخابات ومجلس النواب وكافة المقرات الحكومية، للاحتجاج على قوانين الانتخابات وبعض الأسماء المتوقع ترشحها للرئاسة، وخاصة المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، وسيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، وفق ما أوردت بوابة أفريقيا.

وفي تقدير الكاتب الصحفي جبريل العبيدي، فإنّ المشري أحرج نفسه بدعوته للتظاهر، ويوضح ذلك في منشور له، عبر حسابه على موقع "فيسبوك": "المشري أحرج نفسه وجماعته، بكشف ضآلة حجم الإخوان في ليبيا، أين الحشود يا مشري؟".

وخلال اجتماع بطرابلس مع قادة الميليشيات في غرب ليبيا أول من أمس، دعا المشري الليبيين لعدم المشاركة في الانتخابات، سواء كناخبين أو كمرشحين، وهدّد علناً من يشارك، قائلاً: "لا تستهينوا بهذا الجمع ومن يقف وراءنا"، "سنفعل أيّ شيء لتجنب انتخاب أشخاص لا نريدهم"، مشبهاً ترشحهم بالنازية والفاشية. 

اقرأ أيضاً: ماذا يحمل مؤتمر باريس جديداً لليبيا؟

وقبل أيام، أعلن المشري تهديداً صريحاً بإغراق ليبيا في بحار الدم، قائلاً في تصريحات تلفزيونية: "حفتر لن يحكم ليبيا أبداً، ولو على جثث الآلاف وعشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف".

جماعة الإخوان تلوّح بالحرب، وحصار مفوضية الانتخابات، واختطاف رئيسها، لتعطيل مسار الاقتراع في ليبيا

وبالتزامن، هدّد الكاتب أحمد السويحلي المحسوب على الإخوان، المقيم في بريطانيا، عبر تطبيق "كلوب هاوس"، بخطف رئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح، إن تمّ قبول ترشح حفتر للرئاسة، وفق ما نقلت صحيفة المرصد الليبي.

وفي تحرك ميليشياوي، أعلنت ميليشيا "عملية بركان الغضب" التي تضم 22 ميليشيا خاضعة لتنظيم الإخوان، في بيان نُشر أمس عبر موقع بوابة الوسط، أعلنت رفضها لقوانين الانتخابات المقررة في 24 كانون الأول (ديسمبر) المقبل؛ كخطوة يمهدون بها للطعن في شرعية الانتخابات.

وحمَّل البيان رئيس مفوضية الانتخابات ومجلس النواب المسؤولية عن العواقب التي وصفها بالخطيرة، وقد تنسف الاستقرار في ليبيا.

بيان الميليشيات الإرهابية جاء بعد أقل من (24) ساعة من اجتماع قادتها مع ما يُعرف بـ"رئيس المجلس الاستشاري" خالد المشري، الذي واصل اجتماعاته مع الميليشيات والفاعلين في العاصمة طرابلس، حثهم فيها على إصدار بيان يتبنّى موقفه الرافض للانتخابات والمعادي لمفوضية الانتخابات الليبية ورئيسها.

اقرأ أيضاً: ألغام الانتخابات الليبية

ومن جانبه، علّق الحقوقي والسياسي الليبي محمد صالح جبريل اللافي على البيان الإخواني، قائلاً: "إنّ تنظيم الإخوان يحاول التحجج بالقاعدة الدستورية لتأجيل الانتخابات، رغم أنهم هم من أفشلوا المسارات الدستورية برعاية البعثة الأممية بتعنتهم وطرحهم مقترحات تتعارض مع الاتفاق السياسي الذي ينصّ على إجراء الانتخابات في 24 كانون الأول (ديسمبر).

العبيدي: المشري أحرج نفسه بدعوته للتظاهر، وكشف ضآلة حجم الإخوان المسلمين في ليبيا

أمّا الحقوقي الليبي عبد الله الخفيفي، فيرى أنّ تنظيم الإخوان يدرك أنه فاشل لا محالة في الاستحقاق الانتخابي المقبل، ويريد بقاء الوضع على ما هو عليه، خاصة بعد فشل تعديل مادة رقم (12) في القانون، التي تحرم عدداً من أبناء التيار من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وفق العين الإخبارية.

وقال الخفيفي: "إنّ تنظيم الإخوان سبق أن هدّد بنسف المسار السياسي، بل سبق أن انقلب على الانتخابات عام 2014، ممّا يؤكد أنّ الأزمة في ليبيا أمنية بالأساس".

اقرأ أيضاً: جماعة إخوان ليبيا تدعو لمقاطعة الانتخابات وتحرض ضدها

وتابع أنه "من غير المستبعد استهداف الإخوان للمفوضية العليا للانتخابات وفقاً لتهديدهم، لذا من الضروري نقل مقرها إلى مدينة سرت، لتكون تحت حماية لجنة 5+5 العسكرية الليبية، وبذلك تجري الاستحقاقات الانتخابية بشفافية تامّة دون أي ضغوط".

ورغم محاولته عرقلة الانتخابات، يتحرك التنظيم على مسار موازٍ بدفع شخصيات أخرى للترشح للانتخابات.

ووفق ما ذكرته مصادر ليبية لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإنّ تنظيم الإخوان قرر الزجّ بقيادات من الصفين الثاني والثالث لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل، في حين أنّ الانتخابات الرئاسية المنتظرة يوم 24 كانون الأول (ديسمبر) تقدّم لها أحد الشخصيات الإخوانية، وهو وزير الداخلية السابق فتحي باشآغا.

اقرأ أيضاً: أردوغان يسعى لزيادة قواته ومرتزقته في ليبيا.. ما موقف المجتمع الدولي؟

هذا، ويواصل تنظيم الإخوان المسلمين الاستقواء بالخارج كلما شعر بخطورة الموقف وعدم تاثيره على الشارع الليبي، كوسيلة للضغط على المجتمع الدولي الذي يحاول تجنيب ليبيا عودة الاقتتال المسلح.

وفي السياق، وردت من العاصمة التركية أنقرة أمس أنباء عن عقد اجتماع مغلق، استمر لمدّة ساعتين، جمع المشري والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

عبد الله الخفيفي: من غير المستبعد استهداف الإخوان للمفوضية العليا للانتخابات؛ لذا من الضروري نقل مقرّها إلى سرت، لتكون تحت حماية لجنة 5+5

وذكرت وكالة الأناضول أنّ" اللقاء جرى بين أردوغان والمشري في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، واستمر ساعتين".

وكان رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب قد استقبل في وقت سابق المشري والوفد المرافق له، وبحثوا العلاقات الثنائية بين البلدين، وتمّ خلاله التأكيد على متانة العلاقات بين الجانبين، وحرص تركيا على تحقيق السلام الدائم في ليبيا.

وقال شنطوب: "سنواصل الوقوف إلى جانب أشقائنا الليبيين وممثليهم الشرعيين، من أجل تحقيق السلام الدائم والازدهار في ليبيا"، موضحاً أنّ "علاقات عميقة واستثنائية تربط بين تركيا وليبيا منذ أكثر من (5) قرون".

من جانبه، شكر المشري الجانب التركي على حسن الاستقبال قائلاً: "تركيا بلدنا الثاني، ولا نشعر بالغربة عند وجودنا فيها"، مشيداً بمواقف أنقرة الراسخة من دعم بلاده في مواجهة جميع التحديات والصعوبات.

ويُعلق المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري على زيارة المشري وتصريحاته التصعيدية قائلاً: "هذا استقواء بالخارج، مؤكداً أنّ هذا ليس بجديد على التنظيم الذي جلب المرتزقة والقوات الأجنبية إلى ليبيا.

 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعقد اجتماعاً مغلقاً مع خالد المشري لمدة ساعتين، وقد اعتبره البعض استقواء بالخارج 

ونبَّه الفيتوري في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" الليبيين أن يأخذوا هذه التهديدات على محمل الجدّ، "فالتنظيم لا يوجد لديه شيء يبكي عليه، وسيفعل كلّ ما في وسعه لتعطيل الانتخابات، بعد تأكده أنّ منصب الرئيس وأغلبية البرلمان لن تكون له".

وطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل الحازم بوضع قواعد تردع التنظيم الإخواني "الذي بات يتعامل مع ليبيا على أنها ميراث أجدادهم"، وفق تعبيره.

ومنذ إعلان مفوضية الانتخابات في ليبيا الأحد الماضي فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في النصف الأوّل من الشهر المقبل، أعلن سياسيون وشخصيات عامّة ليبية عزمهم الترشح، من بينهم فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، وأحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق.

وأعلن الدبلوماسي السابق عارف النايض، والدبلوماسي السابق عبد المجيد غيث سيف النصر، والممثل الكوميدي الليبي حاتم الكور، ووزير الخارجية الليبي السابق الدكتور عبد الهادي الحويج، وعضو مجلس النواب عبد السلام نصية، والدبلوماسي الليبي حافظ قدور، الترشح للانتخابات أيضاً.

وقد انطلقت عدة حملات شعبية لدعم ترشح القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر  لرئاسة الدولة، وبحسب مصادر، فإنّ هذه الحملات جمعت (800) ألف تزكية شعبية لترشيح حفتر.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية