رهان المؤسسات الإخوانية: بايدن طريق الإخوان إلى أمريكا موالية لهم

الإخوان المسلمين

رهان المؤسسات الإخوانية: بايدن طريق الإخوان إلى أمريكا موالية لهم


31/10/2020

مع اقتراب نوفمبر المقبل، أي موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ترتفع في سماوات الولايات المتحدة أسئلة عدة عن مساقات ومسارات العملية الانتخابية، وعن الكتل الناخبة وتوجهاتها التصويتية، والولاءات العقائدية والأخرى الأيديولوجية التي تحكم الاقتراع، إلى آخر الأسئلة التقليدية في هذا الإطار.

على أن ملمحاً وملمساً برز بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، إذ بدا واضحاً أن المؤسسات الإسلاموية العاملة على الأراضي الأمريكية تمضي في طريق دعم الديمقراطيين، ومحاولة الانتقاص من حظوظ إعادة انتخاب الرئيس ترامب مرة أخرى لـ4 سنوات أخرى، الأمر الذي يفتح شهية الباحث للحفر عميقاً عن الأسباب التي تجعل من المرشح الديمقراطي، الهدف المنشود لهذه التيارات، وفي المقدمة منها جماعة الإخوان المسلمين بمسمياتها المتباينة شكلاً والمتحدة توجهاً وأهدافاً، في مواجهة الرئيس الجمهوري.

مرشح يسهل التأثير عليه

ينبغي التوضيح في بداية المشهد أن بايدن لا يهم الإسلامويين الأمريكيين في حد ذاته، والدليل أنه وقبل أن يتم اختياره كمرشح للحزب، كان هناك تعاون كبير بين المرشح السابق السناتور بيرني ساندرز، وإخوان أمريكا، فقد ضم إلى فريقه الانتخابي أعضاء من قلب جماعة الإخوان المسلمين، مثل الليبية أبرار عميش عضو مجلس إدارة مقاطعة فيرفاكس، والتي عملت كرئيس مشارك لحملة ساندرز في فيرجينيا، وإضافة إلى عميش كان ساندرز قد اختار أيضاً سميرة إبراهيم المنحدرة من عائلة مرتبطة بالإرهاب الدولي.

والآن ولأن ساندرز قد ذهب بعيداً، فقد بدا جلياً أن الأصوات الإسلاموية في الداخل الأمريكي تسعى إلى دعم جوزيف بايدن، لا لأنه الرجل الكاريزماتي، بل لأنه الرئيس الذي لا يملك رؤية، ويمكن للدولة الأمريكية العميقة التي تم اختراقها عبر 7 عقود أو يزيد من أنصار التيار الإسلاموي، وفي المقدمة من هؤلاء الإخوان المسلمين، أن تتلاعب به.

والمؤكد أن العداء لترامب مرده أنه رئيس من خارج الدائرة السلطوية الأمريكية الفاسدة من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وهو غير خاضع لضغوطات المؤسسات الحزبية، كما أنه متحلل من تبرعات أصحاب رؤوس الأموال في دولة باتت الديمقراطية فيها تباع على الأرصفة كما يقال.

أضف إلى ذلك أن ترامب، وحتى قبل أن يدخل البيت الأبيض، كان من أشد الأعداء لجماعات الإسلام السياسي، ومواقفه منهم معروفة، وكذلك من الأصولية الإيرانية المقيتة، والملالي أبناء عمومة للإخوان في كل الأحوال، ولولا الحضور الإخواني في مؤسسات ودواليب إدارات أمريكية سابقة، لاعتبر ترامب جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية منذ وقت طويل.

بداية الاختراق الإخواني

يضيق المسطح المتاح للكتابة عن التأصيل لفكرة الاختراق الإخواني الإسلاموي للولايات المتحدة الأمريكية، غير أنه وباختصار غير مخل يمكن الإشارة إلى أن المواجهة الأمريكية للاتحاد السوفيتي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، قد وفرت غطاء عملياتياً للإسلامويين للحضور والحركة في الداخل الأمريكي، ولبدء مسيرة تأصيل حضور عبر البيزنس وداخل المؤسسات الأكاديمية، وعبر كافة مناحي الحياة.

كان اللقاء الأول في البيت الأبيض بين إيزنهاور وسعيد رمضان صهر حسن البنا، وفي إطار خطة ما عرف وقتها بـ«لاهوت الاحتواء» وهي نظرية الأخوين دالاس، جون فوستر دالاس، والآن فوستر دالاس، ولأنهما كانا أبناء قس بروتستانتي فقد استلهما فكرة محاصرة الشيوعية بهلال إسلاموي متشدد، وهي قصة تحتاج إلى حديث قائم بذاته.

كان اللقاء هو المرحلة الأولى التأسيسية إن جاز التعبير، تلتها مرحلتان أخريان لا تقلان ضرراً عما سبق، أما المرحلة الثانية فقد كان عرابها مستشار الأمن القومي الأمريكي زبيجينو بريجنسكي، والذي أسس لفكرة التعاون المثلث الأضلاع لمواجهة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، عبر أسلحة وتدريب أمريكي، وأموال عربية، وشباب مسلم شرق أوسطي، ومن هنا ولدت ظاهرة المجاهدين العرب، التي ما انفكت تتحول إلى الأفغان العرب، وصولاً إلى القاعدة.

أما المرحلة الثالثة من مراحل تلك العلاقة فقد تجلت خلال سنوت إدارتي الرئيس باراك أوباما المتهم بدعمه غير المشروط بصورة أو بأخرى لانقلابات الربيع العربي التي لعب فيها الأصوليون الإسلامويون الدور الكبير.

خلال تلك العقود السبعة من علاقة أمريكا بالإخوان، المظلة الكبرى لكل جماعات الإسلام السياسي، ارتحل إلى الولايات المتحدة وتحت غطاءات اللجوء السياسي والديني، وبذرائع انتهاك حقوقهم كبشر، الكثيرون من الكوادر ذات التعليم العالي من أساتذة الجامعات والمفكرين، لا سيما في ستينات القرن الماضي وبعد صداماتهم مع عبدالناصر في مصر.

من الستينات والسبعينات إلى الآن تجذر حضور هؤلاء في كبريات المواقع البحثية الفكرية، الإدارية والإعلامية، بل وباتوا كأنهم أصحاب خريطة استشارية في جسم وعقل أمريكا، أي إنهم لم يظهروا فجأة.

مؤيدون في الخارجية والخزانة

لماذا يخشى هؤلاء من ترامب ويدعمون بايدن أو أي مرشح ديمقراطي آخر؟

باختصار غير مخل لأنه الرجل الذي يمكن في ولايته الثانية تصنيف الإخوان على أنهم «جماعة إرهابية»، وهذا ما أشار إليه وزير الخارجية بومبيو أوائل العام الجاري.

من يقف في مواجهة ترامب من الدولة الأمريكية العميقة؟

أتباع الإخوان في وزارتي الخارجية والخزانة لارتباطات تحتية عميقة تفضح بعضاً من سياسات أمريكا، والعهدة هنا على الراوي السناتور تيد كروز صاحب مشروع القرار المقدم للكونغرس لضم الإخوان إلى قائمة الإرهاب العالمي.

بايدن طريق الإخوان والإسلامويين إلى أمريكا موالية لهم.. كيف يمكن قطع الطريق عليهم؟..

عن "الرؤية" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية