سقوط "الإخوان" عربياً

سقوط "الإخوان" عربياً


01/08/2021

سالم حميد

أثبتت جماعة «الإخوان» في كل مكان فشلها وعدم قدرتها على قيادة الدول، أو حتى على أن تكون مشارٍكةً في العملية السياسية أو شريكة في السلطة، وذلك لافتقارها للأجندة الوطنية والانتماء الحقيقي لأي بلد. لذا فإنك تجد هذه الجماعة، حتى لو كانت في مقاعد متقدمة في السلطة، تسعى إلى تنفيذ أجندات غير وطنية، ولها تبعيات خارجية، وتحصل على تمويلات مشبوهة من الخارج تساعدها في تحقيق تلك الأجندات.

وفي تونس سقط «الإخوان» بعد محاولاتهم المتكررة لإقصاء محيطهم السياسي من أي تيار وطني، وسعيهم لأن يكون لهم الصوت الوحيد، وهذا ديدن كل إخواني، أي العمل على إلغاء الآخر وسلبه حقه في التعبير.

وقد حاولت جماعة راشد الغنوشي، رئيس مجلس النواب، ضرب الديمقراطية التونسية وشل عمل مؤسسات الدولة، وهذا ما كان واضحاً في أداء الحكومة ومؤسساتها الضعيف للغاية. فخلال المرحلة الماضية لم يتم تحقيق مطالب الشعب التونسي وطموحاته، وتمت عرقلة أي جهود للرئيس قيس سعيد في المضي بتونس نحو بر الأمان، فما كان من سعيد إلا أن استخدم حقه الدستوري وفق المادة 80 في تدابير استثنائية لإنقاذ البلاد من الفساد والتخبط على كل الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ومؤخراً الصحية.

فمع انتشار وباء كورونا في تونس، ظهر للعلن حجم التقصير الكبير وانهيار المنظومة الصحية بسبب الفساد وشلل مؤسسات الدولة جراء عرقلة «الإخوان» لأي قرار يسعى لانتشال تونس مما هي فيه. الملف الذي فتحه الرئيس التونسي يظهِر الكثير من فضائح «الإخوان»، وهو ملف الفساد والتمويل الخارجي، حيث تحدث الرئيس عما يقارب الـ5 مليارات دولار تمت سرقتها و460 شخصية شاركت في نهب البلاد.

فحركة النهضة الإخوانية استغلت الشعب التونسي ووسعت نشاطها الداخلي عبر شخصيات تابعة لها، وتحصلت على دعم خارجي فيما يعرف بالأموال المشبوهة التي دخلت البلاد لدعم أنشطة الجماعة ولتكون تابعة لتلك الجهات التي تمدها بالأموال، وقد ساعدت هذه التمويلات «النهضة» في انتخابات 2019 ودعمت وصولها للسلطة. أيضاً من المفترض ملاحقة الجماعة فيما يتعلق بنشاط جهازها السري وحملة الاغتيالات التي طالت شخصيات تونسية بارزة على مدار السنوات الماضية بهدف إسكات كل مَن يعارض التواجد الإخواني ويسعى لكشف الحقائق.

يأمل الشارع التونسي الذي خرج للاحتفال بقرارات سعيّد بأن تطوى صفحة «الإخوان» بعد تعريّتهم وكشف حقيقة توجهاتهم في تونس، إذ كشفت الفترة التي تسلموا خلالها السلطة وشاركوا في العملية السياسية، عن فشلهم وعدم قدرتهم على تحقيق مطالب التونسيين. وهذه الحالة تذكّرنا بما حصل في مصر عندما تسلّم «الإخوان» السلطةَ، فما كان منهم إلا إقصاء باقي أطراف العملية السياسية والعمل بشكل محموم على تعيين «الإخوان» في كل مفاصل الدولة، في محاولة لأخونة الدولة المصرية، ونشر الفساد والمحسوبية، ونهب مقدرات مصر.. فجماعة «الإخوان»، كما ذكرنا، لا تتمتع بالحس الوطني وأجندتها فصائلية بحتة، أي أن الإخواني يعمل لصالح جماعته في أي بلد، لكنه لا يعمل لصالح وطنه.

كل تلك المحاولات البائسة في مصر أدت إلى خروج الشارع المصري بأكمله ليعلن نهاية الحقبة الإخوانية اللاهثة وراء السلطة والمكاسب. ليس في تونس ومصر فحسب، بل في كل بلدان العربية، أثبتت جماعة «الإخوان» فشلها، وكان وصولها إلى السلطة محرقةً حقيقية لطموحاتها، حيث يكمن الخلل في تركيبة التنظيم «الإخواني» وعقيدته السياسية القائمة على الولاء للمرشد ولفكره، وعدم تمتعهم بحس وطني صادق.. لذلك سقط وسيسقط «الإخوان» في كل مكان.

فالشعوب العربية تتمتع بالمقدرة على كشف الجماعات المارقة التي تستغل الشعارات الرنانة فيما تعمل ضد أوطانها ومصلحتهم الحقيقية.

عن "الاتحاد" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية