شرق سوريا وفق النموذج التركي: تشيّع ومُرتزقة وأسماء فارسية

شرق سوريا وفق النموذج التركي: تشيّع ومُرتزقة وأسماء فارسية


14/10/2020

تتواصل في الجنوب السوري ومنطقة غرب الفرات شمال البلاد، عمليات التجنيد لصالح القوات الإيرانية وحزب الله اللبناني، وذلك عبر عرّابين تابعين لطهران مقابل سخاء مادي، على نمط ما تقوم به أنقرة من تجنيد لفصائل سورية مرتزقة تابعة لها أيضاً، فيما تتواصل في ذات الوقت عمليات التتريك الواسعة التي تشهدها مناطق الشمال السوري، والهدف واحد هو الاستمرار باحتلال المناطق السورية، حيث إيران تواصل التغيير الديموغرافي على الحدود السورية - العراقية، وتركيا تغيّر ديموغرافياً على الحدود السورية- التركية.

وفي هذا الصدد، اعتبر رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ تغيير أسماء الشوارع في مدينة الميادين السورية شرق البلاد يأتي ضمن ترسيخ عملية التغيير الديموغرافي التي بدأت بشكل واضح باتفاقيات البلدات الأربعة "مضايا- الزبداني- كفريا- الفوعة" أي الاتفاق الإيراني التركي للتغيير الديموغرافي.

وكشف عن تغيير اسم شارع "أنس بن مالك" إلى شارع "الخميني" وتغيير اسم شارع "الجيش" إلى شارع "الإمام العباس" في مدينة الميادين التي هي من أهم مدن محافظة دير الزور، مُتسائلاً "هل انتهينا من داعش ليأتينا التغيير الفارسي الذي يريد أن يُصبغ الصبغة الطائفية على تلك المنطقة؟ وما علاقة اللغة الفارسية بتلك المنطقة العربية؟"

كما اعتبر أنّ وضع اسم "قاسم سليماني" على أحد الشوارع في مدينة الميادين هو تحدٍّ للولايات المتحدة الأميركية التي لديها قواعد عسكرية على بعد بضعة كيلو مترات من هذه المدينة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

والمنطقة الواقعة ما بين الميادين والبوكمال خاضعة بشكل كامل للنفوذ الإيراني، حيث تُريد إيران توجيه رسائل إلى المجتمع الدولي بأنه ورغم كل الضغوطات الدولية للانسحاب من سورية إلا أنها مصرة على القول إنّ هذه المنطقة الواقعة شرق سورية، وتحديداً طريق طهران - بيروت الذي يمرّ من تلك المنطقة، هو خاضع للسيطرة الإيرانية.

على صعيدٍ آخر، تواصل إيران اللعب على الوتر الديني والمذهبي عبر استمرار عمليات التشيُّع، وذلك في سرايا العرين التابع للواء 313 الواقع في شمال درعا، بالإضافة لمراكز في منطقة اللجاة ومناطق أخرى بريف درعا وخان أرنبة ومدينة البعث بريف القنيطرة على مقربة من الحدود مع الجولان السوري المحتل، بالإضافة لمدينة الميادين وباديتها وضواحيها ومنطقة البوكمال وغيرها بريف دير الزور غرب نهر الفرات.

صحيفة "العرب" اللندنية واسعة الانتشار، وفي تقرير لها اليوم، قالت إنّ إيران تلعب دورا مهما للغاية في إحداث عملية التغيير الديموغرافي داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد عبر استغلال الظروف المعيشية القاهرة لسكان تلك المناطق وتحديدا شرق البلاد، في محاولة لتغيير ملامح الدولة وشكلها، في ظل الدعم المالي، الذي ترسله طهران لحليفها في دمشق.

ويؤكّد الخبراء السياسيون أن إيران هي التي تُسير التشيع وفق غاياتها السياسية، وذلك عكس ما تسوقه في تبريراتها للتدخل في شؤون الدول بأنه يأتي لحماية المزارات المقدّسة والأقليات الشيعية، غير أن الأمر تجاوز ذلك الحدّ في سوريا، التي تعيش في فوضى لا حدود لها.

وتعد إيران الحليف الإقليمي الرئيسي لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع في العام 2011 دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا. وقد بادرت طهران في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط بشكل خاص، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه.

ولذلك، ومن هذا المنطلق لا يستغرب المتابعون أن تقدم إيران على فعل كل شيء من أجل ترسيخ أقدامها في سوريا خاصة وأنها أبرمت في يوليو الماضي، اتفاقا عسكريا مع نظام الأسد، هو الثاني في غضون عامين، يستهدف تعزيز قدرات الدفاعات الجوية للقوات السورية، فيما بدا ردا من طهران على الضغوط السياسية والعسكرية، التي تتعرض لها لسحب قواتها والميليشيات الموالية لها من سوريا.

عن "أحوال" تركية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية