شهادات مروعة من الإيغور عن التعذيب والابتزاز... ما الجديد؟

شهادات مروعة من الإيغور عن التعذيب والابتزاز... ما الجديد؟


28/07/2021

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" شهادات مروعة لنشطاء إيغور قالوا إنّ أقاربهم تعرضوا للتعذيب والقتل والاعتقال لأعوام طويلة بسبب نشاطاتهم الحقوقية وفضحهم انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها بكين بحق سكان إقليم شينغيانغ، غربي البلاد.

وتُتهم الصين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في حق الإيغور، وجرائم إبادة وتطهير عرقي.

ومن بين القصص المؤلمة، تلك التي يرويها الناشط الإيغوري عبد الولي أيوب، الذي قتلت ابنة شقيقه داخل إحدى المعتقلات عقاباً له على نشاطه الحقوقي الذي يمارسه بمنفاه في النرويج.

وكان آخر ضحايا عائلته ابنة شقيقه عالمة الزارعة ميهرياي إركين التي قضت في ظروف غامضة داخل أحد السجون بشينغيانغ، وقد ادعت السلطات أنّ وفاتها كانت ناجمة عن مرض أصابها، بحسب ما نقله موقع الحرة.

وبحسب أيوب، فإنّ ابنة أخيه كانت تطمح بعد انتهاء دراستها لخدمة المزارعين الفقراء من أبناء منطقتها من خلال علمها واختصاصها في مجال علوم الزراعة والفلاحة.

وأوضح أيوب أنّ ابنة أخيه كانت آخر فرد في عائلته تقع ضحية لقمع السلطات، فقد سبق ذلك اعتقال شقيقه، مشيراً إلى أنّ الـ3 تمّ استهدافهم بسبب جهوده في إلقاء الضوء على محنة الإيغور.

 ناشط من الإيغور: الناس لا يعانون هناك فقط من التقييد وتغيير عقائدهم، بل يجري تعذيبهم وقتلهم أيضاً... والحكومة الصينية تستخدم أساليب التهديد بقتل أقاربنا حتى نصمت ونفقد الأمل

وقال أيوب: "الناس لا يعانون هناك فقط من التقييد وتغيير عقائدهم وثقافاتهم فحسب، بل يجري تعذيبهم وقتلهم أيضاً... والحكومة الصينية تستخدم أساليب التهديد بقتل أقاربنا حتى نصمت ونفقد الأمل". 

وأشار أيوب إلى أنّ أخاه إركين كان مسؤولاً محلياً في الحزب الشيوعي، وقد أخبر ابنته في العام 2016 أنّ هناك حملة قمع ويخشى أن يكون أحد ضحاياها.

وقد ابتكر الأب طريقة لكي يطمئن ابنته التي كانت متواجدة في طوكيو على سلامته عبر إرسال أيقونة "إيموجي" لوجه مبتسم كل صباح عبر تطبيق "وي تشات".

ولكن في أحد الأيام لم يصل للابنة ذاك "الوجه المبتسم"، لتتصل بوالدتها التي أخبرتها أنّ والدها قد جرى اقتياده إلى أحد معسكرات الاعتقال التي تضم مئات آلاف السجناء من الإيغور، ومنذ ذلك الحين كانت الابنة ميهرياي تبكي كل يوم، وفقاً لشهادة إحدى صديقاتها في العاصمة اليابانية.

وأوضحت تلك الصديقة أنّ ميهرياي كانت قلقة جداً على والدها، وخسرت الكثير من وزنها، وأنها بدأت تتلقى رسائل صارمة من والدتها، بضغط من السلطات الصينية، حتى تخبر عمها بالتوقف عن نشاطه الحقوقي أو أن تعود هي إلى البلاد.

وبالفعل وبعد نحو عامين من اعتقال والدها، قررت ميهرياي العودة إلى الصين في حزيران (يونيو) 2019، لتخبر صديقتها  من المطار أنها ترغب في العثور على والدها حتى لو كان الثمن حياتها. 

ويعتقد أيوب أنّ السلطات قد اعتقلت ميهرياي في شباط (فبراير) 2020 للانتقام منه بعد أن ساعد وسائل الإعلام الدولية على الإبلاغ عن وثيقة حكومية مسربة توضح كيفية تعقب الإيغور واختيارهم للاحتجاز.

وأكد أنّ عائلة السيدة إركين تسلمت جثمانها، لكنّ مسؤولي الأمن طلبوا منهم عدم استقبال ضيوف في جنازتها وإخبار الآخرين بأنها توفيت في المنزل.

في بيان لصحيفة "نيويورك تايمز"، قالت حكومة شينغيانغ: إنّ ميهرياي عادت من الخارج في حزيران (يونيو) 2019 لتلقي العلاج الطبي، وفي 19 كانون الأول (ديسمبر) توفيت في مستشفى في كاشغر بسبب فشل في الأعضاء نتيجة فقر الدم الحاد.

وقالت الحكومة في بيانها إنه منذ أن ذهبت إلى المستشفى حتى وفاتها كان عمها وشقيقها الأصغر يعتنيان بها دائماً.

قبل عودتها إلى الصين، بدا  أنّ ميهرياي قد أدركت أنّ عودتها يمكن أن تنتهي بشكل مأساوي.

وكتبت في رسائل نصية إلى عمها عندما حاول ثنيها عن العودة إلى المنزل: "كلنا نغادر وحدنا، الأشياء الوحيدة التي يمكن أن تصاحبنا هي حب الله وابتسامتنا".

وفي إحدى الرسائل اعترفت "أنا خائفة جداً"، مضيفة "آمل أن أقتل برصاصة واحدة"، في إشارة إلى خوفها من التعرض لعمليات تعذيب مروعة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية