فشل مفاوضات سد النهضة... ومصر ترد على إثيوبيا

فشل مفاوضات سد النهضة... ومصر ترد على إثيوبيا


07/04/2021

يستمر الخلاف بين مصر والسودان وبين إثيوبيا حول سد النهضة، ما يوحي بأنّ هذه الأزمة ربما لن تجد طريقها إلى الحل قريباً.

وتتمسك مصر والسودان بالدعوة لتوسيع الوساطة لتشمل أمريكا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي برئاسة الاتحاد الأفريقي، الأمر الذي ترفضه إثيوبيا، داعية لاختيار مراقبين حسب المسارات التفاوضية بوساطة الدول الـ3، وهو ما تسبب في فشل المفاوضات الحالية المنعقدة في كينشاسا، عاصمة الكونغو الديمقراطية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وكانت الدول الـ3 مصر والسودان وإثيوبيا قد استأنفت المفاوضات قبل يومين بحضور سفير الولايات المتحدة مايكل هامر، على أمل كسر الجمود الحالي وتحقيق تقدّم، لكنّ ذلك لم يحصل، حسب بيان أصدرته الخارجية المصرية أمس.

 

شكري يردّ على البيان الصادر من الخارجية الإثيوبية بشأن فشل المفاوضات في كينشاسا

وفي بيان منفصل، قال وزير الخارجية المصرية سامح شكري: إنّ مصر لم تتلقَّ أي دعوة من جانب رئاسة الاتحاد الأفريقي لعقد جولة مفاوضات جديدة بشأن سد النهضة بعد فشل جولة المفاوضات في العاصمة الكونغولية كينشاسا، مشيراً إلى أنّ البيان الصادر بعد جولة المفاوضات لم يتضمن أي دعوة جديدة لعقد جولة من المفاوضات.

وأكدت الخارجية المصرية أنّ إثيوبيا رفضت كذلك خلال الاجتماع كافة المقترحات والبدائل الأخرى، التي طرحتها مصر وأيدها السودان، من أجل تطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط بنشاط في المباحثات، والمشاركة في تسيير المفاوضات، وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية، وذلك حسب الدبلوماسي المصري.

وأضاف شكري، في مداخلة هاتفية مع برنامج على قناة "سي بي سي" المصرية: إنّ مصر تتعامل بانفتاح مع جهود رئاسة الاتحاد الأفريقي، ونعمل في إطار التكليف الوارد في المسار الأفريقي، ولكن حتى الآن ليس لدينا علم بأي مواعيد متفق عليها.

وردّاً على البيان الصادر من الخارجية الإثيوبية بشأن فشل جولة المفاوضات في كينشاسا قال شكري: إنّ أيّاً ممّا تضمنه البيان، هو كذب كامل ولا يمتّ إلى حقيقة الأمر بصلة، وكل مشاهد ومراقب لمسار المفاوضات والأوراق التي صدرت عنها يستطيع أن يرى بشكل واضح إلى أي مدى كان الموقف المصري والسوداني مرناً وراغباً في استئناف المفاوضات بدون أي شروط، لكن لم يحدث ذلك نظراً للرفض المستمر ومحاولات الالتفاف على كل طرح.

شكري: إنّ أياً ممّا تضمنه بيان إثيوبيا هو كذب كامل ولا يمتّ إلى حقيقة الأمر بصلة، ومصر لم تتلقّ أي دعوة لمفاوضات جديدة

وأضاف شكري: "بعد 10 أعوام من المفاوضات التي لم تأتِ بنتيجة، كان الهدف الإثيوبي هو المراوغة، في العام الماضي شهدنا الملء الأحادي من جهة إثيوبيا، وما تعتزم أن تقوم به مرة أخرى حيث تحاول فرض إرادتها على دولتي المصب وعدم المبالاة بالأضرار الواقعة على الملايين من المواطنين السودانيين والمصريين."

وأضاف شكري: "سوف نعمل مع شركائنا، وسوف نعمل ومنظمات المجتمع الدولي ونبرز المخاطر المرتبطة، وسوف نطالب المجتمع الدولي والفاعلين بالاضطلاع بمسؤوليتهم في حفظ السلم والأمن على المستوى الإقليمي والدولي، إلى جانب ذلك يحقّ لكل من مصر والسودان اتخاذ إجراءاتهما بقدراتهما التي سوف تدافع عن حقوقهما المائية".

وكان مسؤولون مصريون قد وصفوا المفاوضات الحالية بأنها "الفرصة الأخيرة"، كما جاء على لسان وزير الخارجية المصري سامح شكري، وقبلها شدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أنّ مياه النيل "خط أحمر"، وأنّ المساس به سيكون له تأثير على استقرار المنطقة بكاملها. وأمام هذا المعطيات يُطرح التساؤل أمام الخيارات المتاحة أمام مصر والسودان للتعامل مع تداعيات أزمة سد النهضة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية