في أيّ سياق تأتي القمة الثلاثية بين الإمارات والأردن والبحرين؟

في أيّ سياق تأتي القمة الثلاثية بين الإمارات والأردن والبحرين؟


18/11/2020

تعكس القمة الثلاثية التي تستضيفها اليوم الأربعاء العاصمة الإماراتية أبو ظبي-بين ولي عهدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكلٍ من العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة- الرغبة الجماعية المشتركة بين البلدان الثلاثة لتوثيق تنسيقها المشترك، والتعاون على دعم مصالحها ومواجهة التحديات، في ظل بيئة إقليمية متقلبة، وتشهد العديد من التحولات المهمة.

ومن المقرر أن تناقش القمة، بحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، عدداً من الأحداث والتطورات على الساحتين؛ الإقليمية والدولية وتداعياتها وتبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

موقف الأردن واضح وثابت في دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها على أراضيها كافة

وكانت قوات أردنية، توجّهت أول من أمس، إلى مصر، للمشاركة في التمرين العسكري المشترك "سيف العرب"، الذي تشارك فيه 4 دول عربية (الأردن، البحرين، مصر، الإمارات). ويهدف هذا التمرين، الذي يستمر من 15 إلى 27 الشهر الجاري، إلى تطوير العمل بين الدول المشاركة، وخلق بيئة عمليات مشتركة لمواجهة التحديات في الإقليم والمنطقة. ومن المقرر كذلك قيام القوات البرية بتدريبات على عمليات خاصة، بالإضافة إلى تعزيز الأمن البحري، وتنفيذ مختلف الرمايات البحرية والجوية، والقفز الحر وتأمين حماية المياه الاقليمية، بحسب ما أوردت صحيفة "الغد" الأردنية.

تمتين محور الاستقرار والاعتدال

ولطالما شكّل الأردن ومصر والإمارات والبحرين والسعودية والكويت والمغرب، بشكل خاص، محوراً للاستقرار والاعتدال في العالم العربي. وقد دعت مصر قبل أيام أمير الكويت الجديد، الشيخ نواف الأحمد الصباح، لزيارتها.

ويمكن للمراقب ملاحظة تزايد مواقف الدعم المتبادلة بين هذه البلدان، في الأشهر الأخيرة، بشأن مجموعة من القضايا والملفات الوطنية والإقليمية، ما يعكس تقارب الرؤى في تقدير المصالح والمهددات، وبالتالي تمتين العلاقات الإستراتيجية والتعاون الوثيق في ما بينها.

 

تراهن العواصم الأربعة على أنّ علاقتها الرسمية مع إسرائيل سيجعلها في موقف قوة أمام إدارة بايدن لتشجيعها على اتخاذ مواقف عادلة، تنصف الفلسطينيين

 

وفي سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى دول الخليج العربية، افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة، هذا الشهر قنصلية عامة لها بمدينة العيون المغربية، أكبر مدن الصحراء. وفي موقف مساند، أكدت الخارجية الأردنية في الرابع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري وقوف الأردن الكامل مع المملكة المغربية في "كل ما تتخذه من خطوات لحماية مصالحها الوطنية ووحدة أراضيها وأمنها".
وأكدت الوزارة، في بيان صحافي، دعمها للخطوات التي أمر بها العاهل المغربي الملك محمد السادس لإعادة الأمن والأمان في المنطقة العازلة للكركرات على الحدود بين المغرب وموريتانيا ولضمان أمن المواطنين وانسياب الحركة المرورية والتجارية. ودان الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، السفير ضيف الله علي الفايز، التوغل اللاشرعي داخل الكركرات، والذي يشكل خرقاً للاتفاقيات الموقعة ويدفع باتجاه تهديد الأمن والاستقرار، وفقاً لما ذكرت "وكالة الأنباء الألمانية".

وشدد الفايز على "موقف الأردن الواضح والثابت في دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها على أراضيها كافة، ودعم جهود التوصل لحل سياسي لمشكلة الصحراء المغربية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة الحكم الذاتي التي أطلقتها المملكة المغربية".

من جانبها، أعربت الخارجية السعودية، في الرابع عشر من الجاري، عن "تأييد حكومة المملكة للإجراءات التي اتخذها المغرب الشقيق لإرساء حرية التنقل المدني والتجاري في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية". كذلك استنكرت الخارجية السعودية "أي ممارسات تهدد حركة المرور في هذا المعبر الحيوي الرابط بين المغرب وموريتانيا"، داعية إلى "ضبط النفس وعدم التصعيد امتثالاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة"، حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس".

اقرأ أيضاً: إطلاق المؤشر العربي للاقتصاد الرقمي 2020.. والإمارات تتصدره

وفي أعقاب الاجتماع الثلاثي بين مصر والأردن والعراق في 13 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في القاهرة، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: "إنّ الأمن المائي جزء من الأمن العربي، والأردن يقف إلى جانب مصر في جميع خطواتها تجاه سد النهضة الإثيوبي". وأضاف: "اتخذت مصر موقفاً عقلانياً يهدف إلى حل توافقي لسد النهضة يحفظ حقوق جميع الأطراف ويستند إلى القانون الدولي". ويقول تحليل نشره موقع "المونيتور" الأمريكي إن مصر تعتمد على الدعم العربي في مفاوضات سد النهضة؛ فخلال اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية في 4 آذار (مارس) الماضي ، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري جامعة الدول العربية إلى دعم مصر.

دعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني

وتأتي مشاركة العاهل البحريني في القمة الثلاثية في اليوم نفسه الذي يتوجه فيه وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، إلى إسرائيل؛ في أول زيارة لوفد رسمي من المنامة، حيث من المقرر أن يلتقي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي سيكون هناك أيضاً، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز" للأنباء.

وكان مسؤول فلسطيني كبير قال أمس الثلاثاء إنّ السلطة الوطنية الفلسطينية ستستأنف التنسيق (السياسية والأمنية والمدنية) مع إسرائيل؛ بعدما جرى تعليقه في أيار (مايو) الماضي؛ بسبب خطة إسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة. ومن شأن عودة التنسيق أن يُمكّن السلطة الفلسطينية من استلام العائدات الضريبية "أموال المقاصّة" من إسرائيل، التي توقفت السلطة عن استلامها منذ أيار (مايو) الماضي. وأفادت مراسلة "بي بي سي" في فلسطين، إيمان عريقات، أمس، بأنّ الخطوة الفلسطينية تعكس رغبة بفتح صفحة جديدة مع الإدارة الأمريكية المنتخبة الجديدة. وأكدت "بي بي سي" أنّ المبادرة جاءت من الطرف الفلسطيني، بعد تعهدات من الجانب الإسرائيلي بالالتزام بالاتفاقات مع الطرف الفلسطيني وتنفيذها.

 

تسعى الإمارات ومصر والأردن والبحرين إلى تنسيق مواقفهم ورؤاهم باتجاه الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات لصالح الشعب الفلسطيني

 

وتسعى الإمارات ومصر والأردن والبحرين، وهي دول تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، إلى تنسيق مواقفهم ورؤاهم باتجاه الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات لصالح الشعب الفلسطيني، وتقديم مقترحات مشتركة للإدارة الأمريكية المقبلة، برئاسة جو بايدن، بما يدعم حل الدولتين، ويوقف الاستيطان ومشاريع الضم، ويمهّد لعودة المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية؛ كخطوة على طريق الدفع باتجاه تثبيت الحقوق الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، كما تطالب القاهرة وعمّان وأبوظبي والمنامة.

وتراهن العواصم الأربعة على أنّ علاقتها الرسمية مع إسرائيل سيجعلها في موقف قوة أمام إدارة بايدن لتشجيعها على اتخاذ مواقف عادلة، تنصف الفلسطينيين، وتؤكد حقهم الوطني في تقرير مصيرهم، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: كيف ساهمت القوات المسلحة الإماراتية بالاستجابة لجائحة كورونا؟

وكان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، قد أكد أمس لدى لقائه في أبوظبي نيكولاي ملادينوف، منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، أهمية دفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وإحياء المفاوضات المباشرة بين الطرفين، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية