قرقاش: أشعر بالإهانة كمسلم من الرسوم الكاريكاتورية.. ولأردوغان "قصّة أخرى"

قرقاش: أشعر بالإهانة كمسلم من الرسوم الكاريكاتورية.. ولأردوغان "قصّة أخرى"


03/11/2020

عبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجيّة الدكتور أنور قرقاش عن شعوره بالإهانة كمسلم من بعض الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم محمد، عليه الصلاة والسلام، لكنه حذر من الاستخدام السياسي للأمر بما يضر بمصالح المسلمين.

وقال في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية، نشرتها أمس الإثنين: "كمسلم، أشعر بالإهانة من بعض الرسوم الكاريكاتورية.. لكن كإنسان مفكر أرى أنّ السياسة تحوم حول هذا الموضوع".

قرقاش: أردوغان ينشر أيديولوجية الإخوان المسلمين دولياً. إنها من ناحية أيديولوجيته الخاصة، ولكنها من ناحية أخرى أداة لكسب النفوذ

وأضاف قرقاش، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية، أنه يجب الاستماع بدقة إلى ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فعلاً في خطابه، "هو لا يريد أن ينعزل المسلمون في الغرب، وهو محقّ تماماً. يتعين إدماجهم في المجتمع بصورة أفضل. الدولة الفرنسية لديها الحق في البحث عن سبل لتحقيق ذلك: إيجاد مكان للمسلمين في المجتمع المدني الفرنسي، ووسائل لمكافحة الانعزال والتشدد".

أردوغان يريد أن يصبح زعيماً للإسلام السني، لذلك فإنه يفتعل هذا الأمر

لكن الوزير الإماراتي حذر من ترك مثل هذه القضايا لليمين المتطرف، سواء في الغرب أو داخل العالم الإسلامي، وقال قرقاش إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد أن يصبح زعيماً للإسلام السني، لذلك فإنه يفتعل هذا الأمر. لكن في الحقيقة، فإنّ هذا مشروع سياسي وليس دينياً"، مضيفاً أن الهدف الحقيقي للرئيس التركي هو توسيع نفوذ بلاده في العالم الإسلامي.

موازين القوى في الشرق الأوسط

ولفت قرقاش إلى أنّ موازين القوى في الشرق الأوسط حالياً آخذة في التحول، وقال: "أردوغان يريد استغلال هذا الوضع ليؤسس مجدداً الإمبراطورية العثمانية. إنه يمارس سياسة إمبريالية على غرار إيران، وهذه إحدى المخاطر الرئيسية في المنطقة".

اقرأ أيضاً: المسلمون.. بين إساءة ماكرون وانتهازية أردوغان

وكانت احتجاجات مناهضة لفرنسا قد اندلعت في دول عدة، بعد تصريحات لماكرون دافع فيها عن الحق في نشر رسوم كاريكاتوريّة مسيئة للنبي محمد، عليه الصلاة والسلام، باسم حرية التعبير.

وجاء موقف ماكرون ردّاً على مقتل مدرس فرنسي بقطع الرأس في 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2020 على يد متطرف شيشاني، بعدما عرض على تلاميذه رسوماً كاريكاتوريّة للنبي محمد، عليه السلام، في إطار حصّة دراسيّة عن حرية التعبير.

وطالب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أوروبا بالتصدي إلى مساعي تركيا نحو التوسع الإقليمي.

وقال قرقاش في مقابلته  مع الصحيفة الألمانية إنّ "(الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون أحد السياسيين الأوروبيين القلائل الذين يعارضون علناً التوسع الإقليمي لتركيا، أوروبا بحاجة إلى موقف موحد تجاه تركيا. حيثما يرى أردوغان ثغرات أو نقاط ضعف، فإنه يستغلها لصالح نفوذه. إذا تم وضع خطوط حمراء له، حينها سيكون مستعداً للتفاوض".

قرقاش: كمسلم أشعر بالإهانة من بعض الرسوم الكاريكاتورية.. لكن كإنسان مفكر أرى أنّ السياسة تحوم حول هذا الموضوع

وذكر قرقاش أنّ مشروع أردوغان الأيديولوجي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا التوسع، موضحاً أن هذا المشروع إسلاموي أيديولوجي، وقال: "أردوغان ينشر أيديولوجية الإخوان المسلمين دولياً. إنها من ناحية أيديولوجيته الخاصة، ولكنها من ناحية أخرى أداة لكسب النفوذ. لا يمكن فصل ذلك عن ذاك"، كما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن "دي فيلت".

وأشار قرقاش إلى المواقع التي تنشط فيها تركيا حالياً، حيث يقوم آلاف الجنود الأتراك بعمليات في شمال العراق ضد ميليشيا حزب العمال الكردستاني، وفي شمال سوريا توجد قوات تركية حالياً جنباً إلى جنب مع ميليشيات حليفة، وفي ليبيا تضمن الأسلحة التركية وميليشيات موالية لتركيا من سوريا بقاء حكومة الوفاق الوطنية برئاسة فايز السراج.

اقرأ أيضاً: أجندات انتخابية وراء إمعان أردوغان في استعداء ماكرون

وقال قرقاش: "تركيا تتوسع في كل مكان على حساب العرب... لذلك فإننا نعارض هذا الأمر. إذا كانوا يريدون إعادة تأسيس إمبراطوريتهم - فليتفضلوا، ولكن ليس عندنا".

ولي عهد أبوظبي: للرسول قدسية عظيمة و"العنف مرفوض"

وكان ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأول من الشهر الجاري علّق فيه على أحداث العنف التي شهدتها فرنسا في الآونة الأخيرة، ومن ضمنها ممارسات ضد مسلمين أبرياء، وقال الشيخ محمد إنّ "هذه الممارسات تتنافى مع تعاليم ومبادئ الأديان السماوية كافة؛ التي تحض على السلام والتسامح والمحبة وتؤكد قدسية النفس البشرية"، مشدداً على رفضه خطاب الكراهية الذي يسيء إلى العلاقة بين الشعوب ويؤذي مشاعر الملايين من البشر ويخدم أصحاب الأفكار المتطرفة، رافضاً بشكل قاطع أي تبرير للإجرام والعنف والإرهاب.

وأشار الشيخ محمد بن زايد إلى أنّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يمثل قدسية عظيمة لدى المسلمين، وربط هذا الموضوع بالعنف وتسييسه أمر مرفوض ... منوهاً بأنّ التعامل بين الشعوب يجب أن يكون من خلال تواصل الحضارات والثقافات والاحترام المتبادل. وأشاد بجذور التواصل التاريخي والحضاري المشترك بين فرنسا والعالم العربي.

اقرأ أيضاً: إلى متى سيظلّ أردوغان يهدّد بأطماعه العالم؟

وأعرب ولي عهد أبوظبي عن تقديره للتنوع الثقافي في فرنسا واحتضانها لمواطنيها المسلمين الذين يعيشون تحت مظلة القانون ودولة المؤسسات التي تخدم معتقداتهم وثقافاتهم ويمارسون فيها حقوقهم في هذا الإطار. وأكد أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة واضحة في منهجها، فهي دولة عربية مسلمة تتعايش مع العالم على أرضية التسامح والتعاون وحب الخير للآخرين.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية