قرقاش: قلقون من حرب باردة ونسعى لإدارة التنافس مع إيران وتركيا

قرقاش: قلقون من حرب باردة ونسعى لإدارة التنافس مع إيران وتركيا


04/10/2021

دقّ مسؤول كبير في دولة الإمارات العربية المتحدة ناقوس الخطر بشأن تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة، حيث وجّه أحد التحذيرات الإقليمية الصارخة حتى الآن بشأن المنافسة بين القوتين العظميين.

وقال المستشار الدبلوماسي الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش يوم السبت في مؤتمر في العاصمة أبو ظبي "نشعر جميعاً بقلق شديد من حرب باردة تلوح في الأفق". وأضاف: "هذه أخبار سيئة لنا جميعاً؛ لأن فكرة الاختيار مشكلة في النظام الدولي، وأعتقد أنّ هذا لن يكون رحلة سهلة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "بلومبيرغ".

...

وبحسب تقرير للوكالة، يختبر التنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين ولاءات دول الخليج الغنية بالنفط. وعلى الرغم من عقود من التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة، بما في ذلك من خلال استضافة القواعد العسكرية، فقد برزت الصين كثقل اقتصادي موازن لأمريكا، وهي الآن أكبر مشتر للنفط الخام من الخليج. وعلّق المسؤول الإماراتي على ذلك: "سيكون هذا تحدياً كبيراً لنا جميعاً... بالنسبة لنا في الإمارات العربية المتحدة، الولايات المتحدة هي شريكنا الإستراتيجي المهيمن، ولكن الصين هي الشريك الاقتصادي الأول أو الثاني - مع الهند".

وقال قرقاش: "ستظل الصين مهمة للغاية". وتابع: "في حين أنّ اتجاه أمريكا هو شيء يمكنك استخلاصه من قراءات ومؤتمرات ومناقشات مختلفة، أعتقد أنّ فهم اتجاه الصين أكثر غموضًا"، بحسب "بلومبيرغ".

وتطلب الولايات المتحدة من الإمارات إزالة معدات شركة Huawei الصينية من شبكاتها في غضون السنوات الأربع المقبلة - قبل أن يكون من المقرر الحصول على طائرات F-35 في عام 2026 أو 2027 - لكن المسؤولين الإماراتيين ردوا بأنهم سيحتاجون لفترة أطول بالإضافة إلى بديل بأسعار معقولة، وفق ما ذكرت "بلومبيرغ" في تقريرها.

قرقاش: إعادة دراسة تركيا في الفترة الأخيرة لسياساتها تجاه مصر وجماعة الإخوان المسلمين والسعودية وغيرها أمر مرحب به جداً

من جانب آخر، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن قرقاش قوله إنّ بلاده تحاول إدارة التنافس الدائر منذ فترة طويلة مع إيران وتركيا عن طريق الحوار؛ وذلك لتجنب أي مواجهات جديدة في المنطقة بينما تسعى للتركيز على اقتصادها في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19.

وذكر قرقاش يوم السبت في "مؤتمر السياسات العالمي" الذي أنهى أعماله في العاصمة أبوظبي أمس، أنّ هناك عدم تيقن بشأن مدى التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة ومخاوف من "حرب باردة وشيكة" بين واشنطن وبكين.

اختبار أفغانستان المقلق

ودول الخليج، التي تربطها علاقات اقتصادية وثيقة بالصين، تعتمد بكثافة كذلك على المظلة العسكرية الأمريكية وتراقب عن كثب المحادثات الجارية بين القوى العالمية وإيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بالإضافة إلى عودة حركة طالبان الإسلامية للحكم في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي من هناك.

...

وقال قرقاش "سنرى في الفترة المقبلة حقيقة ما سيحدث فيما يتعلق بالوجود الأمريكي في المنطقة. لا أعتقد أننا نعرف بعد، لكن أفغانستان كانت اختباراً بالتأكيد، وصراحة كان اختباراً مقلقاً للغاية"، بحسب "رويترز".

وأضاف المسؤول الإماراتي في مؤتمر السياسات العالمي: "جزء مما يتعين علينا القيام به هو إدارة منطقتنا بشكل أفضل. هناك فراغ وكلما كان هناك فراغ ظهرت مشكلات".

إيجابية تركيا وقلق إيران من الفراغ

وبحسب "رويترز"، فقد سعت دولة الإمارات لتهدئة التوتر بالتواصل مع إيران وتركيا، التي تحركت لمواجهة نفوذها في صراعات في ليبيا واليمن وفي أماكن أخرى في المنطقة.

تعتقد الإمارات والسعودية أنّ الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران كان معيباً لعدم تناوله برنامج إيران الصاروخي وشبكة وكلائها بالمنطقة

وتعتقد الإمارات والسعودية أنّ الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران كان معيباً لعدم تناوله برنامج إيران الصاروخي وشبكة وكلائها بالمنطقة. وتحركت الإمارات كذلك للتصدي للجماعات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها دول الخليج مصدر تهديد.

وقال قرقاش "إعادة دراسة تركيا في الفترة الأخيرة لسياساتها تجاه مصر وجماعة الإخوان المسلمين والسعودية وغيرها أمر مرحب به جداً. وأعتقد أن نأتي لمنتصف الطريق ونتواصل أمر بالغ الأهمية"، كما نقلت "رويترز".

وأضاف "الأتراك كانوا إيجابيين جداً بشأن ما نقوله لهم... لكن هل أنا واثق للغاية إزاء التواصل مع إيران؟ نعم. هل أنا واثق من أنّ إيران ستغير مسارها الإقليمي؟ يتعين علي القول إنني سأكون أكثر واقعية هنا، لكنني أراهن على أن إيران قلقة كذلك بشأن الفراغ والتصعيد".

وحسب تغريدته على "تويتر"، أشار قرقاش إلى أنّ "بناء جسور التواصل والثقة أدوات فاعلة ومثمرة، فيما الفراغ والتصعيد تحديات تواجه النظام الإقليمي".

ونبّه قرقاش، وفق "رويترز"، إلى أنّ جائحة فيروس كورونا وضعت الأولويات غير السياسية في الصدارة، وأنّ مبعث القلق الحقيقي الآن هو مواجهة تبعات الصراع بين الولايات المتحدة والصين.

وتابع "كلنا قلقون للغاية من حرب باردة وشيكة. هذه أنباء سيئة لنا جميعاً لأن فكرة الاختيار تمثل إشكالية في النظام الدولي".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية