"كورونا" ورمضان

"كورونا" ورمضان


27/03/2021

ابن الديرة

في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن مخاوفه من موجة ثالثة من إصابات فيروس كورونا، حملت حكومة الإمارات عبر إحاطتها الإعلامية، البشرى لكل من يقيم في ربوع هذا الوطن المعطاء، بإعلانين كان لكل منهما وقع السحر على أفراد المجتمع الذين يدينون لحكومتنا الرشيدة بأسمى آيات الشكر والعرفان، نظير الجهود الجبارة التي بذلتها لتجنيبهم قدر المستطاع، ويلات جائحة فيروس كورونا، التي تؤكد جميع المؤشرات أننا سنكون الدولة الأسرع عالمياً في التعافي من تبعاتها.

الإعلان الأول الذي طرب الجميع لسماعه، كان تحقيق الإمارات إنجازاً جديداً في مجال الحد من الجائحة، بوصول الحملة الوطنية للتطعيم إلى هدفها الذي أعلنت عنه مؤخراً وهو تطعيم 52.46% من الفئة المستهدفة من إجمالي سكان الدولة، فضلاً عن تقديم اللقاح لأكثر من 70.21% من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
هذا الإعلان يؤكد أن الفيروس الذي صال وجال طوال أكثر من سنة، حاصداً ضحاياه من أصحاب المناعة الضعيفة، بات يلفظ أنفاسه الأخيرة، وما هي إلا أشهر حتى نصل إلى المناعة الجماعية، ويصبح ما عشناه وما عايشناه من ألم، خلف ظهورنا، شريطة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم الجري خلف الأهواء الخاطئة التي كثيراً ما أعادتنا إلى المربع الأول في حربنا مع «كورونا».
لقد قدمت «دار زايد» نموذجاً رائداً في التعامل مع الأزمة. وتحقيق النسبة المستهدفة لتوفير اللقاح في مدة زمنية قياسية، يؤكد جاهزية الدولة العالية وقدرتها على إدارة الأزمات.
الإعلان الثاني الذي لم يختلف حسن وقْعه عند الجميع، كان قرار إقامة صلاة التراويح وفق الضوابط الاحترازية، والدعوة إلى تجنب تجمعات المجالس في ليالي رمضان، وتوزيع وتبادل الوجبات بين المنازل والأسر، والابتعاد عن الزيارات العائلية.
حالنا في رمضان الماضي لا يمكن أن يُنسى، وصورة المساجد والجوامع وهي خالية من المصلين لا تزال عالقة في الأذهان، والخوف من تكرار المشهد كان يتملّك الجميع، إلا أنه ولله الحمد، ينتظرنا أفضل أشهر العام وأكثرها بركة، لنعيش روحانياته وننعم بخيراته وأفضاله، شريطة التقيد بالإجراءات الاحترازية، حتى لا تنقلب فرحته إلى غم.
منذ بدء الجائحة، قدمت دولة الإمارات نموذجاً استثنائياً في التعامل الاستراتيجي مع الجائحة، حيث كانت من أوائل الدول في تقديم اللقاحات بأنواعها المختلفة لكافة سكانها من مواطنين ومقيمين، بتعليمات قيادة إنسانية تخطت برؤيتها وعطائها حدود الجغرافيا، وامتدت إلى مختلف أقطار العالم، فاستكمال مسيرة النجاح يتطلب الالتزام الذي يعتبر طوق نجاتنا في المرحلة المقبلة.

عن "الخليج" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية