لا شيء يقلق تركيا في ليبيا أكثر من مصالحها ومرتزقتها

لا شيء يقلق تركيا في ليبيا أكثر من مصالحها ومرتزقتها


11/12/2021

لا شك ان اي تغيير يمس مصالح تركيا ومرتزقتها لن ترتضي به ولهذا تجدها تشكك في جدوى الانتخابات المقبلة.

ليبيا التي نفذ اردوغان وسط خلافاتها وجدها دولة مجزأة طيلة عشر سنوات منذ الإطاحة بمعمر القذافي، ومقسمة إلى كيانين سياسيين.

في حين أن الجزء الغربي يخضع لسيطرة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، فإن الجانب الشرقي يخضع لسيطرة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود الجيش الوطني الليبي وخاض صراعا داميا مع حكومة طرابلس المدعومة من تركيا في حينه.

لفد كان وما يزال تورط قوى خارجية وميليشيات ومقاتلين أجانب وبما في ذلك تورط تركيا، والحرب الأهلية والصراع بين الأطراف المتحاربة، قد أبقى البلاد منقسمة سياسياً واقتصادياً، ومخترقة وهشة وهو ما تريده حكومة اردوغان وذلك حفاظا على مصالحها.

وفقًا للاتفاقية التي رعتها الأمم المتحدة والتي توصلت إليها الجماعات السياسية المتنافسة في البلاد في نوفمبر 2020، تستعد ليبيا حاليًا لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر.

ومع ذلك، تنظم تركيا ووسائل اعلامها الى فريق المشككين بجدية تلك الانتخابات ونتائجها وعدم إجرائها بشكل صحيح.

 ولن تنهي الحرب الأهلية. هناك الكثير من النقاشات والادعاءات حول أمن وسلامة الانتخابات.

بادئ ذي بدء، تسببت قائمة المرشحين بإثارة العديد من الأسئلة.

لم تسمح لجنة الانتخابات بحوالي عشرين متقدمًا للترشح للرئاسة، بسبب أنهم لا يستوفون المعايير المطلوبة.

لكن في المقابل أعلن العديد من الشخصيات للجدل مثل رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد محمد دبيبة، وسيف الإسلام القذافي (نجل معمر القذافي)، والجنرال خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، أنهم سيرشحون للرئاسة.

وتناقش السلطات القضائية على نطاق واسع ترشيح هؤلاء الأفراد وألغت محاكم مختلفة ترشيح بعض هذه الشخصيات وهنالك من تريد انقرة ان يشاركو في السباق الانتخابي وان يحققوا لها الفوز وعلى رأسهم وزير الداخلية فتحي باشاغا الموالي لتركيا.

انقرة لا تخفي قلقها من ظهور خليفة حفتر في السباق الانتخابي حيث يحاول حفت، الذي حاول السيطرة على البلاد من خلال الوسائل العسكرية وانهاء الميلشيات وذيول الاخوان، يحاول الآن إقامة نظام متماسك عبر الانتخابات.

الليبيون منقسمون كما هو الحال في ذروة الصراعات، التي تسببت بدمار هائل وادت الى مقتل الآلاف من الناس.

يحظى حفتر بدعم العديد من الجهات الخارجية ومنها دعم معظم القوى الغربية علاوة على ذلك، وبسبب علاقاته وثقله السياسي والعسكري يمكنه الحصول على الدعم من العديد من الأنظمة في المنطقة وذلك يقلق انقرة ايضا.

هناك الكثير من الأسئلة حول احتمالات ترشح وفوز حفتر.

خلال ذلك تحاول انقرة ان لا تكون هنالك فرصة لعدوها اللدود في الفوز وتراهن على عدم حصوله على اصوات كافية من الجزء الغربي من البلاد حيث يعيش غالبية الليبيين.

 ومع ذلك، وبدعم من أنصاره، سيظهر نفوذه والحسنات التي تترتب على انتخابه من اجل ليبيا قوية ومتماسكة فبعد أن أمرت المحكمة الابتدائية في مدينة الزاوية باستبعاد حفتر من الترشح للرئاسة، قدمت مجموعة كبيرة من المشرعين الليبيين، معظمهم موالون لحفتر، تفسيرات تنتقد عماد السايح ، رئيس مفوضية الانتخابات وبعض السلطات القضائية الأخرى المسؤولة عن تنفيذ الانتخابات بشبهة تزوير وشراء أصوات.

يبقى من غير الواضح ما إذا كانت الانتخابات ستُجرى أم لا ، وما إذا كانت نتائج الانتخابات ستقبل من قبل الأطراف المعنية أم لا.

ما لاتريد انقرة ان تجرى انتخابات قد تكون نتائجها ليست في صالحها ولا تثبت لها مصالحها.

تحتاج ليبيا الى  بناء السلام وبناء الثقة والمصالحة الحقيقية، من الصعب تحقيق تلك الاهداف في ظل الانقسام والتفتت. إضافة إلى ذلك، فإن وجود آلاف المقاتلين والمرتزقة والمليشيات الأجانب ومنهم يتبعون لأنقرة وترفض انسحابهم يشكل تهديدا مباشرا للانتخابات. سيكون من الصعب إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت سيطرة المقاتلين والميليشيات الأجنبية.

هنالك حلول وسط واطروحات عدة منها إذا بدأت الأطراف المتصارعة عملية حوار جاد وفعلي، فيمكن اختيار شخصية أقل إثارة للجدل نسبيًا، شخص محايد نسبيًا وليس غارقا  كثيرا من الاجندة السياسية، كرئيس تسوية.

بالطبع تريد انقرة مثل هذا الاحتمال بديلا عن الصعود المحتمل لحفتر او اي مرشح اخر لا يخدم مصالحها فوجود رئيس منتخب ضعيف افضل من لا شيء.

علاوة على ذلك، قد يكون لعملية التطبيع بين دول المنطقة المختلفة مثل تركيا والإمارات العربية المتحدة بعض التداعيات على الأزمة الليبية ونتائج الانتخابات.

ومع ذلك، أصبح هذا أقل احتمالًا بسبب التجارب السابقة لبعض السياسيين الليبيين، مثل عقيلة صالح، وأيضًا بسبب الدور العملياتي للجهات الفاعلة الخارجية. لم يتم تنفيذ العديد من الاتفاقات التي تم التوصل إليها حتى الآن، والأرجح أن نتيجة الانتخابات المقبلة لن يتم تنفيذها أيضًا.

إن اهتمام الأمم المتحدة المتزايد هي وبعض الجهات الدولية الفاعلة الأخرى بالعملية الانتخابية يجعل عدم الاستقرار أكثر احتمالا في نظر انقرة لاه لا يتيح لها مرونة وحرية التدخل المباشر في القرار الليبي.

 انقرة كان قد ازعجها مؤخرا انعقاد مؤتمر باريس حول ليبيا والذي تم تهميش المشاركة التركية فيه بل وطولبت انقرة بسحب مرتزقتها.

عن "أحوال" تركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية