"لبنان سيغرق كسفينة تيتانك".. استغاثة برلمانية لا تلقى صدى لدى الرئاسة

"لبنان سيغرق كسفينة تيتانك".. استغاثة برلمانية لا تلقى صدى لدى الرئاسة


30/03/2021

يتزايد المشهد اللبناني تعقيداً، إلى درجة جعلت رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري يطلق استغاثة لا تلقى أيّ صدى، فقد صدرت في أوج استمرار التصعيد بين الرئيس اللبناني ميشيل عون، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، في وقت ترتفع فيه أسعار المحروقات والخبز.

 

رئيس البرلمان: حسناً فعلت اللجان المشتركة بإعطاء سلفة الكهرباء، لأننا أمام تعتيم البلد نهائياً، وبين أن يقول الناس إنّ المجلس النيابي عتّم البلد أو أعطى السلفة، فالخيار الأول أكثر مرارة من الثاني

 

وقال بري، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز": لبنان سيغرق مثل سفينة تيتانيك إذا لم يتمكن من تشكيل حكومة، البلد كله في خطر إذا لم تتألف حكومة، وسنغرق كسفينة تيتانيك من دون استثناء".

جاء ذلك خلال جلسة برلمانية للموافقة على قرض بقيمة 200 مليون دولار يُخصص لصالح واردات الوقود اللازمة لتوليد الكهرباء، في وقت تشهد فيه المحروقات أزمة وارتفاعاً في الأسعار، فضلاً عن توقف محطة عن  العمل من 4 محطات كهرباء رئيسية في لبنان.

وشهدت أسعار المحروقات في لبنان ارتفاعاً صباح الإثنين، تراوحت بين 400 و500 ليرة لبنانية، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.

وعلق رئيس البرلمان: "حسناً فعلت اللجان المشتركة بإعطاء سلفة الكهرباء، لأننا أمام تعتيم البلد نهائياً، وبين أن يقول الناس إنّ المجلس النيابي عتّم البلد أو أعطى السلفة، فالخيار الأول أكثر مرارة من الثاني".

اقرأ أيضاً: لماذا لا يتحدثون في لبنان عن وجود "حزب الله" في سوريا؟

وفيما كان رئيس البرلمان اللبناني يحذر من عواقب تحجر المشهد السياسي، كان رئيس الجمهورية اللبناني يُصعّد ضد الحريري، في محاولة للتنصل من المسؤولية، وإلقاء اللوم كله على الحريري، وقد ردّ الآخر ردّاً مقتضباً عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلاً: الرسالة وصلت...لا داعي للرد... نسأل الله الرأفة باللبنانيين".

وقال الرئيس اللبناني في تصريحات صحفية، بحسب ما أورده موقع "النشرة": إنّ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري "نام ثم استفاق على مقاربة حكومية تنسف كلّ القواعد التي اعتدنا على اعتمادها في تشكيل الحكومات، وبالتالي؛ فإنّ المعالجة تكون ببساطة في أن يحترم تلك القواعد.

اقرأ أيضاً: لبنان المأزوم: السياسيون يناورون.. فمن ينقذ الوطن؟

وأضاف: هو يعرف أنني "محروق" من أجل تشكيل الحكومة، ولكنّ هذا لا يعني أنّ من حقه أن يستغلّ حرصي الشديد على تأليفها في أسرع وقت لكي يفرض عليّ تركيبة مناسبة له وليس للبلد. وأضاف عون: "للمرّة الألف، أؤكّد أنني لا أريد الثلث المعطّل، واتهام الحريري لي بأنني أسعى إليه هو باطل".

ويعود رئيس الجمهورية ليناقض نفسه؛ إذ يؤكد تمسّكه بتوسعة الحكومة لضمان تمثيل الطوائف، ويرفض تشكيل حكومة تكنوقراط، ويرفض أيضاً تسمية الحريري الوزراء في الكتلة المسيحية، حتى لو كانوا من قائمة أعدّها رئيس الجمهورية بنفسه.

يقول عون: الحريري أصبح أخيراً غريب الأطوار، وكأنني لا أعرفه، على الرغم من أنني كنت قد احتضنته وتعاملت معه كوالده، وعندما سألته: ماذا جرى لك؟ أجابني: لقد تغيّرت.

ورأى أنه "من غرائب الأمور أنّ الحريري يبرّر ما يفعله بحرصه على تشكيل حكومة اختصاصيين، فيما هو شخصياً لا علاقة له بالاختصاص؛ أي إنّه كرئيس مكلّف، يفتقر إلى المعيار الذي يشترطه في الوزراء، ومع ذلك تغاضينا عن هذا الخلل لتسهيل التشكيل، فكانت النتيجة أننا رضينا ولم يرضَ هو".

فيما كان رئيس البرلمان اللبناني يحذر من عواقب تحجر المشهد السياسي، كان رئيس الجمهورية اللبناني يُصعّد ضد الحريري، في محاولة للتنصل من المسؤولية، وإلقاء اللوم كله على الحريري

واستهجن عون إصرار الحريري على أن يكون عدد الوزراء 18، موضحاً أنّه عرض عليه تشكيل الحكومة من 20 أو 22 أو 24 وزيراً، "وبذلك نحمي التوازنات من دون أن يستحوذ أيّ فريق على الثلث المعطّل، إلّا أنّه رفض، وأبلغني بأنّه متمسّك بصيغة الـ18، ما يدعو إلى الاستغراب والارتياب".

وأضاف: "لم يحترم الحريري أيضاً الأصول في توزيع الحقائب على الطوائف، ومن المعروف أنّ هناك حقائب سيادية وخدماتية وعادية، لطالما كانت تُوزّع بطريقة دقيقة تراعي التوازنات، إلّا أنّه لم يراعِ هذا المبدأ، ولذلك اقترحت عليه جدولاً منهجياً، في إطار التعاون، وليس بغرض مصادرة صلاحياته، وقد أرفقته بورقة احترمتُ فيها اللياقات وأصول المخاطبة، فقد كتبتُ عليها: إنّ من المستحسن ملء الجدول، ولم أقل إنّه من المفروض أن يملأه".

وتابع عون: "على الرغم من كلّ التعقيدات، لم أفقد الأمل بعدُ في إمكان تشكيل حكومة برئاسة الحريري، شرط أن يعود إلى احترام بديهيات التأليف، وأنا من جهتي مقتنع بأنّه لا عداوات دائمة في السياسة، وأنّ المصلحة العامّة ينبغي أن تتغلّب في نهاية المطاف على الحسابات الشخصية، وعليه، فإنّ أبواب القصر مفتوحة أمام الرئيس المكلّف متى قرّر أن يحمل إليّ طرحاً واقعياً لنناقشه ونتفاهم عليه، وفق مقتضيات الدستور.

واستطرد: أمّا إذا كان يتعذّر عليه أن يفعل ذلك، فيجب أن يحتكم إلى ضميره ويبادر إلى الاعتذار الشجاع؛ لأنّ الوضع لا يتحمّل النكايات العبثية أو العناد الشخصي؛ لأنّ مصير الوطن ومستقبل اللبنانيين على المحك، الأمر الذي يستوجب الإحساس بأعلى درجات المسؤولية".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية