لجنة تحقيق تدعو إلى منع القرضاوي من دخول فرنسا

لجنة تحقيق تدعو إلى منع القرضاوي من دخول فرنسا


13/08/2020

ترجمة: محمد الدخاخني

في وقت تقدَّم فيه توصيات للحدّ من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين، دعت لجنة تحقيق فرنسية إلى منع المنظّر الأيديولوجي الإخواني البارز، يوسف القرضاوي، وأنصاره من دخول الأراضي فرنسا.

التوصيات الـ 44 الواردة في تقرير الردكلة الإسلاموية، المقدَّم إلى مجلس الشيوخ الفرنسي، تعاطت مع إستراتيجية الإخوان المسلمين للتسلل من أجل السيطرة على منظمات وجاليات، وحتى مؤسّسات، تموّلها الدولة، مثل المدارس.

وزير التعليم الفرنسي: شهد عام 2010 زيادة حادة في عدد طلبات فتح مدارس خارج النظام. يجب أن نظلّ يقظين جداً بشأن جودة التعليم ومخاطر الردكلة الإسلاموية أو الانحراف الطائفي

ولم يكن الإسلام، ثاني أكبر معتقد ديني في فرنسا، هو موضوع التقرير؛ فقد أصرّ الأخير على تمييز أيديولوجيا "الإسلاموية"، باعتبارها التحدي الرئيس.

وجاء في التقرير؛ أنّ "الردكلة الإسلاموية يدفعها بشكل خاص مشروع سياسي، هو "الإسلاموية"، تدعمه دول أو جماعات أو أفراد".

وشكّل نموّ جماعة الإخوان المسلمين، التي يعتقد أنّها تسيطر على نحو 150 مسجداً فرنسياً، ومئات المؤسسات الأخرى، تهديداً خاصاً.

وجاء في التقرير؛ أنّ الجماعة قد حظيت بدعم كلّ من قطر وتركيا، ما أسهم في توسيع أنشطتها.

أنشطة الإسلام الراديكالي

وتعلّقت التوصية، التي جاءت تحت عنوان "اعرف وتتبّع وتجنّب أنشطة الإسلام الراديكالي" بالقرضاوي، الذي يقطن الدوحة.

وقال التقرير: "من أجل محاربة نفوذ الإخوان المسلمين يجب أن يقوم وزير الداخلية بمراجعة إمكانية إعلان حظر إداري على الأراضي ضدّ يوسف القرضاوي والمنظّرين الأيديولوجيين لهذه الحركة".

ومن شأن الحظر أن يقيّد بشدة أنشطة أولئك الذين ينظر إليهم على أنّهم يعملون مع القرضاوي، ويسمح بفرض قيود على نشر كتاباته.

وقال الكاتب والشاهد، إيمانويل رضوي، إنّ نطاق العمل يجب أن يكون أوسع من قيادة الإخوان المسلمين، ويمتدّ للتعاطي مع الجماعات الخاضعة لسيطرة الإخوان داخل الجالية المسلمة.

وأضاف: "لست مشرعاً، لكن يجب أن نبدأ بإغلاق 600 جمعية، بموجب قانون 1901، مرتبطة بالإخوان المسلمين في فرنسا، والتي تشكّل الطرف الآخر من السلسلة الإرهابية".

اقرأ أيضاً: صناعة الإرهاب في خطاب القرضاوي.. قراءة في كتاب ''جيل النصر المنشود''

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنّ هناك مبادرة سياسية رئيسة قيد الإعداد لضمان عدم تقسيم فرنسا بين الجاليات؛ حيث تنقطع بعض شرائح المجتمع عن التيار الرئيس.

جماعة الإخوان والشعور بالاستهداف

وبينما تستغل جماعة الإخوان المسلمين مشاعر الإحساس بالاستهداف وعدم المساواة، فإنّها تسعى أيضاً إلى تجنيد أتباع من أبناء النخبة، يستطيعون ممارسة أشكال تأثير قوية على الهيئات المدعومة من الدولة.

ومن جانبها، قالت جاكلين أوستاش-برينيو، وهي عضوة في مجلس الشيوخ من يمين الوسط ومقررة التحقيق: "في كلّ مكان، علينا معرفة من يفعل وماذا يفعل في هذا البلد، للتأكّد من إيقاف هذه المنظمة على المستوى الشعبي".

اقرأ أيضاً: القرضاوي: الفتوى الإخوانية..هل هي في خدمة المصالح القطرية؟

وأضافت: "بالنسبة إلى سلطات البلدية؛ فقد شهدنا دخول عدد معين من النشطاء، الذين جاؤوا إلى هناك لجلب الأصوات نيابة عن إحدى الجاليات، وتجب علينا محاربة ذلك".

وأشار التحقيق إلى أنّ إنشاء المجلس الإسلامي كان خطأ؛ لأنّه وفّر منبراً لنفوذ الإخوان على المستوى الوطني والإداري.

وعلى وجه الخصوص، روّجت الحملة الجماعية ضدّ الإسلاموفوبيا، التي قام بها المجلس لجماعة الإخوان المسلمين.

اقرأ أيضاً: مناظرة الغزالي والقرضاوي لفؤاد زكريا.. تاريخ من المغالطات الإسلاموية

وقال الشاهد محمد سيفاوي للجنة التحقيق: "تحت ستار (الحرب ضدّ) الإسلاموفوبيا، استطاع الإسلام السياسي أن يزدهر من خلال ترويج اعتقاد بأنّه يمكن أن يكون غير عنيف".

تقرير يدقّ ناقوس الخطر

وجاء في التقرير، الذي يدقّ ناقوس الخطر بشأن شباب فرنسا، أنّ "الدولة في حاجة إلى الاستجابة للوضع في المدارس والنوادي الرياضية ومجموعات الشباب".

وقال: "فرنسا محظوظة؛ لأنّها قادرة على الاعتماد على 1.5 مليون جمعية، وتعبئة ما بين 16 إلى 20 مليون متطوع"، وأضاف: "من نواحٍ كثيرة، لا يمكن الاستغناء عن هذه الجمعيات، خاصة في مجال الشباب".

وتابع أنّ الاعتقاد الخاطئ بأنّ الاتحادات الرياضية عبارة عن حصن ضدّ الردكلة يجب هدمه.

وجاء في التقرير: "حتى وقت قريب، لم تكن قضية الردكلة والانفصالية المجتمعية والدينية عاملاً كبيراً في عالم الرياضة، سواء بالنسبة إلى الدولة أو الاتحادات، أو حتى الأندية المهنية والنقابية".

تستغل جماعة الإخوان المسلمين مشاعر الإحساس بالاستهداف وعدم المساواة، وتسعى أيضاً إلى تجنيد أتباع من أبناء النخبة، يستطيعون ممارسة أشكال تأثير قوية على الهيئات المدعومة من الدولة

"وتشير لجنة التحقيق إلى أنّه رغم من التقدم المحرز فيما يتعلق بالتدريب لمكافحة الردكلة والانفصالية الدينية، فإنّ ذلك ما يزال غير كافٍ لمواجهة اللاعبين المشاركين في الرياضة".

كما أعرب التقرير عن قلقه إزاء ارتفاع عدد الأطفال المنخرطين في الدراسة المنزلية، خارج المناهج الوطنية المنظمة، وهو العدد الذي ارتفع بنسبة 20 في المئة، في العام الدراسي 2018-2019، حتى قبل تفشّي الوباء.

وقال إنّ هناك شكوكاً متزايدة تجاه الدولة أظهرها الأهل، ومنهم من أرادوا فصل أطفالهم عن النظام الوطني.

وقال وزير التعليم الفرنسي، جان-ميشيل بلانكر، إنّ بذور الخطر المستقبلي يمكن أن تزرع في هذا الاتجاه.

وأضاف بلانكر: "لقد شهد عام 2010 زيادة حادة في عدد طلبات فتح مدارس خارج النظام".

"يجب أن نظلّ يقظين جداً بشأن جودة التعليم ومخاطر الردكلة الإسلاموية أو الانحراف الطائفي".

مصدر الترجمة عن الإنجليزية:

داميان ماكلروي، "ذا ناشونال"، 21 تموز (يوليو) 2020



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية