للمرة الأولى درس عن الأكراد في المناهج الفرنسية... هذا مضمونه ودلالاته

للمرة الأولى درس عن الأكراد في المناهج الفرنسية... هذا مضمونه ودلالاته


06/09/2020

خصّصت الحكومة الفرنسية درساً في المناهج الفرنسية التي تُدرّس لطلاب الصف الحادي عشر في المرحلة الثانوية للحديث عن الأكراد، تحت عنوان "الكُرد شعب بلا دولة"، وذلك في ظلّ رعاية فرنسية لملفّ الأكراد.

وقد برزت فرنسا كحليف استراتيجي للأكراد عقب تخلّي الولايات المتحدة عنهم إثر تفاهمات مع تركيا في العام 2018، وذلك كورقة تضمن باريس بها تنغيص تركيا التي تجمعها خلافات مع باريس على صعيد عدّة ملفات.

يتطرّق الدرس إلى الكُرد كونهم أكبر شعب عدداً في العالم بدون دولة، ويصل عددهم إلى (نحو 40 مليوناً)، ويشير إلى أنّ بعض الكُرد يناضلون منذ قرن من أجل كردستان مستقلّة

وتعتبر تركيا الأكراد هم عدوّها الأوّل، حيث تعتبرهم تهديداً لوحدة الدولة التركية، وتتخذ ذلك ذريعة لقمعهم في الداخل وملاحقتهم في الخارج، سواء في العراق أو في سوريا، فيما تستخدمهم ستاراً للتمدّد في المنطقة.

 أدرجت فرنسا الدرس، بحسب ما أورده موقع "عفرين بوست"، ضمن مادة التاريخ والجغرافيا، الجيوبوليتيك والعلوم السياسيّة، وكان لافتاً تقديم فرنسا لقضية الأكراد كقضية حقوقية، ما يعكس رغبتها في تبنّيها من قبل الأجيال الفرنسية الصاعدة، أي إنها ورقة فرنسية طويلة الأمد وليست مؤقتة.

ويتطرّق الدرس إلى الكُرد كونهم أكبر شعب عدداً في العالم بدون دولة، ويصل عددهم إلى (نحو 40 مليوناً)، ويشير إلى أنّ بعض الكُرد يناضلون منذ قرن من أجل كردستان مستقلّة، فيما تعترض الدول التي تقع أجزاء كردستان فيها على تشكيل تلك الدولة، إلّا أنّ سقوط صدام وانهيار سوريا أنعش الآمال بإنشاء كردستان مستقلّة (وفق الدرس الفرنسي).

ويُطرح في الدرس: "هل يمكن للصراعات في الشرق الأوسط أن تؤدّي إلى قيام دولة كردية؟"، وتتحدّث تلك الفقرة عن دور القوات الكردية كأوّل قوات دحرت "داعش".

كما يتحدّث الدرس عن قرار أردوغان، وبموافقة ترامب، في غزو مناطق شمال سوريا، في التاسع من أكتوبر 2019، ويعتبر ذلك نهاية التعاون الأمريكي الكردي، وفي الوقت نفسه بداية احتلال تركي لمنطقة الكُرد وشركائهم في شمال سوريا.

ويتطرّق الدرس أيضاً إلى العدوان التركي على الأكراد، خلال عملية "غصن الزيتون": لا يمكننا القول إننا لم نكن نعلم، منذ آذار 2018، أنّ الجيش التركي يحتلّ مقاطعة ومدينة عفرين ذات الأغلبية الكردية، وقد سُلِّمت المناطق للجماعات الجهادية التي حصلت بوضوح على الحقّ في الغنائم، فقد سرقت حشود الميليشيات البيوت ونهبت عدداً من محال الكرد، فقاموا بعمليات الخطف مقابل الفدية، ونفّذوا إعدامات دون محاكمة، وقد فرّ السكان الكرد، وألقي بـ 130 ألفاً على الطرقات، وهي مهمّة أنجِزت لأنّ المقصود هو (إنهاء الوجود الكردي) في الشريط الحدودي مع تركيا.

ويفرد النصّ فقرة عن دور كرد سوريا في هزيمة داعش فيقول: لقد كان كرد سوريا أوّل من ألحقوا الهزيمة بالدولة الإسلامية وطرد البغدادي من (عاصمته) السورية، الرقّة، وقدّموا 11 ألف شهيد في هذه المعارك، ليحتفل ترامب   بـ(انتصاره) على الدولة الإسلامية، وقد شكر الكردَ بطريقته: من خلال تسليمهم لجهاديين آخرين. 

الصفحة الرئيسية