متحف "زايد – غاندي" في أبوظبي.. دعوة إنسانية مشتركة للسلام

متحف "زايد – غاندي" في أبوظبي.. دعوة إنسانية مشتركة للسلام


13/03/2019

افتتحت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة متحف “زايد – غاندي” الرقمي الذي ينظم في منارة السعديات، بالتعاون مع متحف غاندي الرقمي في نيودلهي وذلك احتفاء بالقيم الإنسانية للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبمناسبة ذكرى مرور 150 عاما على ميلاد المهاتما غاندي.

حضر حفل الافتتاح نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وزكي نسيبة وزير دولة، ورزان خليفة المبارك العضو المنتدب لهيئة البيئة بأبوظبي، وسميتا بانت، نائب السفير الهندي لدى الدولة وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال من جمهورية الهند الصديقة.

وأكدت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة أن متحف “زايد – غاندي” الرقمي الأول من نوعه في الدولة، يتزامن مع احتفاء دولة الإمارات بالتسامح قيمة حضارية متجذرة في الإمارات بعد إعلان عام 2019 عاما للتسامح، ويحتفي المتحف بقائدين عالميين، شهد العالم أجمع على صدق قيمتهما الإنسانية النبيلة التي أسهمت في بث روح التسامح والتلاحم والوئام بين الشعوب، وأشارت وزيرة الثقافة إلى أن المتحف يسلط الضوء على فكرهما ورؤيتهما الفريدة في مجالات البناء والتنمية والعطاء والإنسانية والبيئة، كما يمثل نافذة للجمهور المحلي المتعدد الثقافات في دولة الإمارات للاطلاع على فكر رجلين يحملان نفس القيم والمبادئ لكنهما من خلفيات ثقافية مختلفة.

وقالت نورة الكعبي “يمثل متحف ‘زايد – غاندي’ الرقمي محطة جديدة في مسيرة العلاقات الثقافية بين الإمارات وجمهورية الهند الصديقة، إذ يشكل ملتقى حضاريا يسرد حكاية التسامح والتعايش التي رسخها زايد وغاندي في شعبيهما، ويأخذ الزوار في رحلة عنوانها المحبة والوطن والقيادة الحكيمة، محطاتها السلام والتسامح والإخاء”.

وأشارت نورة الكعبي إلى أن المتحف يترجم رؤية وفكر دولة الإمارات من خلال تجارب إبداعية على لسان الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تجسد الأسس المتينة التي قامت عليها الدولة، وعلى الجانب الآخر هناك أيضا الكثير من المحتوى الذي يبرز فكر وفلسفة غاندي في الحياة والوطن والمجتمع.

وفتح المتحف أبوابه أمام الجمهور اعتبارا من الأربعاء وسيتواصل حتى يوم 29 مارس 2019 من التاسعة صباحا وحتى الثامنة مساء عدا أيام الجمعة من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء. ويوظّف المتحف تقنيات الوسائط المتعددة بصورة إبداعية عبر محتوى تفاعلي من صور ومقاطع فيديو، تمثل حياة القائدين وتستذكر ما قدماه من إنجازات.

وقال نافديب سوري سفير جمهورية الهند لدى دولة الإمارات بدوره “يعبّر متحف زايد غاندي الرقمي عن قيم السلام والتسامح والحياة المستدامة التي رسخها المهاتما غاندي ‘بأبو الحبيب’ ومؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ‘بابا زايد’. تميز كلا الزعيمين بحبهما وخدمتهما للإنسانية والتعاطف مع الجميع، هذه القيم النبيلة تواصل إلهامنا جميعا. بينما نحتفل بالذكرى الـ150 لميلاد المهاتما غاندي وتحتفي الإمارات بعام التسامح، فإنني على ثقة أن زوار هذا المتحف سوف يدركون جوهر تلك القيم العالمية التي دعمها الزعيمان وكرسا حياتهما من أجلها”.

وتقام على هامش المتحف مجموعة من الفعاليات وورش العمل الثقافية التي تعبر عن عميق العلاقات الثقافية بين البلدين، كما سيتم أيام الجمعة عرض فيلم وثائقي عن الشيخ زايد، وفيلم عن المهاتما غاندي.

صمم المتحف بأسلوب يتجاوز المفهوم المعتاد للمعارض- الذي يركز على السيرة الذاتية والجوانب التوثيقية- إلى ما هو أبعد من ذلك، لجعله ملتقى حضاريا يحتفي بالتبادل الثقافي والحوار، ويدعو زواره إلى رحلة عنوانها المحبة والوطن والقيادة الحكيمة، ومحطاتها السلام والتسامح والإخاء في زمن تعمّه الحروب والنزاعات.

تم توسيع حدود المتحف بالمعنى المجازي، وذلك عبر رفد مجرياته بتكنولوجيا وأعمال فنية، تجسّد مفهوم المتحف الإبداعي القائم على القواسم المشتركة بين الشيخ زايد والمهاتما غاندي، وتكرّس المعاني المطروحة في كل ركن من أركانه. فضلاً عن التصاميم الداعمة الأخرى.

وقد تم تقسيم متحف زايد- غاندي الرقمي إلى ست مناطق هي:

◄ الحُكم والحِكمة: يركز هذا الركن على الوطن والقيادة والمعاني الخاصة بهذين الجانبين. واجب وخدمة وطن؛ هكذا رأى كل من الشيخ زايد والمهاتما غاندي القيادة.

لقد جمعا بين شخصيتي الإنسان الملهِم والقائد المتناغم مع قيمه ومبادئه، وأخلصا لبلديهما وبذلا كل جهد صادق في سبيل شعبيهما.

◄ سلطة العطاء: يركز هذا الركن على أهمية الناس والمجتمع في منهج القائدين الإنسانين. حيث يقوم مفهوم القيادة عند الشيخ زايد والمهاتما غاندي على مبادئ الإنسانية والخير والعطاء، وقد أثّر كلاهما بعمق على حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم من خلال قيم التعاطف والتراحم.

◄ دعاة سلام: السلام وقيم التسامح هي مرتكزات أساسية في نهج كل من الشيخ زايد والمهاتما غاندي حيث ركّز كل منهما بصورة كبيرة على تحقيق الخير للصالح العام.

حيث تبنّى القائدان الإصلاح والتغيير، وامتلكا الحكمة والدراية لتسخير الإمكانات وتوحيد الكلمة في سبيل تحقيق الرؤى والتطلعات. دعا الشيخ زايد والمهاتما غاندي إلى السلام في المحافل الدولية وفي كل مناسبة متاحة وعملا بصدق في سبيل تحقيق السلام للشعوب والأوطان.

◄ حصاد التغيير: هو التغيير نحو الأفضل على صعيد الأمة ومستقبل الوطن. جسّد كل من الشيخ زايد والمهاتما غاندي قيم التسامح في كل ما قاما به، وبذلا أصدق الجهود من أجل إحلال السلام. أقاما علاقات طيبة مع باقي الشعوب، ومدّا جسور المحبة أينما ذهبا، كل ذلك في سبيل تحقيق عالم متعايش يحيا فيه البشر بسلام ووئام.

◄ قوة الكلمة: الشيخ زايد في المقام الأول هو إنسان مرهف وشاعر، وحكيم قريب من الناس، فقد سطر بكلماته ملاحم ودروسا للأجيال المتعاقبة. أما المهاتما غاندي فقد عُرف بقوة كلمته، تكلّم وكتب وألّف، فترك للتاريخ مجموعة لا تنسى من الأقوال الملهِمة. لقد أدرك الشيخ زايد وكذلك المهاتما غاندي قدرة الكلمات على التأثير، وأهمية فن تجسيد الأفكار وصياغتها، فعبّرا بالكلمة عن إخلاصهما لقيمهما، وشاركا وجهات النظر مع شعبيهما.

◄ صون الطبيعة: يتناول هذا الركن قيم احترام وحماية الأصول الطبيعية والتراثية عند الشيخ زايد والمهاتما غاندي. لقد تبنّى كل من الشيخ زايد والمهاتما غاندي مفهوم الاستدامة، ورسّخا قيمة التوازن طوال حياتهما. يسلط هذا الركن الضوء على جهود حفظ الأصول الطبيعية والمفردات التراثية والاعتزاز بالبيئة سواء الطبيعية أو الثقافية الحضارية التي بذلت من قبلهما بغية تحقيق سعادة الإنسان وإيجاد التوازن في عالمنا لنا ولأجيالنا القادمة.

عن "العرب" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية