محاولة اغتيال الناشط العراقي أكرم عذاب... هل لتيار الإسلام السياسي علاقة؟

محاولة اغتيال الناشط العراقي أكرم عذاب... هل لتيار الإسلام السياسي علاقة؟


26/11/2020

تعرّض الناشط المدني العراقي "أكرم عذاب" لمحاولة اغتيال على يد مسلحين مجهولين، في منطقة الطالبية شرقي العاصمة بغداد، بأسلحة كاتمة للصوت.

ونقلت وكالات أنباء محلية تفاصيل حادثة محاولة الاغتيال التي وقعت يوم أمس.

وقال أحد النشطاء الذين كانوا برفقة عذاب: إنه حين عودتهما بسيارة أجرة إلى بيت "أكرم عذاب"، قرب مسبح الصفا بمنطقة الطالبية شرقي بغداد، ترجّل مسلح ملثم يحمل بيده مسدساً كاتماً للصوت من سيارة من طراز "سورينتو" بيضاء اللون، وأطلق عدة طلقات نارية على "عذاب"، وقام الأخير بالركض صوب إحدى المحال "ميني ماركت".

 وأضاف: إنّ "سيارة أخرى من نوع كورولا كانت تقف قريباً من الحادث، ترجّل منها شخص مسلح ملثم آخر، توجّه نحو عذاب، وأطلق عدة طلقات نارية أخرى، رغم صراخنا في المنطقة وطلبنا المساعدة، لكن يبدو أنّ الأهالي متخوفون ولا يجرؤ أحد على مدّ يد العون لنا أو الوقوف بوجه المسلحين، على اعتبار أنها منطقة نفوذ لهذه الجهات المسلحة".

 

الناشط "أكرم عذاب" تعرّض لمحاولة اغتيال على يد مسلحين مجهولين، في منطقة الطالبية شرقي بغداد بأسلحة كاتمة للصوت

وأشار الناشط إلى أنّ "عذاب أصيب بـ3 طلقات في منطقتي البطن والرجل، وقمنا بنقله إلى مدينة الطب، ومن هناك قدّمت إفادتي إلى الشرطة، التي أرسلت معي أحد منتسبيها للتحقيق بالحادث، علماً أنّ منطقة الحادث تبعد مسافة ليست بعيدة عن نقطة تفتيش أمنية".

 وأوضح أنّ "المسلّحين لم يبديا أي خوف خلال ترجلهما من السيارتين، بل ظهرا كأنهما مسيطران على الوضع ويطلقان الرصاص على من يريدان بلا خوف"، مبيناً أنّ "عمليات الاغتيال التي تطال الناشطين في العراق، من قبل الجهات المسلحة، لن تثنينا عن الوقوف بوجه الفساد وسيطرة الجهات المسلحة على الأوضاع في البلاد".

 وبشأن الوضع الصحي للناشط أكرم عذاب، ذكر الناشط أنه ما زال يرقد في المستشفى، ويشكو من آلام ما بعد العملية التي أجريت له لاستخراج الرصاصات من جسده، والأطباء ذكروا أنه بحاجة إلى 48 ساعة لمعرفة تفاصيل أكثر عن وضعه، لافتاً إلى أنّ حالته الصحية مستقرة، حسب كلام الأطباء، منتقداً إجراءات كوادر الصحة في مدينة الطب، ووصفها بأنها "بائسة ويتعاملون معهم بفوقية".

 وحول موقف الجهات الرسمية من الحادث، أوضح أنّ عدداً من الجهات اتصل به لمعرفة تفاصيل الحادث، منها مكتب ممثلية الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، فضلاً عن منظمات مدافعة عن حقوق الناشطين والإعلاميين.

عذاب كان ينتقد بشدة تيارات الإسلام السياسي، وقال مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي: إنّ بغداد سجن يديره (ربع الله)

 وبشأن أسباب استهداف الجهات المسلحة للناشط "أكرم عذاب"، أشار الحراكي الذي كان برفقته وقت المحاولة إلى أنّ زميله كان ينتقد بشدة تيارات الإسلام السياسي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكان لديه تأثير كبير في تحشيد التظاهرات ضدهم.

 وكان الناشط "أكرم عذاب" قد نشر مؤخراً في صفحته على الفيسبوك انتقاداً للفصائل المسلحة بالقول: "بغداد سجن يديره (ربع الله)، يمارسون هوايتهم بالتنكيل بالناس باستمرار، النزيل في بغداد فأر تجارب، يتمّ اختبار صبره كل يوم، ليفكر بالانتحار وهو مبتسم قليلاً".

 يُذكر أنّ الناشط في الاحتجاجات العراقية بشار النعيمي أصيب مساء يوم الجمعة الماضي بجروح بعد تعرّضه لمحاولة اغتيال أيضاً.  

 وقد تعرّض المتظاهر غازي التميمي "أبو محمد"، وهو مسؤول خيمة المتقاعدين، لمحاولة اغتيال في طريق "محمد القاسم" السريع، بعد خروجه من ساحة التحرير مساء 6 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، ونقل على أثرها إلى مستشفى الشيخ زايد، قبل أن يفارق الحياة لاحقاً.

التميمي عميد شرطة متقاعد، كان من الناشطين البارزين في ساحة التحرير، مركز التظاهرات في بغداد، العام الماضي، واغتيل بعدما اعترضه مسلحون مجهولون بسيارة شرق بغداد، وأطلقوا عليه النار بسلاح كاتم للصوت عندما كان في سيارته الخاصة.

 ويتعرض الناشطون في العراق لحملة تخويف واعتقالات، منذ انطلاق الاحتجاجات التي واجهتها السلطات حينها بعنف مفرط أسفر عن مقتل المئات.

 وتقدّر منظمة العفو الدولية مقتل ما لا يقل عن 600 من المتظاهرين وأفراد من قوات الأمن، في الاحتجاجات التي انطلقت في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، وإصابة أكثر من 18 ألف شخص.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية