مفاوضات ليبية جديدة تنطلق بالمغرب... ما موقف تركيا وحكومة الوفاق منها؟

يستضيف المغرب هذه الأيام جولة من المفاوضات بين الفرقاء الليبيين لبحث تسوية النزاع المسلح الذي تمرّ به البلاد.

وقال مسؤول بالمجلس الأعلى للدولة: إنّ اجتماعات تجري حالياً بين لجان تمثل حكومة الوفاق وبرلمان طبرق، في المغرب، وأماكن أخرى (لم يحدّدها)، حول عدد من الملفات التي تهمّ الأزمة الليبية، وفق ما نقلت صحيفة "بوابة أفريقيا". 

المغرب يستضيف هذه الأيام جولة من المفاوضات بين الفرقاء الليبيين لبحث تسوية النزاع المسلح الذي تمرّ به البلاد

وأكد مسؤول على أنّ المغرب قد يستضيف مستقبلاً اجتماعاً بين رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.

من جانبها، أفادت قناة "العربية" بأنّ مفاوضات ليبية-ليبية من المتوقع أن تنطلق اليوم في إحدى ضواحي العاصمة المغربية الرباط، وليس في قصر المؤتمرات بالصخيرات، الذي استضاف المباحثات السابقة، ومن المرتقب أن يكون اللقاء على مستوى الخبراء.

وأكد رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، في كلمة ألقاها أوّل من أمس، بحضور عدد من نشطاء المجتمع المدني، أنّ هناك "لقاءً تشاورياً غير رسمي" في المغرب بين المجلس الأعلى ومجلس النواب، موضحاً: "هذا يحدث دائماً حتى بين أعضاء مجلس الدولة وأعضاء مجلس النواب الموجودين بطرابلس، ويصل العدد أحياناً إلى 40 أو 50 عضواً".

اقرأ أيضاً: هل توقفت تركيا حقاً عن إرسال المرتزقة والأسلحة إلى ليبيا؟

بدوره، صرّح المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي عبد الله بليحق مؤخراً في تصريح صحفي بأنّ الهدف من الاجتماع المنعقد في المغرب هو "استئناف الحوار بين الأطراف الليبية المعنية، من أجل الوصول إلى تسوية سياسية تنهي التطاحنات في هذا البلد"، حسب موقع "هسبريس" المغربي.

عبد الله بليحق: الهدف من الاجتماع المنعقد في المغرب هو استئناف الحوار بين الأطراف الليبية المعنية من أجل الوصول إلى تسوية سياسية

وأكد المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب فتحي المريمي أنّ اجتماع أعضاء مجلسي النواب والدولة اليوم الأحد في المغرب هو اجتماع تمهيدي لاجتماع قادم في جنيف تشارك فيه لجنة الحوار من مجلسي النواب والدولة وأعضاء لجان الحوار الذين تمّ اختيارهم من قبل البعثة الأممية وفقاً لمخرجات مؤتمر برلين والمبادرات التي تمّ طرحها، سواء إعلان القاهرة أو مبادرة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى 6 من أشهر الأطباق الشعبية في ليبيا

وأوضح المريمي، في تصريح صحفي، أنّ اجتماع الغد سيجري خلاله التأكيد على وقف إطلاق النار وإخراج القوات الأجنبية من ليبيا، وعلى رأسها القوات التركية والجماعات الإرهابية والمرتزقة، كما ستتمّ مناقشة إعادة هيكلة أجسام الدولة من مجلس رئاسي وحكومة من أجل توحيد مؤسسات الدولة المالية والاقتصادية، لأنّ الانقسام المؤسساتي تسبّب بمشكلات كبيرة للمواطن فيما يتعلق بالسيولة المالية وغلاء الأسعار في الغذاء والدواء والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وغياب العملات الصعبة لأرباب الأسر، لذلك فإنّ توحيد المؤسسات أمر مهم للمواطن.

وبيّن المريمي أنّ وفد مجلس النواب وصل إلى المغرب، وهو مؤلف من النواب: يوسف العقوري، وعادل محفوظ ، وعصام الجهاني، ومصباح دومة، وإدريس عمران.

من جانبه، قال عضو مجلس النواب الليبي سعيد أمغيب: إنه في الوقت الذي يتمّ فيه الحديث عن وقف فوري لإطلاق النار وخفض التصعيد، وتسوية سياسية وفق اتفاق الصخيرات ومخرجات مؤتمر برلين تحت رعاية أممية، تستمرّ تركيا بإرسال الأسلحة والمرتزقة وحتى الإرهابيين إلى قاعدتي مصراتة والوطية وكلّ المدن الواقعة تحت سيطرتها.

اقرأ أيضاً: من ليبيا إلى مالي.. تركيا تطرق أبواب الساحل والصحراء

واعتبر أمغيب في تدوينة له على موقع "فيسبوك" أنّ ذلك يعني أنّ تركيا إن لم تجد من يحقّق مصالحها في الواجهة السياسية التي سوف يشكّلها الاتفاق القادم، فسوف تلجأ إلى أحد خيارين: إمّا التقسيم، وإمّا الاستمرار في القتال وإشعال الصراعات.

أمغيب: تركيا إن لم تجد من يحقّق مصالحها في المفاوضات المغربية فسوف تلجأ إلى أحد خيارين: إمّا التقسيم، وإمّا الاستمرار في القتال وإشعال الصراعات

ويأتي اللقاء بعد إعلان المشري في آب (أغسطس) الماضي استعداده للقاء صالح في المغرب "علنياً وبضمانات دولية". ومن المتوقع أن تُستأنف المفاوضات بين الفرقاء الليبيين في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة.

بدوره، شدّد الجيش الوطني الليبي على لسان مدير إدارة التوجيه المعنوي على ضرورة تنفيذ مخرجات برلين التي تحتم خروج المرتزقة من ليبيا، واتّهم تركيا بالسعي لفرض أمر واقع في ليبيا من خلال ورقة المرتزقة.

وأوضح العميد خالد المحجوب، أمس، في تصريحات لـ "سكاي نيوز" عربية، أنّ تركيا تحاول التخلص من قيادات التنظيمات الإرهابية عبر إرسالهم إلى ليبيا.

كما أكد أنّ أنقرة تستخدم ورقة المرتزقة في ليبيا لابتزاز أوروبا، لافتاً إلى ضرورة التمسّك بإعلان القاهرة ومخرجات مؤتمر برلين لحلّ الأزمة الليبية، خلال المفاوضات التي تتمّ حالياً في المغرب، مشيراً إلى أنّ تركيا تتحكّم بالمشهد في طرابلس، وتؤثر على المفاوضات بشكل يضمن مصالحها في ليبيا.

المحجوب يؤكد على ضرورة التمسك بإعلان القاهرة ومخرجات مؤتمر برلين لحلّ الأزمة الليبية خلال المفاوضات التي تتم حالياً في المغرب

في غضون ذلك، أصدر 24 من أعضاء المجلس الأعلى للدولة بياناً شنّوا فيه هجوماً غير مسبوق على الرئيس الإخواني خالد المشري، معربين فيه عن رفضهم وإدانتهم لما اعتبروه محاولة لـ "اختزال المجلس الاستشاري في شخص رئيسه المشري، أو في مكتب الرئاسة مجتمعين وبالتعاون مع قلة ممّن وصفوهم بـ"الأعوان والمستشارين".

وتابع البيان الذي تمّ توزيعه على وسائل إعلام ليبية أنّ "انفراد هؤلاء بتكليف لجنة لتمثيل المجلس في اللقاء الذي سوف يتمّ بالمغرب بصيغة 5+5 للاجتماع مع اللجنة التي تمثل مجلس النواب يُعدّ خرقاً للنظام الداخلي الذي ينظّم عمل المجلس، وهو إجراء لا يمكن القبول به، فهو لا يمثل المجلس الأعلى للدولة، وإننا نرفضه رفضاً مطلقاً".

وعلّق على البيان عضو مجلس الدولة ناجي مختار، في تصريح لـ "حفريات" قائلاً: "يجب على المشري وجماعته الاحتكام إلى المجلس بكافة أركانه، لاستكمال المفاوضات، وألّا يستفردوا بالقرارات"، مؤكداً أنّ دفة المجلس تسير وفق ورؤى عدد محدود من أعضائه بتوجيه من رئيس المجلس.