منظمات حقوقية: هذا ما يحدث للقاصرات السوريات في تركيا

منظمات حقوقية: هذا ما يحدث للقاصرات السوريات في تركيا


08/07/2020

سلّط عدد من المنظمات الحقوقية الضوء على معاناة العائلات السورية اللاجئة في تركيا، وعلى الأساليب الفظيعة التي يتبعونها لتوفير احتياجات يومهم وأجرة منازلهم، في ظل التضييق المستمر عليهم من قبل الأجهزة الأمنية التركية.

ونقلت صحيفة "الإندبندينت" البريطانية تقريراً صادراً عن"ECPAT"، وهي شبكة من المنظمات التي تسعى لإنهاء الاستغلال الجنسي للأطفال، يتحدّث عن انتشار ظاهرة زواج البنات السوريات القاصرات من الرجال الأتراك للحصول على المال بسبب الأزمة الاقتصادية الناتجة عن تفشي فيروس كورونا.

انتشار ظاهرة زواج البنات السوريات القاصرات من الرجال الأتراك بشكل غير رسمي للحصول على المال

وأشار التقرير، وفق ترجمة شبكة "الحرة"، إلى أنّ تركيا لديها أكبر عدد من الأطفال اللاجئين في العالم، وأنّ الفتيات عرضة بشكل كبير للزواج القسري والاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي.

وقالت الأمين العام للشبكة في تركيا إزجي يمان "Ezgi Yaman": "لقد سمعنا عن حالات تبيع فيها العائلات السورية بناتها للزواج، بشكل غير رسمي، للرجال الأتراك، في بعض الأحيان تكون زوجة ثانية أو ثالثة لرجل، للتخلص من أعبائهنّ الاقتصادية".

وأضافت أنه يتمّ عرض الفتيات للزواج لكي تتمكّن العائلات من الحصول على الأموال لمساعدتها على دفع الإيجار، وقالت: "سمعنا عدة حالات لم تستطع فيها العائلة دفع الإيجار للمالك، لذلك يقولون: نقدّم لك ابنتنا".

اقرأ أيضاً: كيف يتلاعب أردوغان بورقة اللاجئين؟

وتحدثت عن قصة "رجل تركي، تعيش في منزله الفتيات بوضع يشبه العبودية، يتم استغلالهنّ للعمل، ولكن معظم الحالات تنطوي أيضاً على استغلال جنسي، وفي بعض الأحيان يتزوج المالك بشكل غير رسمي من القاصرة السورية"، مشيرة إلى أنه "لا يمكننا تقديم إحصائيات، لأنها تحدث بشكل غير رسمي".

وأشارت إلى أنه بعد تفشي فيروس كورونا كان من الصعب الوصول إلى الأطفال من العائلات السورية، فقد كانوا يذهبون إلى المدرسة من قبل، حيث كانت هناك تدابير حماية ويمكن للمدرّسين إبلاغهم عن مثل هذه المشكلات.

ويلفت التقرير إلى قانون تمّت مناقشته لأول مرّة في البرلمان التركي في كانون الثاني (يناير) الماضي يطالب بالعفو عن الرجال المحكوم عليهم بالسجن لممارستهم الجنس مع فتيات دون سن 18 عاماً إذا حصل زواج رسمي من الضحية، وكان فرق العمر بينهم أقل من 10 أعوام، ويحذّر الباحثون من أنّ هذا القانون يمكن أن يضع اللاجئات في خطر.

وأفادت يمان أنّ القانون، الذي أطلق عليه اسم مشروع قانون "الزواج من المغتصب"، من المحتمل أن يُعاد إلى البرلمان في وقت ما، لكنها لم تستطع تحديد موعد ثابت.

وتابعت: "العديد من المنظمات غير الحكومية وقفت ضدّه، وقد تمّ تأخيره، ربما بسبب فيروس كورونا، وسيسمح مشروع القانون للمغتصبين بالزواج من الفتيات القاصرات، وسوف يسبّب المزيد من الضرر لضحايا الاغتصاب والاستغلال الجنسي للأطفال".

البرلمان التركي يناقش قانون يعفو عن الرجال لممارستهم الجنس مع فتيات دون سن 18 عاماً إذا حصل زواج رسمي

ويحذّر التقرير من أنّ مشروع القانون يشرّع زواج الأطفال والاغتصاب القانوني، ويمنح الجناة الإفلات من العقاب.

كما يحذّر التقرير من أنّ الاستغلال الجنسي للأطفال السوريين في تركيا بالكاد يتمّ إبلاغ السلطات عنه، على الرغم من أنّ الفتيات القاصرات من المحتمل أن يكنّ من الضحايا.

ويشرح التقرير قضية مرتبطة بزواج الأطفال والزواج المبكر والقسري في تركيا، وهو أنّ العديد من هذه الزيجات "ليست سوى احتفالات دينية تُعرف باسم زواج نكاح".

 وألمح إلى أنّ هذه الزيجات غير معترف بها على أنّها زواج رسمي من قبل الدولة التركية، وبالتالي، فإنّ الفتيات والنساء السوريات المتزوجات بهذه الطريقة لا يحقّ لهنّ الحصول على الحقوق والحماية القانونية، ممّا يجعلهنّ عرضة لسوء المعاملة والاعتداء.

حتى نيسان (أبريل) 2020، كان ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ يعيشون في تركيا، من بينهم 3.6 مليون فرّوا من سوريا التي مزقتها الحرب.

وتستغلّ حكومة حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي الحاكم برئاسة رجب طيب أردوغان، ورقة اللاجئين للضغط على الاتحاد الأوروبي، للحصول على الدعم المالي والسياسي لمخططات توسعية في منطقة الشرق الأوسط.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية