من سوريا والعراق إلى ليبيا.. التدخل التركي "عرض مستمر"

آلاء عوض

لا يزال العدوان التركي ومرتزقته مستمرين في توسيع نطاق هجماتهم، فعلى الرغم من سلسلة الأزمات التي تشهدها تركيا في كافة المجالات، ولاسيما الاقتصادية منها، إلا أن الدور التركي يتعاظم في دول عديدة، إذ يقالتل آلاف المرتزقة تحت وصاية تركية في ليبيا ضد الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفر، في الوقت نفسه، يشن أردوغان عدوانه على الشمال السوري، ولأن الأطماع التركية لاتتوقف، نفذ سلاح الجو التركي عملية عسكرية جديدة في شمال العراق سميت بـ"مخلب النسر".

وقالت وزارة الدفاع التركية في تغريدة على صفحتها في "تويتر"، إن سلاح الجو دمر 81 هدفًا لـ"حزب العمال الكردستاني"، وذلك مع بدء عملية "مخلب النسر" التي أطلقها الجيش التركي، مساء أمس الأحد"، مضيفة أن الطائرات التركية دمرت مخابئ للحزب التي تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا، في شمالي العراق، وعادت إلى قواعدها سالمة.

وأكد مصدر أمني لوكالة "رويترز"، أن الطائرات الحربية أقلعت من عدة قواعد في تركيا، خاصة في مدينتي ديار بكر وملاطية بجنوب شرق البلاد، وضربت معسكرات تابعة للحزب بالعراق، بعضها في معقله بمنطقة قنديل قرب الحدود الإيرانية، وبجانب استهداف الطائرات التركية مواقع الحزب في شمال العراق بشكل متكرر، إلا أن تركيا هددت في السنوات الأخيرة بشن هجوم بري يستهدف قواعد حزب العمال في منطقة جبال قنديل.

وتستهدف تركيا بشكل متكرر حزب العمال الكردستاني سواء في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية، أو في قاعدتهم بشمال العراق، وبجانب استهداف الطائرات التركية مواقع الحزب في شمال العراق بشكل متكرر، إلا أن تركيا هددت في السنوات الأخيرة بشن هجوم بري يستهدف قواعد حزب العمال في منطقة جبال قنديل.

دعم لوجيستي تركي للإرهاب في ليبيا

وتمتد شباك العدوان التركي أيضًا إلى ليبيا، إذ تبذل تركيا قصارى جهدها بدعم حكومة الوفاق "غير الشرعية" برئاسة فايز السراج في مواجهة قوات المشير خليفة حفتر في ليبيا، عبر رفد الفصائل في طرابلس بالمقاتلين السوريين، علاوة على تنفيذ جسر بين تركيا ومطار مصراتة تحمل دعما لوجستـيا، ما يساهم فى حفاظ تركيا على مصالحها الاقتصادية في ليبيا تحقيق أطماعها في ملف الطاقة في شرق البحر المتوسط.

وكان المرصد السوري قد أعلن في 17 مايو 2020، أن أعداد المسلحين من المرتزقة السوريين، الذين تقوم تركيا بنقلهم إلى ليبيا، ارتفع إلى نحو(9) آلاف شخص ينقسمون إلى جزئين؛ سوريون ومقاتلون مرتزقة من (10) فصائل كانوا ضمن المقاتلين الجهاديين بسوريا. ونحو (3420) مسلح يتلقون تدريبات في معسكرات تركيا تمهيداً لنقلهم ليبيا، بالإضافة لـ(150 ) طفلا يتدربون في معسكرات تركية حيث جندتهم أنقرة للقتال في ليبيا. فإجمال المرتزقة السوريين في ليبيا يبلغ( 4700).

فيما أقر أردوغان في فبراير، بوجود مرتزقة موالين لأنقرة في ليبيا، إلى جانب عناصر التدريب الأتراك، لافتًا إلى أن التننظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة التي منيت بهزيمة عسكرية في سوريا والعراق، ستجد تربة خصبة (في ليبيا) وستقف على قدميها، لذا قامت تركيا بإرسال ميليشيا "السلطان مراد"، وتضم مسلحين تركمان، عبر مطار طرابلس على متن طائرة عسكرية تركية، أقلعت من مطار إسطنبول في يناير الماضي، مقابل الحصول علي راتب شهري يصل إلى (2000) دولار، ووعد بالجنسية التركية، ومن يلقى حتفه يصل عائلته مبلغ(500) دولار لمدة سنتين.ويعد ميناء طرابلس قاعدة إمداد لتركيا التي ترسل عبره أسلحة وطائرات مسيرة وشاحنات وجنودًا لمساعدة رئيس وزراء حكومة السراج ضد الجيش الوطني الليبي.

المرصد السوري: الاستخبارات التركية تشكل فصيل من"“داعش" لتجنيد مرتزقة سوريين لصالح أنقرة بقوة السلاح

وكان "المرصد السوري" قد ذكر أن الاستخبارات التركية تشكل فصيل من"“داعش" لتجنيد مرتزقة سوريين لصالح أنقرة بقوة السلاح، حيث يتألفون من مقاتلين عراقيين، مهمتهم تنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات وتفخيخ، إضافة لمطاردة مسلحي داعش الأجانب، الذين يحاولون الهرب باتجاه الأراضي التركية، ويتركون القتال للأتراك في سوريا وليبيا.

وأشار تقرير صادر عن المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية، أن أردوغان استخدم أشخاص وكيانات في الغرب في تهريب السلاح مثل الإمام الأسترالي من أصول سورية "فداء المجذوب"، حيث قام بتهريب أسلحة ومقاتلين بين ليبيا وسوريا من خلال تركيا، والتواصل مع تنظيم القاعدة، فهو حلقة الوصل بين تنظيم القاعدة وكبار المسؤولين الأتراك.

وأكدت مصادر بالأمم المتحدة في فبراير، أن شركة الطيران الأفريقية الليبية وشركة طيران "الأجنحة" المملوكة لليبي المقيم في تركيا "عبد الحكيم بلحاج" تقوم بعملية نقل المرتزقة، وتستغل تركيا مطار "معتيقة"، المطار الوحيد الذي يعمل في العاصمة الليبية، من أجل نقل المرتزقة عبر رحلات جوية غير مسجلة.

المركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب: تركيا ترغب في توفير موارد طاقة جديدة لأنقرة من خلال ليبيا

وأوضح "المركز الأوروبي لدراسة مكافحة الإرهاب والاستخبارات"، أن تركيا ترغب في توفير موارد طاقة جديدة لأنقرة من خلال ليبيا، حيث تستهلك تركيا كميات هائلة من الطاقة سنويا بقيمة (50) مليار دولار في العام الواحد ، وليس لديها موارد كافية، وهو ما دفعها إلى إرسال سفن للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، علاوة على أن منطقة الشرق الأوسط تحتوي علي مخزون هائل من الغاز الطبيعي يقدر بأكثر من(100) تريليون متر مكعب، لذلك أنقرة تريد إذا أن يكون لها نصيب وفير من تلك الثروات، بالإضافة إلى رغبة أنقرة من خلال انخراطها سياسيا وعسكريا في ليبيا في أن تكون قريبة من مصر عن طريق التواجد على حدودها الغربية، فيمايسعى الرئيس التركي "أردوغان" في إحياء العثمانية الجديدة وبسط نفوذ واسع لأبناء أتاتورك على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأفاد المركز الأوروبي بأن هنالك إجماع لدى الخبراء والباحثون على أن من بين أهداف التوغل العسكري التركي تمكين الإخوان في ليبيا والمغرب العربي وتوفير دعم لوجيستي وعسكري لبقية الجماعات المتشددة في المنطقة. كذلك توسيع تركيا لمناطق سيطرتها ونفوذها على شرق البحر المتوسط لتوفير موارد طاقة جديدة لأنقرة.

خبير ليبي: جلب المقاتلين المرتزقة والمتطرفين بأعداد كبيرة إلى ليبيا يفاقم مشكلة الهجرة غير النظامية وتسلل الإرهابيين

ويرى "فوزى عمار" الخبير الليبي من أن جلب المقاتلين المرتزقة والمتطرفين بأعداد كبيرة إلى ليبيا يفاقم مشكلة الهجرة غير النظامية وتسلل الإرهابيين إلى أوروبا عبر سواحل دول جنوب المتوسط . وأن تنامي العنف والإرهاب في المنطقة سيكون نتيجة طبيعية للتصعيد العسكري التركي وتحويل قاعدة المتطرفين من إدلب في شمال سوريا إلى طرابلس الغرب وفقا لـ”العربية”.

وأضاف أن المخاوف بشأن ما تشهده ليبيا حاليا لا تنحصر بفشل الجهود الدبلوماسية والابتعاد بخطوات أخرى عن الحل السياسي، وإنما أيضا في حجم العنف والمعارك الدامية الذي من الممكن أن تشهده ليبيا. رغم هذا يبقى هناك ما يجمع عليه الأوروبيون فيما يخص ليبيا وضرورة استقرارها كما يقول الصحفي الليبي علي أوحيدة ويركز بالخصوص على مسألتي الأمن والطاقة، إذ أن دول الاتحاد الاوروبي عموما “مهتمة بأن لا يسقط جوارها الجنوبي في الفوضى، لأن ذلك سيعني مشاكل أمنية كبيرة في المنطقة وخطرا على موارد الطاقة.

عن "الوطن" المصرية