هل وصل الحاكم العسكري الإيراني الجديد إلى صنعاء؟

هل وصل الحاكم العسكري الإيراني الجديد إلى صنعاء؟


30/12/2021

هل تمّ تعيين حاكم عسكري إيراني في اليمن؟ سؤال تكرر بشكل واسع منذ إعلان وفاة السفير لدى جماعة الحوثي حسن إيرلو بظروف غامضة، لأنّه يعكس بمضمونه التوجهات الإيرانية، وهو مرتبط بدعم ميليشيات الحوثي الإرهابية، حتى لو كانت الخسائر كبيرة، مستندة إلى الأفكار الطائفية التي تضع المخربين والقتلة والمجرمين وخبراء الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية من الحرس الثوري بعد وفاتهم في منزلة الشهداء.

اقرأ أيضاً: اليمن: ثورة شعبية في شبوة ضدّ وجود الإخوان

بعد يومين من عرض التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أدلة مادية جديدة تؤكد  ضلوع إيران وميليشيا حزب الله اللبناني في دعم جماعة الحوثي الإرهابية، والتخطيط للعمليات العسكرية داخل اليمن وخارجه بالطائرات المسيّرة والصواريخ، خرج المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، ليعلن في مؤتمر صحفي أنّ طهران تعتزم الإعلان عن تعيين سفير جديد لها في اليمن، وفق وكالة "إيران إنترناشيونال".

إصرار طهران على تعيين مندوب أو حاكم عسكري لها في اليمن يعكس زيف تصريحات المسؤولين الحوثيين حول وجود خلافات مع إيران، وكذلك ما تحدث به مسؤول سعودي لصحيفة "وول ستريت جورنال" حول تعهد الحوثيين بعدم إدخال سفير جديد إلى اليمن".

 

إصرار طهران على تعيين مندوب أو حاكم عسكري لها في اليمن يعكس زيف تصريحات المسؤولين الحوثيين حول وجود خلافات مع إيران

 

ويبدو أنّ تلك الضمانات الشفوية من الجماعة كانت عملية تضليل حوثية بهدف نقل الحاكم العسكري حسن إيرلو المصاب إصابة خطرة إلى طهران، وإيهام المجتمع الدولي أنّ الخلافات هذه قد تفضي إلى حوار سياسي، وكان الحوثيون يهدفون من ذلك إلى تخفيف الضغوط على إيران بطريقة أو بأخرى في مفاوضاتها النووية مع الغرب، وفق ما أوردت "الإندبندت" بالعربية في تحليل لها نشرته قبل أيام.

اقرأ أيضاً: ما علاقة إخوان اليمن بدعم السلفية السرورية للحوثيين؟

إعلان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تعيين مندوب جديد لطهران لدى الحوثيين، أو ما يُسمّى إعلامياً بـ"الحاكم العسكري"، جاء ليعكس إصرار إيران وتأكيدها مواصلة دعمها للجماعة الإرهابية بالخبراء والسلاح المتطور؛ ممّا يؤكد أنّها لا تريد أن يكون هناك حل دبلوماسي وسياسي في اليمن، وإعلان ذلك هو طمأنة الحوثيين بأنّها سوف تستمرّ بدعمهم عسكرياً مع تنامي التوافق اليمني وتوحيد الصف لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة.

 

إعلان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تعيين مندوب جديد لطهران لدى الحوثيين، جاء ليعكس إصرار إيران على مواصلة دعمها للجماعة الإرهابية

 

ورغم إعلان إيران عزمها تعيين سفير لها في اليمن، فإنّ عملية كيفية دخوله هي ما يشغل كافة المتابعين والمهتمين في الشأن اليمني، فهل تنجح إيران في ذلك؟

وبالعودة إلى 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2020، عندما وصلت طائرتان، عُمانية وأممية، مصرّح لهما بالدخول إلى صنعاء من دون تفتيش من قبل التحالف العربي وفقاً لتفاهمات دولية، وكانتا تقلّان أكثر من (250) جريحاً حوثياً عائدين من العلاج في الخارج، وفقاً لإعلان الحوثيين حينها، لكنّ مصادر نقلت عنها مواقع محلية، أكّدت وصول (20) خبيراً برفقتهما من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله كان يتقدمهم السفير السابق حسن إيرلو، وفي اليوم ذاته أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده تعيين سفير مفوض ومطلق الصلاحيات في اليمن.  

 

الحاكم العسكري الجديد وصل إلى صنعاء يوم الإثنين الماضي ضمن (100) شخص، على اعتبار أنّهم موظفون أمميون وجرحى حوثيون عائدون إلى الوطن

 

وهناك أنباء أوردها موقع "يمن نيوز" أنّ الحاكم العسكري الجديد وصل إلى اليمن يوم الإثنين الماضي، ضمن (100) شخص وصلوا مطار صنعاء على اعتبار أنّهم موظفون أمميون وجرحى حوثيون عائدون إلى الوطن بعد تلقي العلاج في الخارج.

اقرأ أيضاً: مصدر عسكري لـ"حفريات": خبراء إيرانيون ولبنانيون يديرون القتال في اليمن

مسألة تسمية السفير الجديد والكشف عن هويته وتعيينه رسمياً من قبل طهران، في الوقت الراهن، تتعلق فيما يبدو بالمحادثات الدولية التي تجريها مع دول الغرب بشأن ملفّها النووي، إضافة إلى أنّها لا تريد أن تخسر ميزة تهريب الخبراء والسلاح عبر طيران الأمم المتحدة وأطباء بلا حدود، في حال أعلنت عن تسميته بالتزامن مع دخول تلك الطائرات، لكنّها اكتفت بالقول إنّها عازمة على تعيين سفير لها خلفاً لحسن إيرلو، وفق موقع "نون بوست".

 

مسألة الكشف عن هوية السفير تتعلق بالمحادثات التي تجريها إيران مع الغرب، إضافة إلى أنّها لا تريد أن تخسر ميزة تهريب الخبراء والسلاح عبر طيران أممي وإنساني

 

لماذا هذا الاعتقاد السائد؟ لأنّ الحوثي أعلن قبل أسبوع تقريباً خروج المطار عن الخدمة، ليعود ويعلن وصول (3) طائرات أممية إلى صنعاء، وهذا يذكّرنا بطريقة دخول حسن إيرلو إلى صنعاء في 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2021، فقد وصل بين موظفين أممين وجرحى من الميليشيا، وفي اليوم ذاته أعلنت إيران تعيينه سفيراً لها لدى الحوثيين.

هذا، وأثارت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها نجل حسن إيرلو، حول مهمة والده الراحل هناك جدلاً واسعاً، بعدما زعم أنّ "أفعال إيرلو في خدمة هذا البلد مقدّمة لظهور المهدي المنتظر".

وأضاف أنّ قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قُتل في مطلع كانون الثاني (يناير) من عام 2020، توقع في اجتماع عائلي قبل مغادرة إيرلو إلى اليمن، بأنّه سيقتل هناك، وفقاً لما نقلته وكالة "إيران إنترناشيونال".

 

الحوثي أعلن قبل أسبوع تقريباً خروج مطار صنعاء عن الخدمة، ليعود ويعلن وصول (3) طائرات أممية إلى صنعاء، وهذا يذكّرنا بطريقة دخول حسن إيرلو

 

وفي أول تعليق رسمي يمني على مزاعم ابن السفير الراحل، أكد وزير الإعلام اليمني معمّر الإرياني، في تغريدة له عبر تويتر أمس، أنّ كلام إيرلو هو تأكيد على أنّ وجود والده في صنعاء كان انتداباً من إيران ليكون حاكماً عسكرياً في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية.

يُذكر أنّ إيران كانت قد أعلنت الإثنين الماضي وفاة سفيرها لدى ميليشيات الحوثي حسن إيرلو متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.

وقد أثار الإعلان الإيراني تساؤلات كثيرة حول أسباب الوفاة الحقيقية، خصوصاً وسط أنباء رجّحت إصابته بالمعارك في اليمن.

 

الإرياني: كلام إيرلو تأكيد على أنّ وجود والده في صنعاء كان انتداباً من إيران، ليكون حاكماً عسكرياً في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية

 

وكان آخر ظهور رسمي لإيرلو في صنعاء قد سُجل في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عندما التقى مع وزير خارجية حكومة الحوثيين غير المعترف بها هشام شرف، وتمّ الإعلان عن نقله من صنعاء إلى مسقط في 18 كانون الأول (ديسمبر)، أي بعد قرابة شهر من التواري، ممّا يؤكد تصريحات المسؤولين العسكريين الذين أكدوا أنّه تلقى العلاج، في صنعاء (22) يوماً، هو وعدد من القيادات العسكرية الحوثية والإيرانية، قبل أن يتم التوسط من قبل العمانيين والعراقيين لإخراجه من اليمن، بعد أن أصبحت حالته سيئة جدّاً.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية