القوة الناعمة وسينما الإسلام السياسى

القوة الناعمة وسينما الإسلام السياسى


11/11/2017

مختارات حفريات

لقد كان مؤسفاً للغاية أن نترك السينما للسينمائيين، والدراما للدراميين.. الفكر السينمائى أكبر من السينمائيين، والفكر الدرامى أكبر من الدراميين.. لا يكفى أن يقرِّر الممثلون والمنتجون والمخرجون ومعهم كتَّاب السيناريو.. مضمون ورسالة القوة الناعمة.

هى أكبر منهم جميعاً، ولا ينبغى أن تُترك أسيرة لديهم.. وحين تخوض الدول والحضارات معاركها الكبرى.. لا يمكن أن يترك سلاح الدمار الشامل هذا.. لمن لا يبتغون سوى ترتيب الأسماء وجداول الأجور.. وشباك التذاكر.

إنَّ سياسات القوة الناعمة أكبر من صراعات الفنانين على قصاصات الصحف، وأسمى من كتاباتٍ موسميّة بائسة.. تبحث عن إنتاجٍ أكثر بؤساً.

إنَّ سياسات القوة الناعمة أكبر من صراعات الفنانين على قصاصات الصحف، وأسمى من كتاباتٍ موسميّة بائسة

لن يفعل الفنانون- تلقاء أنفسهم- إلَّا ما نرى ونشاهد.. ودون أن تكون هناك رؤية سياسية وفكرية أعلى.. تُحسِن استخدام تلك الأسلحة غير التقليدية.. لن تعدو مكونات قوتنا الناعمة أن تكون سلسلة من الألعاب النارية ومفرقعات العام الجديد!.

إن من يتأمل معظم «سينما الإسلام السياسى» فى بلادنا.. يتألم لهذا الكمّ الهائل من الجهل والركاكة.. وذلك السيل الجارف من البلاهة والضحالة.

ثرثرات الحانات الرخيصة وجدتْ طريقها إلى صدارة المشهد.. ظنّاً بأنها الطريق الأفضل لوأد التطرف ومكافحة الإرهاب!،

لا أريد أن أزيد فى وصف مشهد يعرفه أطفال المدارس.. ويدركه محدودو العقول.. ولكننى أفضِّل أن أمضى إلى ما يجب أن يكون.

 

(2)

إننا نحتاج إلى دراسة «سينما الإسلام السياسى» فى بلادنا والعالم.. ماذا أنتجنا؟ وماذا قلنا؟.. ما هى القضايا التى طرحْنا؟.. وما هى القضايا التى أهملنا؟.. ما الذى يحظى بالتقدير، وما الذى لا يستحق الاحترام؟.

إنَّنى أقترح تأسيس برنامج دراسات عليا فى «أكاديمية الفنون».. يقدِّم قراءات وبحوثاً، ويضمُّ عدداً من الدراسات المقارنة فى «سينما الإسلام السياسى».

يجب أن تكون لدينا عدة رسائل ماجستير ودكتوراة تدرس: «الإسلام السياسى فى هوليوود- أمريكا»، و«الإسلام السياسى فى بوليوود- الهند»، و«الإسلام السياسى فى موليوود- مصر»، و«الإسلام السياسى فى نوليوود- نيجيريا».. وكذلك دراسات جادّة حول السينما الأوروبية والروسية وتناولها لقضايا الإسلام السياسى.

يجب أن تكون لدينا رسائل ماجستير ودكتوراة تدرس: الإسلام السياسى فى هوليوود- أمريكا، والإسلام السياسى فى بوليوود- الهند، والإسلام السياسى فى موليوود- مصر

يجب أن تكون لدينا دراسات تفصيلية حول «صورة تنظيم القاعدة فى السينما»، و«صورة تنظيم داعش فى السينما»، و«صورة حركة طالبان فى السينما»، و«صورة الثورة الإيرانية فى السينما». وبالطبع.. فإن هذه الرسائل والدراسات تشمل الدراما بمثل ما تشمل السينما.. وهنا تتأتى دراسات «الإسلام السياسى فى الدراما التركية»، وفى «دراما أمريكا اللاتينية» وفى «الدراما الآسيوية».

(3)

إنَّ «الإسلام السياسى».. فكراً وحركةً.. هو المكوِّن الفكرى والسياسى الأهم فى عالم اليوم.. وهو الصانع الأكبر لأحداث العالم العربى فى السنوات الأخيرة.

ومن الواجب دراسة ما جرى ويجرى علميّاً ونظريّاً.. ومن المناسب أيضاً عرض ما جرى ويجرى دراميّاً وسينمائيّاً.

(4)

نحن أمةٌ فى خطر.. الروح والجسد.. المبنى والمعنى.

لا تكون مكافحة التطرف بمكافحة الدين.. لا يمكن اختزال حقائق التطرف وصناعة الكراهية فى مجرد مشاهد لداعية كاذب أو آخر مريض نفسيّاً!.

لا يمكن أيضاً طرح أسئلة كبرى فى العقيدة أو الشريعة.. فى العبارات أو المعاملات.. ثم ترك الإجابات تجرى على ألسنة السفهاء فى العمل الفنى.. دون علمٍ أو فكرٍ.. ودون منطق أو معرفة.

إن جانباً كبيراً من «سينما الإسلام السياسى».. هو الوجه الآخر لتنظيمات الإسلام السياسى.. كلاهما خطر.. على الدين والدنيا، حفظ الله مصر.

 

أحمد المسلماني

عن صحيفة "المصري اليوم"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية