الجحيم المقبل من القوقاز

الجحيم المقبل من القوقاز

الجحيم المقبل من القوقاز


27/03/2024

التقط تنظيم (داعش) أنّ الغرب يريد أفغنة الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا، فانتقل ببعض مقاتليه من سوريا إلى هناك، مستغلاً السيولة الحدودية، والسماح لمواطني الاتحاد السوفييتي السابق بالانتقال دون تأشيرة، وباقي التسهيلات الأخرى، التي ستمكنهم من الإفلات من ضغوط أبي محمد الجولاني للانضمام لجبهة تحرير الشام، وبعدها إنشاء بؤرة إرهابية كبيرة بوسط آسيا.

داعش في وسط آسيا 

نشأ تنظيم (داعش) في وسط آسيا على يد مجموعة من المنشقين عن حركة طالبان أفغانستان، وفي عام 2014 أعلنوا ولاءهم لأبي بكر البغدادي، لكنّهم بجهود منسقة تفككوا ثم عادوا على يد أبي شهاب المهاجر (ثناء الله غفاري)، الذي أعلن عن مقتله أكثر من مرة لكنّه نجا من الاغتيال.

استغل (داعش) كثرة عدد المقاتلين العائدين الذين ذهبوا إلى سوريا والعراق من الاتحاد السوفييتي السابق، وجند منهم الكثيرين للقتال بين صفوفه بوسط آسيا، وهم وفق (مجموعة الأزمات الدولية) ما بين (2000 إلى 4) آلاف توجهوا للقتال في صفوف تنظيم (الدولة الإسلامية).

وبسبب جاذبيّة القتال ضد روسيا، التي واجهت (داعش) في سوريا وقتلت منه الكثيرين، فإنّ التنظيم كان حريصاً على الانتقام، ووجد أنّ الجغرافيا التي ستمكنه من ذلك هي الوعرة، المتوفرة في وسط آسيا.

جدول للمقاتلين في سوريا

وقام تنظيم (داعش) بعمليات استقطاب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة، وامتلك أكثر من (174) قناة وأكثر من (66) ألف متابع، وفق شركة Sec Dev التي حددت نحو (500) قناة منفصلة تستخدمها تنظيمات متطرفة في آسيا الوسطى على مواقع تطبيقات (تيليغرام، وفيسبوك، وإنستغرام، وتويتر، ويوتيوب)، ومنصات التواصل الاجتماعي الروسية التي تحظى بشعبية كبيرة مثل (فكونتاكتي، وأدنوكلاسنيكي).


التقط تنظيم (داعش) أنّ الغرب يريد أفغنة الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا، فانتقل ببعض مقاتليه من سوريا إلى هناك، مستغلاً السيولة الحدودية، والسماح لمواطني الاتحاد السوفييتي السابق بالانتقال دون تأشيرة

ومع الحملة التي أطلقها تنظيم (داعش) أكثر من مرة بعنوان (واصلوا تحريضكم) أنشأ شبكة إقليمية من الخلايا المقاتلة في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، وقام التنظيم المركزي بدمج (ولاية القوقاز) مع (داعش خراسان) في تنظيم واحد، ومن يومها بدأت العمليات الإرهابية التي يقوم بها تتصاعد بشكل كبير.

ومن أهم العمليات التي قام بها التفجير الانتحاري في عام 2021 في مطار كابل، والهجوم على السفارة الروسية في أفغانستان، والهجوم الانتحاري المزدوج في إيران، والذي أدى إلى مقتل نحو (100) شخص أثناء تأبين قائد الحرس الثوري قاسم سليماني، وأخيراً الهجوم الذي حصل في موسكو خلال هذا الشهر.

الجحيم في وسط آسيا

يُعتبر تنظيم (داعش خراسان) هو رأس اللاعبين الإرهابيين بوسط آسيا، إلا أنّ هناك خارطة كبيرة من الجماعات داخل هذه المنطقة وخارجها، ممّن يقاتلون مع تنظيمات في الشام، وعلى سبيل المثال:

(ولاية القوقاز)، التي تم دمجها مع (داعش خراسان)، وكان بعض مقاتليها موجودين بسوريا، وهم حوالي (2000) داعشي، وفق تصريح سابق لمسؤولين روس، ومع محاولة جبهة تحرير الشام إطباق السيطرة على إدارة مناطق الفصائل الأخرى، عاد الكثير من (جنود الشام) بقيادة مراد مارغوشفيلي الملقب بـ "مسلم الشيشاني أبي الوليد"، إلى بلدانهم الأصلية أو بين الجاليات يعملون كدواعش كامنين.

🎞

ومن أهم هذه الفصائل التي كانت موجودة في سوريا، (جيش المهاجرين والأنصار) أكبر الفصائل الشيشانية، وتنظيم (صالح الدين الشيشاني)، المنشق عن جيش المهاجرين والأنصار، وتنظيم (سيف الله الشيشاني)، الذي قام بالهجوم على سجن حلب المركزي، وتنظيم (أجناد القوقاز)، الذي يقوده عبد الحكيم الشيشاني في ريف اللاذقية الشمالي.

وتنضوي تحت هذه التنظيمات جماعة (الإمام البخاري)، التي وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية بأنّها "أكبر قوة قتالية أوزبكية في سوريا"، وكتيبة (التوحيد والجهاد)، الأوزبكية، وجماعة (الخلافة) بقيادة عبد الحليم الشيشاني، وجماعة (ترخانغازييف)، وجماعة (أنصار الشام) بقيادة أبي موسى الشيشاني.

تنضوي تحت هذه التنظيمات جماعة (الإمام البخاري)، التي وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية بأنّها "أكبر قوة قتالية أوزبكية في سوريا"

وأمّا داخل القوقاز ووسط آسيا، فتوجد كتيبة (جولمورودهاليموف) التي تنتشر في طاجيكستان، وبايعت داعش، وجماعة (العصابة الجنوبية) داغستان، والجماعة الطاجيكية (أنصار الله)، التي تعهدت بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017.

وبسبب قرب القوقاز من أوروبا، فإنّ وجود كل تلك الجماعات سيشكّل خطورة كبيرة، وبسبب عدم قدرة حركة طالبان على مواجهة (داعش)، وجاذبية القتال ضد الروس بسبب الثارات القديمة في سوريا، فإنّه من المتوقع أن تتواصل العمليات الإرهابية في هذه البقعة الجغرافية، وأن يجد التنظيم مكاناً مثاليّاً لشن حرب هي ثأرية في المقام الأوّل، وجحيم على العالم في المقام الثاني.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية