"داعش" يحرز تقدماً في هذه الدول الأفريقية.. معهد واشنطن يسلط الضوء على التبعات

داعش يحرز تقدماً في هذه الدول الأفريقية.. معهد واشنطن يسلط الضوء على التبعات

"داعش" يحرز تقدماً في هذه الدول الأفريقية.. معهد واشنطن يسلط الضوء على التبعات


25/03/2024

بعد الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش على مركز تجاري في إحدى ضواحي العاصمة الروسية موسكو، أعادت الكثير من المؤسسات البحثية نشر مواضيع تتعلق بتواجد الجماعة الإرهابية، خاصة في أفريقيا، لأنها من القارة المرشحة لأن تكون مقراً رئيسياً لها، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، والحروب، وضعف الحكومات، وانتشار الفوضى، وعدم الاستقرار في العديد من بلدانها.

معهد واشنطن أفرد دراسة وافية لتسليط الضوء على تواجد تنظيم داعش في أفريقيا وتقدمه فيها، وأكّد أنّ الفروع المحلية للتنظيم الإرهابي تتواجد حالياً على أراض في مالي والصومال وموزمبيق، مما يمهد الطريق لموجة جديدة من حشد المقاتلين الأجانب، وفرص استخراج الموارد، وربما حتى القيام بعمليات خارجية ضد الدول الغربية.

وأضافت الدراسة أنه بعد مرور نحو خمسة أعوام على خسارة تنظيم داعش سيطرته على الأراضي في مناطقه الأساسية في العراق وسوريا، يسعى التنظيم مجدداً إلى تحقيق مكاسب إقليمية في مختلف أنحاء أفريقيا. ففي مالي، استولت قواته على أجزاء من منطقة ميناكا الشرقية الريفية، ومنطقة أنسونغو في جنوب جاو العام الماضي، بينما أفادت تقارير لـ"فرانس برس" أن المقاتلين الأجانب أصبحوا أكثر اهتماماً بالسفر إلى ما يطلق عليه التنظيم اسم "ولاية الساحل".

بعد خسارة داعش سيطرته على الأراضي في العراق وسوريا، يسعى مجدداً إلى تحقيق مكاسب إقليمية في مختلف أنحاء أفريقيا

وفي مناطق أخرى، استولت "ولايات" تنظيم "الدولة الإسلامية" في الصومال وموزمبيق على مدن مختلفة في منطقتَي بونتلاند وكابو ديلغادو خلال الشهرين الماضيين، مما أدى إلى زعزعة الاستقرار أكثر فأكثر في المنطقة، وفي بعض الحالات تعريض مشاريع الغاز الطبيعي المهمة للخطر.

وحسب معهد واشنطن؛ فقد أثارت مالي اهتمام المقاتلين الأجانب، فمنذ أوائل عام 2023، أشارت سلسلة من الاعتقالات في صفوف الشبكات الجهادية المغربية والإسبانية إلى تزايد الاهتمام بتجنيد المقاتلين الأجانب في مالي.

وفي كانون الثاني (يناير) 2023: أدت عملية مغربية إسبانية مشتركة لمكافحة الإرهاب إلى تفكيك خلايا في شتوكة آيت باها وألمرية، حيث كانت العناصر تساعد تنظيم داعش على تجنيد الأشخاص للقتال في مالي وتسهيل سفرهم إلى "ولاية الساحل".

 

الفروع المحلية لتنظيم داعش تتواجد حالياً على أراض في مالي والصومال وموزمبيق مما يمهد الطريق لموجة جديدة من حشد المقاتلين الأجانب والعمليات ضد الغرب

 

وفي آذار (مارس) 2023: قامت السلطات المغربية بتفكيك خلايا في سوق الأربعاء، وتطوان، والعرائش. وفي كل حالة، كان المشتبه بهم يسعون إلى التدرب في معسكرات عسكرية تابعة للتنظيم  في مالي.

وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2023: قامت السلطات المغربية بتفكيك خلايا في طنجة، وتطوان، وإنزكان؛ حيث عثرت على مخطوطة حول طرق الانضمام إلى داعش في ولاية الساحل.

وفي كانون الثاني (يناير) 2024: قامت السلطات المغربية بتفكيك خلايا التجنيد والإسناد في طنجة، والدار البيضاء، وبني ملال، وإنزكان التي كانت ترسل مقاتلين إلى "ولاية الساحل".

وفي شباط (فبراير) 2024: اعتقلت السلطات المغربية مواطناً في مدينة سلا بسبب تواصله مع عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" لتسهيل سفره إلى "ولاية الساحل".

المقاتلون الأجانب أصبحوا أكثر اهتماماً بالسفر إلى ما يطلق عليه التنظيم اسم "ولاية الساحل"

وفي حالات أخرى، لم يتم رصد المشتبه بهم الأجانب إلا بعد أن بدأوا بالقتال في المسارح المحلية، ووصلوا أحياناً إلى مناطق حرب متعددة قبل القبض عليهم. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أُلقي القبض على أربعة مغاربة إلى جانب أعضاء من التنظيم في الصومال، في علمسكاد، وهي منطقة جبلية تقع في منطقة بونتلاند الانفصالية. وبعد ثلاثة أشهر، أُلقي القبض في أوفين على اثنين من كبار أعضاء داعش في الصومال - أحدهما من المغرب والآخر من سوريا.

وحول الصومال واستيلاء "حركة الشباب"على مساحات كبيرة من أراضيها فإنه في الفترة ما بين شباط (فبراير) وكانون الأول (ديسمبر) 2023، قاتل تنظيم داعش في الصومال الحركةَ التي تعد فرعاً لتنظيم "القاعدة"، في أنحاء مختلفة من بونتلاند. وقبل اكثر من 3 أشهر، أعلن تنظيم داعش أنه سيطر على قرى في منطقة باري الانفصالية.

 

التطورات تشير  إلى أن الجيش الموزمبيقي لن يكون قادراً على الدفاع عن نفسه دون بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي في موزمبيق

 

ووفق المعهد؛ فإنّ هذه التطورات تضطلع بأهمية خاصة، لأنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" في الصومال أصبح حلقة رئيسية في شبكات جمع الأموال العالمية التابعة لداعش، حيث يربط المموّلين من جنوب أفريقيا بتنظيم داعش - ولاية خراسان، الذي يُعَدّ الفرع الأكثر نشاطاً حالياً من حيث تخطيط العمليات الخارجية وتنفيذها. ومع استيلائه في الصومال على أراض خاصة به، فباستطاعته توفير المزيد من الموارد لمجموعة الأهداف العالمية المتوسعة الخاصة بتنظيم «"الدولة الإسلامية" - ولاية خراسان».

أما في موزمبيق؛ فقد أوضحت الدراسة أنه بعد السيطرة على أجزاء من محافظة كابو ديلغادو الشمالية الشرقية من عام 2019 إلى عام 2021، تراجعت تدريجياً السيطرة الإقليمية لتنظيم داعش في موزمبيق في وجه حملات مكافحة الإرهاب التي أطلقها الجيش الرواندي و"بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي في موزمبيق". ولكن مع استعداد قوات هذه البعثة للانسحاب في تموز (يوليو) المقبل، بدأ تمرد التنظيم الإرهابي بإعادة بناء نفسه  خلال الأشهر الأخيرة، حيث استولى على مدينتَي موكوجو وكويسانغا في كابو ديلغادو وتوسع جنوباً إلى منطقة شيوري.

 

ينبغي على الحكومات الغربية وشركائها المحليين مواصلة جهود إنفاذ القانون لوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى مالي وأماكن أخرى

 

وأكدت الدراسة على أنّ هذه التطورات تشير  إلى أن الجيش الموزمبيقي لن يكون قادراً على الدفاع عن نفسه دون "بعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي في موزمبيق". ويبدو أن احتمال حدوث انهيار أمني كامل في موزمبيق أكبر من احتمال حدوثه في منطقة عمليات تنظيم  داعش في الصومال، فقد أفادت وسائل الإعلام المحلية بالفعل عن تدفقات لأكثر من 30 ألف نازح جديد ينتقلون من جنوب كابو ديلجادو إلى مقاطعة نامبولا.

وعن التداعيات السياسية قال معهد واشنطن:" إنّ الأحداث الأخيرة في الصومال وموزمبيق ومالي توضح إصرار تنظيم داعش المستمر على السعي إلى السيطرة على الأراضي أينما استطاع، حتى في المناطق التي لا تندرج عادة ضمن أولويات أعدائه اللدودين في الغرب. إلا أن هذه الجيوب الصغيرة التي يسيطر عليها التنظيم قد تُحدِث تأثيراً أكبر إذا سَمحت له باستئناف عملياته الخارجية، وتوسيع نشاطه المالي، وتعطيل إمدادات الطاقة العالمية.

سلسلة من الاعتقالات في صفوف الشبكات الجهادية المغربية والإسبانية تشير إلى تزايد الاهتمام بتجنيد المقاتلين الأجانب في مالي

وشدد المعهد على أنه ينبغي على الحكومات الغربية، وشركائها المحليين، مواصلة جهود إنفاذ القانون لوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى مالي وأماكن أخرى. في حين عليهم العمل أيضاً على تقويض الأهداف الإرهابية المحتملة في مناطق الساحل وخليج غينيا، ولا يزال من المهم العمل مع شركاء آخرين في المنطقة، خاصة روسيا التي حلت مكان بنية مكافحة الإرهاب التي تقودها فرنسا وتدعمها الولايات المتحدة، في العديد من الدول الأفريقية.

وأكد المعهد على أنه يتعين على وزارة الخزانة الأمريكية مضاعفة جهودها لإدراج القادة الجدد في تنظيم داعش في الصومال وشركائه في الخارج على لائحة العقوبات، وذلك بهدف تعطيل تحويل الأموال بين ولايات التنظيم المنتشرة في أفريقيا الجنوبية، والقرن الأفريقي، وجنوب آسيا.

 

يجب على واشنطن إشراك "الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي" وحثها على تمديد فترة العمليات المحلية التي تنفذها بعثتها في موزمبيق

 

وفيما يتعلق بموزمبيق، يجب على واشنطن إشراك "الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي"، وحثها على تمديد فترة العمليات المحلية التي تنفذها بعثتها في موزمبيق إلى ما بعد شهر تموز (يوليو) المقبل. وإذا لم يحدث ذلك، قد يعمد تنظيم داعش في موزمبيق قريباً إلى إقامة مشروع حُكم آخر في الشمال الغربي - وربما يقوض تدفقات الغاز الطبيعي المسال في وقت تبقى فيه أسواق الطاقة العالمية حساسة للغاية لمزيد من الاضطرابات.

وختم المركز دراسته بالقول: إن السماح لتنظيم  داعش بزيادة مكاسبه وبناء مشاريع حكم جديدة، قد يفسح المجال أمامه من أجل التخطيط لارتكاب فظائع أخرى تغير قواعد اللعبة، وتعيده إلى رأس أجندة السياسات الخاصة بالغرب.

مواضيع ذات صلة:

هل يختلف "داعش" عن "الإخوان المسلمين" فكريّاً؟!

ما الذي يجمع الإخوان وداعش والقاعدة؟

الفلبين بين مطرقة الإخوان وسندان داعش



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية