أحد مهندسيها: اتفاقات أوسلو "ماتت تماماً" وهذا هو الحل الوحيد

أحد مهندسيها: اتفاقات أوسلو "ماتت تماماً" والحل الوحيد سيأتي من الخارج

أحد مهندسيها: اتفاقات أوسلو "ماتت تماماً" وهذا هو الحل الوحيد


28/11/2023

تتواصل الجهود الدولية للتوصل إلى حل للصراع المستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما رأى النروجي يان إيغلاند، وهو أحد مهندسي اتفاقات (أوسلو)، أنّ هذه الاتفاقات لم تعد تصلح أبداً، وأنّ الحل للحرب الدائرة حالياً في قطاع غزة يتطلب قيادة دولية.

وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أوضح يان إيغلاند قائلاً: "اتفاقات أوسلو لم تعد موجودة في ذاتها...، الآن سنحتاج إلى اتفاق آخر، ويجب أن يتم تنسيقه بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية".

ورأى الدبلوماسي السابق الذي أصبح اليوم الأمين العام لمنظمة (المجلس النروجي للّاجئين) غير الحكومية، أنّ الحل الوحيد الممكن للحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس "سيأتي من الخارج".
وأردف: "ليس من الممكن لإسرائيل وحماس التفاوض (وحدهما) بشأن مستقبل هذه الأراضي...، لن تكون هناك أيّ ثقة، إسرائيل تعمل على تدمير حماس، فيما حماس موجودة للقضاء على إسرائيل"، نقلاً عن وكالة (فرانس برس).

إيغلاند: الآن سنحتاج إلى اتفاق آخر، ويجب أن يتم تنسيقه بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية.

وأكمل: "القادة في الجانبين ليسوا أبداً بمستوى القادة الذين كانوا في حقبة (اتفاقات أوسلو)، الذين كانوا ذوي رؤية وأقوياء وقادة حقيقيين. اليوم لدينا شعبويون في كلا المعسكرين، بالفعل".

ويُعدّ تاريخ 13 أيلول (سبتمبر) 1993 مهماً، عندما تصافح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في حديقة البيت الأبيض، بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وقد شكل هذا المشهد تتويجاً لـ (14) جولة من المحادثات السرية في أوسلو، شارك في تنظيمها النروجي يان إيغلاند الذي كان وقتذاك وزير دولة في وزارة الخارجية النروجية.

إيغلاند: الحل الوحيد الممكن للحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس سيأتي من الخارج.

وبعد (30) عاماً من إبرام هذه الاتفاقات، وفي وقت تتواجه فيه إسرائيل مع حركة حماس منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) في حرب دامية في قطاع غزة، يعتبر إيغلاند (66) عاماً أنّ اتفاقات أوسلو ماتت "تماماً".
وأسفر الهجوم الإسرائيلي الدامي على غزة عن سقوط نحو (15) ألف قتيل، أغلبهم من الأطفال والنساء، وإصابة نحو (36) ألفاً آخرين؛ وأسفرت المواجهات في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من (225) فلسطينياً، وإصابة نحو (3) آلاف آخرين.

وفي السياق، قال إيغلاند: "بعد ذلك، سيكون هناك الكثير من المرارة والكراهية من الجانبين، وسيكون هناك مزيد من العنف"، مردفاً: "من الوهم أن تعتقد إسرائيل أنّها تستطيع تحقيق الأمن والسلام من خلال القنابل، ومن الوهم أن نعتقد أنّه من خلال القتل الجماعي لمدنيين إسرائيليين، كما فعلت (حماس) واحتجاز مدنيين كرهائن، يمكننا حلّ مشكلة وجود إسرائيل".

وبحسب إيغلاند، فإنّ "المجتمع الدولي ليس على مستوى هذه المهمة أيضاً، إذ يتمتع بقيادة ضعيفة للغاية".

وتساءل إيغلاند: "أين القيادة الأمريكية والأوروبية والبريطانية والفرنسية، للمساعدة حقاً في الدفع نحو تسوية نهائية؟ والسؤال نفسه للجانب العربي"، وتابع: "هذه هي المشكلة دائماً تقريباً...، أنتم مستعدون لانتقاد عدو حليفكم، لكنّكم غير مستعدين لدفع حليفكم نحو التسوية".

الدبلوماسي النرويجي السابق شدّد على أنّه من المهم جداً "استئناف المحادثات بأكبر قدر من السرية"، مضيفاً: "تتمتع قنوات التواصل السرية والمفاوضات السرية بميزة هائلة، هي أنّ الأطراف لا يتحدثون من أجل الاستعراض، ليس عليهم التعامل مع أيّ استفزاز أو عمل من أعمال العنف حدث بالأمس أو في اليوم السابق، يستطيعون حقاً التفاوض".
 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية