أردوغان يواصل قمع طلبة جامعة البوسفور... تفاصيل وردود أفعال

أردوغان يواصل قمع طلبة جامعة البوسفور... تفاصيل وردود أفعال


04/02/2021

توالت ردود الأفعال حول احتجاجات طلبة جامعة البوسفور (بوغازيتشي) في إسطنبول، فمن جهة حملت التصريحات الرسمية من قبل حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم الذي يترأسه رجب طيب أردوغان تحريضاً مبطناً، مستغلاً حادثة تدنيس صورة الكعبة المشرفة على مدخل الجامعة، هذا بالإضافة إلى وصف الطلاب المحتجين بـ"الإرهابيين" الذين يجب مواجهتهم بعنف من قبل رجال الأمن، ومن الجهة الأخرى طالب العديد من الشخصيات التركية الوازنة والعديد من الدول بوقف اعتقال الطلاب، وضمان تظاهرهم للمطالبة بحقوقهم  بشكل سلمي.

 وفي السياق، زعم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أنّ 79 من الموقوفين على خلفية أحداث جامعة البوسفور في إسطنبول، هم أعضاء في تنظيمات إرهابية.

وزير الداخلية التركي يزعم أنّ الموقوفين على خلفية أحداث جامعة البوسفور هم أعضاء في تنظيمات إرهابية

وادّعى صويلو في تصريح نقلته وكالة الأناضول أنّ المحتجين كانوا على وشك اقتحام مكتب رئيس الجامعة، قبل أن تتدخل القوات الأمنية لتوقيفهم، مؤكداً توقيف 108 أشخاص إثر الحادثة، بينهم 101 من خارج الجامعة.

وأفاد وزير الداخلية بأنّ "79 من الموقوفين، هم أعضاء في تنظيمات إرهابية، مثل جبهة حزب التحرر الشعبي الثوري (DHKP/C) ، والحزب الشيوعي التركي/ المؤتمر الماركسي-اللينيني (TKP/ML) ".

وفي الجهة المقابلة، علّق علي باباجان رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم التركي" على هذه الأحداث، وشدّد على أنّ "الرد العنيف على احتجاجات طلاب جامعة البوسفور، المعترضين على تعيين رئيس لجامعتهم بقرار رئاسي، غير مقبول وغير مبرّر"، مشيراً إلى أنّ "التطورات الأخيرة في جامعة البوسفور تقلق الجميع".

من احتجاجات الطلاب في جامعة البسفور

ولفت باباجان إلى أنّ "السياسات الداخلية التي أوجدتها الحكومة من خلال الاستقطاب والتضارب بدأت في إلحاق ضرر كبير بالبلد"، معتبراً أنّ "الحكومة التي لا تستطيع حلّ أي من مشكلات البلاد، تشغل الشعب بالكامل من خلال الأعمال العدائية"، وفق صحيفة "زمان" التركية.

 بدوره، دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليجدار أوغلو للإفراج عن طلاب جامعة البوسفور المحتجين على تعيين مليح بولو رئيساً للجامعة.

ونشر كليجدار أوغلو رسالة مسجلة بشأن تظاهرات جامعة البوسفور، وصف فيها مليح بولو بالوصي قائلاً: "لا أحد يريده، الطلاب لا يريدونه، ولا أعضاء هيئة التدريس، ولا خريجو الجامعة السابقون. لم يتمكّن من إيجاد شخص يعمل معه، لكنّ حدة التوترات تتزايد ويتمّ استخدام العنف بحقّ أبنائنا".

اقرأ أيضاً: لماذا تستهدف حكومة أردوغان جامعة البسفور؟

ووجّه كليجدار أوغلو كلمة إلى عائلات الطلاب قائلاً: "أمامنا سلطة سياسية فقدت سيطرتها. تتغذى من التوترات، ونحن مضطرون للتمتع بالعقل السليم والتصرف بالفطرة السليمة. نحن مضطرون ألّا نخدم مصالح السلطة السياسية، ومن هنا أدعو السلطة السياسية بشكل واضح وصريح إلى الإفراج عن أبناء تركيا وإنهاء التوترات التي تثيرها".

واستغلّ "أكاديميو السلام الأتراك"، وهم الأكاديميون الذين طُردوا من وظائفهم في جامعات تركيا بقرارات رئاسية خلال حالة الطوارئ عقب انقلاب 2016، استغلوا أحداث العنف الموجّه ضد طلاب جامعة البوسفور، بسبب اعتراضهم على تعيين "عميد أردوغان"، لإظهار مدى القمع الذي يمارسه أردوغان وحزبه على المؤسسات التعليمية الكبرى.

كليجدار أوغلو يدعو للإفراج عن طلاب جامعة البوسفور، ويصف مليح بولو بالوصي الذي لا يريده  أحد

وأوضح الأكاديميون في بيان لهم، تناقلته وسائل إعلام محلية، أنه يجب إنهاء العنف المستمر ضد طلاب جامعة البوسفور المحتجين على القرار الرئاسي بتعيين أ. د مليح بولو القيادي بحزب العدالة والتنمية، وإطلاق سراحهم فوراً دون أيّ إجراءات قانونية.

وشدّد الأكاديميون على دعمهم الكامل لانتفاضة الطلاب ضد القرار الذي اتخذه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتعيين مليح بولو في رئاسة الجامعة.

وتابع البيان: "نحن ندرك أنّ الطبيعة الديمقراطية والاستقلالية للجامعة شرط لا جدال فيه. يجب أن تتمتع الجامعة بأداء ديمقراطي مستقل عمّا يفرضه المجال السياسي، من أجل الحفاظ على إنتاج المعرفة بحرّية، واستمرار التفكير النقدي".

وأخيراً، قال الأكاديميون: إنهم يعلنون مرّة أخرى أنهم لن يتخلوا أبداً عن النموذج الجامعي الديمقراطي المستقل والحرّية الأكاديمية.

وفي الإطار ذاته، طالب اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك "توسياد" بضرورة الاستماع إلى أصوات طلاب جامعة البوسفور وكلّ الجامعات.

 وأوضح "توسياد" في بيان له، حول أحداث العنف التي تشهدها جامعة البوسفور، أنّ الشباب هم مستقبل تركيا، بذكائهم وتعليمهم وآمالهم، لذلك يجب التركيز على الاستماع إلى أصواتهم، وعلى الحفاظ على القيم القائمة على العلم وحرّية الفكر والتوافق.

وطالب عمدة بلدية أنقرة منصور يافاش رئيس جامعة البوسفور، المعيّن بقرار رئاسي،  بالاستقالة من منصبه.

باباجان: الردّ العنيف على احتجاجات طلاب جامعة البوسفور غير مقبول وغير مبرر، والتطورات الأخيرة تقلق الجميع

وتعليقاً على العنف الذي شهدته التظاهرات الاحتجاجية بجامعة البوسفور في إسطنبول، قال يافاش: "بحركة واحدة منك يمكنك تقديم معروف كبير لبلدنا وشعبنا. بإمكانك الاستقالة من رئاسة الجامعة التي تمّ تعيينك بها، وتقديم تضحية تاريخية لبلدنا".

مليح بولو رئيس الجامعة الجديد، المعيّن من قبل الرئيس رجب أردوغان، سبق أن أعلن أنه لن يستقيل من منصبه مهما حدث.

وبما يتعلق بقمع رجال الأمن الأتراك للاحتجاجات السلمية، اعتدت الشرطة على مجموعة من الأشخاص الذين تجمّعوا بمنطقة كاديكوي للتضامن مع طلاب جامعة البوسفور، استجابة لدعوة قوى العمل والسلام والديمقراطية في إسطنبول.

"أكاديميو السلام الأتراك" يستغلون أحداث العنف ضد الطلاب لإظهار مدى القمع الذي يمارسه أردوغان وحزبه

واستخدمت الشرطة غاز الفلفل وقنابل الغاز والخرطوش، واعتقلت عدداً من المتضامنين، وقامت الشرطة بالاعتداء على نائب حزب العمال عن مدينة هاتاي باريش أتاي، وسعت لاعتقاله.

من جانبه، نشر حزب العمال عبر توتير لقطات تظهر الاعتداء على أتاي مع تعليق يقول: "الشرطة اعتدت على نائب حزبنا بارش أتاي منجولّو أوغلو".

هذا، وقدّمت إحدى طالبات جامعة البوسفور محضراً ضد الشرطة، بسبب سوء المعاملة الذي تعرّضت له خلال اقتحام الشرطة لحرم جامعة البوسفور لتفريق الطلاب المحتجين على تعيين رئيس الجامعة المعيّن بقرار رئاسي.

اقرأ أيضاً: الحريات في تركيا.. إلى أين؟!

وأوضحت الطالبة، وفق موقع "أحوال تركيا"، أنّ قوات الأمن قامت بسحلها أثناء الاعتقال، وهو ما أسفر عن سقوط حجابها من على رأسها، مفيدة أنها تعرّضت للإهانة ولم تسمح قوات الشرطة لها بإعادة وضع الحجاب بعد سقوطه عن رأسها.

دولياً، أعربت واشنطن أمس عن قلقها إزاء تعامل السلطات التركية بعنف مع مظاهرات طلبة جامعة البوسفور.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ند برايس في مؤتمر صحفي، وفق ما أوردت وكالة "رويترز": "نتابع عن كثب الاحتجاجات السلمية ضدّ تعيين عميد جديد لجامعة البوسفور، ونحن قلقون لاعتقال طلاب ومتظاهرين آخرين". 

إلى ذلك، دانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة اعتقال الطلاب من جامعة البوسفور المحتجين على تعيين مليح بولو.

ودعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في بيان رسمي، حصلت "حفريات" على نسخة منه، السلطات التركية إلى الافراج عن الطلاب المعتقلين أثناء التظاهرات الاحتجاجية، مستنكرة تصريحات السياسيين الأتراك التي تستهدف أعضاء المجتمع المثلي.

وعلى مدار شهر، يحتجّ طلاب وأعضاء هيئة تدريس جامعة البوسفور على تعيين رئيس جديد لها دون انتخابات ومن خارج الجامعة.

الاحتجاجات قابلها نظام أردوغان بحملة قمع كبيرة، فقد تمّ اعتقال 159 طالباً من جامعة البوسفور، وتعرّض هؤلاء الطلاب للعنف في واحدة من أبرز الجامعات في تركيا.

ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ما يحدث داخل البوسفور بـ"حرب"، يهدف أردوغان من خلالها السيطرة على الجامعة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية