أشهر 10 نساء حصلن على جائزة نوبل

أشهر 10 نساء حصلن على جائزة نوبل
جائزة نوبل

أشهر 10 نساء حصلن على جائزة نوبل


25/02/2020

اكتسبت جائزة نوبل، منذ الإعلان عن الفائزين بها للمرة الأولى العام 1901، أهمية كبيرة، لما تُمثلّه من اعتراف بعبقرية الحاصلين عليها في مختلف المجالات وبإسهامهم في خدمة البشرية، فضلاً عن القيمة المادية لها والتي تتجاوز المليون دولار، ورغم عدم تضمّن شروط الترشيح ومن ثمّ الفوز بالجائزة على أي تحيّز تجاه ديانة أو عِرق أو نوع اجتماعي، إلّا أنّ قائمة الحاصلين على الجائزة، تاريخياً، تشي بالكثير من التحيّز؛ سواء لأسباب سياسية أو اجتماعية.

ماري كوري أول امرأة تحصل على جائزة نوبل والوحيدة الحاصلة على جائزتي نوبل في مجالين مختلفين

ويُعدّ التمييز ضد المرأة من أبرز المآخذ على جائزة نوبل؛ حيث حصلت على الجائزة 54 امرأة فقط، من أصل 935 فائزاً، فقد مُنحت الجائزة في الفيزياء 203 مرات، لم تحصل النساء سوى على جائزتين منها فقط، كما منحت نوبل في الكيمياء 171 مرة، حصلت النساء على 4 جوائز منها، وحازت النساء على 12 جائزة نوبل في الطب من أصل 211 جائزة، أما فيما يتعلق بجائزة نوبل في الأدب فقد منحت 211 مرة، فازت النساء منها بـ15 جائزة، ومُنحت نوبل في السلام 129 مرة، فازت النساء بـ16 جائزة منها، وأطلقت جائزة نوبل في الاقتصاد العام 1969 لتفوز امرأة واحدة بالجائزة من بين 76 فائزاً.
في هذا التقرير ترصد "حفريات" سيرة أشهر 10 نساء حصلن على جائزة نوبل في مجالات مختلفة

ماري كوري: جائزتان في الفيزياء والكيمياء

تُعد ماري سكوودوفسكا كوري (7 تشرين الثاني/ نوفمبر 1867 - 4 تموز/ يوليو 1934)، المولودة في مدينة وارسو البولندية، أول امرأة تحصل على جائزة نوبل، كما أنّها الوحيدة التي حصلت على جائزتين في مجالين مختلفين؛ حيث حصلت على نوبل في الفيزياء، مناصفة مع زوجها؛ الفيزيائي الفرنسي بيير كوري، وجائزة ثانية في تخصص الكيمياء.

تُعدّ الباكستانية ملالا يوسفزي أصغر الحاصلين على الجائزة لدفاعها عن حق الإناث في التعليم ضد بطش طالبان

وكانت كوري قد استكملت، برفقة زوجها، اكتشافات عالم الفيزياء الفرنسي؛ هنري بيكريل حول عنصر "اليورانيوم"؛ حيث قاما بعدة أبحاث تتعلق بالأشعة المنبعثة من هذا العنصر، وتوصلا إلى نظرية مفادها أنّ الأشعة تنبعث من البنية الذرية للعنصر نفسه، وليس نتيجة تفاعل بين الذرات، ليُأسسا بهذه النظرية لما يعرف اليوم بـ "الفيزياء الذرية"، ويحصلا على جائزة نوبل في الفيزياء العام 1903.
وتوفي زوج كوري العام 1906، حيث حلّت ماري، فيما بعد، محله كبروفيسورة في جامعة السوربون، لتكون بذلك أول امرأة تشغل منصب بروفيسور في السوربون، وتابعت أبحاثها ودراساتها في مجالات مختلفة من العلوم لتنال جائزة نوبل في الكيمياء العام 1911، عن اكتشافها عنصرين جديدين، أطلقت على الأول اسم "الراديوم"، وأطلقت على الثاني اسم "البولونيوم"، نسبة إلى مسقط رأسها بولندا والتي كانت تُسمى "بولونيا" سابقاً.

سلمى لاغرلوف: أول فائزة بنوبل في الأدب

سلمى لاغروف (20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1858 - 16 آذار/ مارس 1940)؛ روائية وكاتبة سويدية، وُلدت في مقاطعة فارملاند؛ على الحدود السويدية النرويجية، وهي أول كاتبة  تفوز بجائزة نوبل للأدب، حيث حصلت عليها العام 1909، قبل أن يتم اختيارها لتكون ضمن أعضاء الأكاديمية السويدية التي تمنح جوائز نوبل العام 1914.

اقرأ أيضاً: تعرف إلى أول خليجي يترشح لجائزة نوبل للآداب
وبدأت لاغروف حياتها كمعلمة في إحدى مدارس بلدة لاندسكرونا، حيث عملت 10 أعوام، حتّى قررت التوقف عن التدريس والتفرّغ للأدب، ونشرت أولى رواياتها "ملحمة غوستا برلنغ"، التي بشرّت بالنهضة الرومنطيقية في الأدب السويدي، ومن ثم سافرت العام 1895 إلى القدس وأقامت هناك، وعند عودتها أصدرت رواية حملت اسم "القدس"، كما نشرت عدة روايات أخرى منها؛ "رحلة نيلز هولغرسونز الرائعة عبر السويد" العام 1907، و"الروابط غير المرئية" العام 1894، وغيرها.

إيرين جوليو كوري: فائزة ابنة فائزَين

إيرين جوليو كوري (12 أيلول/ سبتمبر 1897 - 17 آذار/ مارس 1956)؛ كيميائية فرنسية ولدت في باريس، حيث نشأت وسط عائلة تهتم بالعلوم، فهي ابنة العالمين الشهيرين؛ ماري كوري وپيير كوري، وقد حصلت على نوبل في الكيمياء العام 1935، مناصفة مع زوجها فردريك جوليو.

بدأت سلمى لاغروف حياتها معلمة في إحدى مدارس بلدة لاندسكرونا حيث عملت 10 أعوام حتّى قررت التفرّغ للأدب

وكانت إيرين قد حصلت على شهادة الدكتوراه عن أطروحتها؛ "أشعة ألفا الصادرة عن البولونيوم"، عام 1925، ثم تزوجت من فردريك في العام الذي تلاه، وعمل الزوجان على تحديد الأنشطة الإشعاعية، الذي أوصلهما لجائزة نوبل، فضلاً عن عملهما في مشروع القنبلة النووية الفرنسية، الذي فاق مشروع القنبلة النووية الأمريكية.
وأُصيبت إيرين العام 1950 بسرطان الدم، نتيجة تعرضها للإشعاعات الكثيفة خلال عملها، وهو نفس المرض الذي أصيبت به والدتها، لكنّها استمرت في ممارسة العلوم؛ حيث خططت لإقامة مختبرات للفيزياء النووية في جامعة أورسي الفرنسية، قبل أن تفارق الحياة.

جرتي كوري: أول فائزة بنوبل في الطب

جرتي كوري (15 آب/ أغسطس 1896 - 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1957)؛ عالمة في الكيمياء الحيوية، أمريكية من أصل تشيكي، وتعد ثالث امرأة تحصل على جائزة نوبل في المجالات العلمية، وأول امرأة تفوز بجائزة نوبل في الطب، التي حصلت عليها بالتشارك مع زوجها كارل، والعالم الأرجنتيني برناردو هوساي، العام 1947.

اقرأ أيضاً: هذا ما ستفعله الإيزيدية نادية بقيمة جائزة نوبل
وحازت جرتي على درجة الدكتوراة في الطب من جامعة براغ الألمانية العام 1920، وتزوجت من زميلها كارل فرديناند في نفس العام، ثم انتقل الزوجان إلى نيويورك العام 1922، حيث شرعا بالعمل على بحوث تتعلق بآليات التمثيل الغذائي، قبل أن ينتقلا إلى جامعة واشنطن العام 1931، حيث حازت جرتي على لقب أستاذ الكيمياء الحيوية العام 1947، لتحصل على نوبل في وقت لاحق من العام نفسه.
وتوفيت جرتي بعد صراع دام 10 أعوام مع مرض "سرطان التليف النقوي"، وقد استمرت في مسيرتها البحثية خلال أعوام مرضها؛ حيث حصلت على عدة جوائز وأوسمة لاكتشافاتها المهمة في مجال الطب، كما أصدرت الخدمة البريدية الأمريكية طابعاً باسمها.

ماريا ماير: نوبل في الفيزياء

ماريا غوبرت ماير (28 حزيران/ يونيو 1906 - 20 شباط/ فبراير 1972)؛ عالمة أمريكية متخصصة في الفيزياء النظرية، ولدت في ألمانيا، والتحقت بجامعة غوتينغن الألمانية العام 1924، حيث درست الرياضيات، وبعد تخرجها، تابعت دراستها في تخصص الفيزياء، لتحصل على درجة الدكتوراه العام 1930؛ عن أطروحتها في نظرية "امتصاص فوتونين المحتمل بواسطة الذرات"، فازت ماير بجائزة نوبل العام 1963، بالتشارك مع الألماني؛ هانز جنسن، والأمريكي من أصل هنغاري؛ ايوجين وينغر، لاكتشافاتهم المتعلقة بالفيزياء الذرية.

اقرأ أيضاً: في تاريخ نوبل للسلام: الجائزة بين الجدل والحسابات السياسية
نشرت ماير الكثير من الأوراق البحثية في مجالات الفيزياء الذرية والكيميائية، حيث يشكل عملها، الأساس النظري للعديد من الاكتشافات المتعلقة في فيزياء الليزر؛ مثل فصل النظائر بالليزر، والحساب المداري الجزيئي.
تعرضت ماير لسكتةٍ دماغية العام 1960، وذلك بعد تعيينها كبروفيسور متفرغ بالفيزياء في جامعة كاليفورنيا بوقتٍ قصير، إلا أنّها واصلت التدريس رغم آثار السكتة، إلى أن أصيبت بنوبة قلبية العام 1971، دخلت على إثرها في غيبوبة استمرت حتى وفاتها، وقد أطلقت الجمعية الفيزيائية الأمريكية جائزة ماريا غوبرت ماير، كما أطلق مختبر أرغون الوطني جائزة سنوية تخليداً لذكراها.

دوروثي هودجكن: نوبل في الكيمياء

دوروثي ماري هودجكن (12 أيار/ مايو 1910 - 29 تموز/ يوليو 1994)؛ عالمة بريطانية، مُتخصصة بالكيمياء الحيوية، ولدت في مدينة القاهرة المصرية، وحصلت على جائزة نوبل في الكيمياء العام 1964، لاكتشافاتها المتعلقة ببلورات الأشعة السينية؛ حيث اعتمدت في أبحاثها على استخدام البلورات بالأشعة السينية، ونجحت في تحديد هيكلة البنسلين عام 1946، وفيتامين بي 12 العام 1956، كما تمكنت من تحديد هيكلية البروتين إنسولين العام 1969.

باربرا مكلنتوك: نوبل في الطب منفردة

باربرا مكلنتوك (16 آذار/ مارس 1902 - 3 أيلول/ سبتمبر 1992)؛ عالمة أمريكية متخصصة في الوراثات الخلوية، حصلت على درجة الدكتوراه في علم النبات من جامعة كورنيل في نيويورك العام 1927، وهي أول سيدة تحصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء والطب بمفردها، ولا زالت تحتفظ بهذا اللقب حتى اليوم.
وقد بدأت مكلنتوك حياتها المهنية في تطور علم الوراثة الخلوية لنبات الذُرة، وفي أواخر العشرينيات من القرن الماضي، شرعت بدراسة الكروموسومات وتغيرها خلال عملية الاستنساخ في الذرة، لتحصل على جائزة نوبل في الطب عام 1983، نتيجة اكتشافاتها المتعلقة بتتابعات معينة من الحمض النووي التي يمكن تغيير موقعها داخل الجين.

اقرأ أيضاً: نوبل للسلام لعراقية ساعدت في فضح داعش ودحره
وكانت مكلنتوك قد انتخبت كزميل في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم العام 1959، وحصلت على جائزة كيمبر في علم الوراثة العام 1967، كما منحها الرئيس الأمريكي الراحل؛ ريتشارد نيكسون، الوسام الوطني للعلوم العام 1970، حيث كانت المرأة الأولى التي تحصل على هذه الجائزة، فضلاً عن حصولها على جائزة من جامعة كولومبيا لبحثها في "تطور المعلومات الوراثية".

إلينور أوستروم: الوحيدة الحاصلة على نوبل الاقتصاد

إلينور أوستروم (7 آب/ أغسطس 1933 - 12 حزيران/ يونيو 2012)؛ وهي المرأة الأولى والوحيدة التي حازت على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية؛ حيث فازت بالجائزة العام 2009، مناصفة مع الاقتصادي الأمريكي؛ أوليفر وليامسون، نتيجة أبحاثهما المتعلقة بالتحليل الاقتصادي، وإدارة المشاركة واقتصاد البيئة.

إلينور أوستروم المرأة الوحيدة التي حازت على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية العام 2009

وحصلت عالمة الاقتصاد السياسي، المولودة في أمريكا، على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا العام 1954، كما مُنحت الدكتوراه الفخرية من نفس الجامعة العام 1965، وقد عملت على دراسات ميدانية في المجتمعات المحلية الصغيرة، حيث تناولت إدارة هذه المجتمعات للموارد الطبيعية المشتركة؛ كالرعي، والصيد، وتنمية الغابات، كما شغلت منصب عضو في الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن عملها كأستاذة في العلوم السياسية بجامعة أنديانا ببلومنغتون، ومديرة لمركز دراسات التنوع المؤسسي في جامعة أريزونا.

ملالا يوسفزي: نوبل للسلام وأصغر المُكرَّمين

تُعدّ الباكستانية؛ ملالا يوسفزي، المولودة في 12 تموز (يوليو) 1997، أصغر الحاصلين على جائزة نوبل، حيث نشطت في مجال تعليم الإناث والدفاع عن حقوق الإنسان، في منطقة وادي سوات في مقاطعة خيبر بختونخوا، الواقعة شمال غربِ باكستان، والتي عانت من قمع حركة طالبان بمنع الفتيات من الذهاب إلى المدارس.

عانت نادية مراد من إرهاب داعش بعد سيطرتهم على قريتها وقتلهم والدتها و6 من إخوتها ثمّ اختطافها واغتصابها

وتعرضت ملالا لإطلاق النار أثناء تواجدها بحافلة مدرستها في وادي سوات الباكستاني العام 2012، حيث صعد أحد المسلحين، الذي طلبها بالاسم ثم أطلق عليها 3 رصاصات أصابت إحداها الجانب الأيسر من جبينها، وبقيت غائبة عن الوعي لمدة أسبوع، قبل تحسن حالتها الصحية لتستأنف نضالها ضد الرجعية.
وحصلت يوسفزي على جائزة نوبل للسلام العام 2014، مع الناشِط الهندي؛ كايلاش ساتيارثي، لدفاعها عن الحق في التعليم، ونضالها ضد انتهاك حقوق الأطفال والشباب.

نادية مراد: نوبل للسلام

ولدت نادية مراد باسي طه العام 1993، لعائلة يزيدية من قرية كوجو، قضاء مدينة سنجار العراقية، وحازت على جائزة نوبل للسلام العام 2018، لنشاطها في الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، حيث قرّرت تخصيص قيمة الجائزة لبناء مستشفى لضحايا الاعتداء الجنسي في مدينتها، واختارتها الأمم المتحدة سفيرةً للنوايا الحسنة العام 2016.
وقد عانت مراد من إرهاب تنظيم "داعش"، بعد سيطرتهم على قريتها وقتلهم والدتها و6 من إخوتها، فضلاً عن اختطافها واغتصابها وتعرّضها لشتى أنواع التنكيل والأذى النفسي والجسدي، قبل أن تنجح، بعد 3 أشهر من الاختطاف، بالفرار إلى ألمانيا، حيث تلقت العلاج والرعاية وانطلقت في رحلتها للدفاع عن القضايا الإنسانية؛ فالتقت شخصيات مؤثرة وعالمية، وتحدثت عن مسألة الاتجار بالبشر في مجلس الأمن بتاريخ  16 كانون الأول (ديسمبر) 2015.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية