أيادي الخير الإماراتية تترفق بآلام الفلسطينيين في قطاع غزة

أيادي الخير الإماراتية تترفق بآلام الفلسطينيين في قطاع غزة


03/09/2020

"مدينة الشيخ زايد آل نهيان، الحي الإماراتي الإسكاني، مستشفى محمد بن راشد" هذه المنشآت الخدمية ليست في مدينة دبي أو أبو ظبي، وليست مرافق في الشارقة أو عجمان، وإنما هي في قطاع غزة، قائمة منذ عشرات السنين، فما من حيّ أو مدينة في قطاع غزة، من أقصى جنوبه إلى آخر منطقة في حدوده الشمالية، إلا ويشهد على مسيرة خير وعطاء وضع لبنتها الأولى صانع الابتسامة الأول، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.

اقرأ أيضاً: الإمارات تسير باخرة مساعدات للعاصمة اللبنانية

فالتاريخ يحفظ جيداً بين ثنايا صفحاته مواقف مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد، تجاه الفلسطينيين، فهو أول من مدّ يديه البيضاء لإغاثتهم، والوقوف إلى جانبهم، ودعمهم في شتى مجالات الحياة، لتوفير حياة كريمة لهم، في ظلّ الظلم الواقع عليهم من قِبل الاحتلال.

...

وبعد وفاة الشيخ زايد أكمل أبناؤه مشوار الخير ومسيرة العطاء، واستمرّ الغيث ينهمر على الفلسطينيين دون توقف، مع تضاعف حجم الدعم، من خلال زيادة المؤسسات الخيرية الإماراتية التي تقدم الدعم الإنساني لسكان القطاع، لمساعدتهم في التغلب على مصاعب الحياة.

هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية كانت من المساندين لسكان قطاع غزة في ظلّ جائحة كورونا، حيث قدمت وجبات غذائية لعدد كبير من المقيمين في مراكز الحجر الصحي

ومنذ فرض الاحتلال أطول حصار على سكان قطاع غزة، كان لدولة الإمارات بصمة رائدة للتخفيف من حدته، ومساعدة الغزيين لتجاوز الأزمات التي عصفت بهم.

مدينة الشيخ زايد آل نهيان، شمال قطاع غزة، من أكبر مشروعات دولة الإمارات العربية في قطاع غزة، تأسّست عام 2005، بدعم وتمويل من المغفور له الشيخ زايد، وسميت بهذا الاسم تيمّناً به، فعطاؤه ودعمه للفلسطينيين امتدّ حتى وفاته، وما زال أبناؤه يكملون المسيرة.

الإمارات من أكبر الداعمين

ويقول رئيس لجنة مدينة الشيخ زايد، جلال الشريف، لـ "حفريات": "كانت، وما تزال، دولة الإمارات العربية المتحدة من أكبر الداعمين الفلسطينيين، فمدينة الشيخ زايد هي مشروع إسكاني خيري كبير، وهو عبارة عن (70) عمارة سكنية يعيش بداخلها ما يزيد عن 7000 لاجئ فلسطيني كانوا من دون مأوى".

...

ويضيف: "كانت هناك معايير لاختيار العائلات التي حصلت على تلك الشقق فكانت الأولوية لمن فقدوا منازلهم خلال الاعتداءات الإسرائيلية، ومن ثم اللاجئين الذين لا توجد لهم منازل ويسكنون بالإيجار، وفئات مهمشة بالقطاع مصنفين ضمن برامج الشؤون الاجتماعية".

اقرأ أيضاً: الإمارات تسيّر طائرة مساعدات طبية إلى سوريا لمواجهة كورونا

وإضافة إلى المدينة السكنية الكبيرة، "هناك مسجد كبير حمل اسم الشيخ زايد، وهو بمواصفات مسجد زايد الشهير بأبوظبي نفسها، فدولة الإمارات لها بصمة خير في القطاع منذ زمن طويل، ولا تزال جذور الخير ممتدة إلى يومنا هذا من خلال المشاريع الخيرية، والإغاثية لسكان القطاع".

الحي الإماراتي

"الحي الإماراتي"، والذي يقع في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، هو ثاني المشروعات الإسكانية التي مولتها دولة الإمارات العربية، افتتح عام 2015، في عهد رئيس الدولة خليفة بن زايد، ويحتوي على (600) شقة سكنية يسكن بها ما يقارب (4000) مواطن فلسطيني، من الذين فقدوا منازلهم خلال الحروب الإسرائيلية على القطاع، والعائلات الأشد فقراً التي لا تمتلك منازل صالحة للعيش.

اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي للعمل الإنساني... مساعدات الإمارات تصل إلى 107 دول

أبو محمد زعرب فقد منزله خلال الحرب الإسرائيلية الأولى على قطاع غزة، عام 2008، اضطر للسكن بالإيجار لأنّ منزله لم يصلح للعيش نتيجة تدميره بالكامل، وبعد سنوات حصل على وحدة سكنية مقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي

ويقول لـ "حفريات": "بعد عناء طويل والسكن بالإيجار، أصبحت أمتلك منزلاً جديداً، وأفضل من منزلي الذي هُدم خلال الحرب، والفضل يعود لله عز وجل، ومن ثم لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي لم تتوانَ لحظة واحدة عن مساعدة الشعب الفلسطيني سواء في عهد الشيخ زايد أو أبنائه وقادة الإمارات".

...

ويضيف: "الحيّ الإماراتي مجهز بالكامل، ومصمم وفق مواصفات عالمية، إلى جانب توفير مدرسة، ومدينة ترفيهية للسكان، ناهيك عن المساعدات الدائمة التي يقدمها الهلال الأحمر الإماراتي لسكان الحي، والخدمات الطبية.

أما أم محمد فقد كانت تسكن هي وأسرتها المكونة من سبعة أفراد في منزل متهالك لا تتجاوز مساحته 50 متراً مربعاً، كانت تتمنى أن تمتلك منزلاً كبيراً يصلح للسكن، وتتمكن من البناء لأبنائها، فحلمها أصبح حقيقة بعد منحها وحدة سكنية في الحي الإماراتي مساحتها تفوق مساحة منزلها ثلاث مرات.

أم محمد لـ "حفريات": " الحمد لله.. تحقق حلم عمري، وأصبح لدي منزل كبير يصلح للعيش في منطقة جميلة، والشكر موصول للإمارات التي اعتادت على مساعدة الفقراء والمنكوبين

تقول أم محمد لـ "حفريات": " الحمد لله.. تحقق حلم عمري، وأصبح لدي منزل كبير يصلح للعيش في منطقة جميلة، والشكر موصول لدولة الإمارات التي اعتادت على مساعدة الفقراء والمنكوبين في كافة دول العالم، وخاصة في قطاع غزة، فمنذ أعوام طويلة  أتلقى المساعدات الغذائية من المؤسسات الإماراتية في غزة دون انقطاع".

ولم يقتصر دعم دولة الإمارات العربية المتحدة للفلسطينيين في قطاع غزة على قطاع الإسكان فحسب؛ بل هناك عدد من المؤسسات الإماراتية تنشط في قطاع غزة لتقديم الدعم والمساعدة في شتى المجالات.

اقرأ أيضاً: مساعدات إماراتية جديدة إلى السودان ونيجيريا

ومن أبرز هذه المؤسسات، هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية العالمية، إحدى المؤسسات الإماراتية التي تساعد سكان قطاع غزة على العيش بكرامة، وتعمل داخل القطاع منذ عام 2003، وشقت طريقها خلال الأعوام الماضية بقوة وثقة نابعتين من إيمانها بأهمية فلسطين ومكانتها، وقد طورت الهيئة عملها في فلسطين بسرعة كبيرة لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال والحصار، حتى أصبحت فلسطين على رأس سلم أولويات الهيئة، وتحظى بأكبر نسبة للدعم والمساندة.

هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية

 يبيّن مدير مكتب هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية العالمية، أدهم العمراني؛ أنّ الهيئة في مقدمة المؤسسات الخيرية والإنسانية التي تقدم لفلســطين، وتنفّذ مشاريعها في كافة المجالات الإنسانية، وفي مختلف القطاعات (الصحية، التعليمية، الاجتماعية، الإغاثية، التنموية، إضافة إلى برنامج كفالات الأيتام، والأسر، والمعاقين، وطلبة العلم).

وأولت هيئة الأعمال الإماراتية العالمية اهتماماً كبيراً بالقطاع الصحي بغزة، ونفذت مئات المشاريع الصحية خلال الأعوام السابقة، فموّلت بناء وتجهيز وترميم وإعادة تأهيل المستشفيات الحكومية والأهلية والعيادات، وتوفير أهم أصناف الأدوية الخطيرة والمفقودة في المستشفيات بسبب الحصار على غزة.

....

ويفيد العمراني؛ بأنّ هيئة الأعمال الإماراتية تسعى إلى تطوير المسيرة التعليمية في فلسطين؛ إذ إنّها عملت على تشييد وبناء وترميم وصيانة المدارس والجامعات، وتجهيزها بالمختبرات العلمية والتقنية الحديثة، وتقديم العون المادي والمنح الدراسية لطلاب الجامعات، إضافة إلى توزيع الحقائب المدرسية والقرطاسية على الطلبة الفقراء والأيتام.

إسناد المجتمع الفلسطيني

 العمراني يخبر "حفريات" بأنّ هيئة الأعمال الخيرية تسعى إلى تقوية وإسناد المجتمع الفلسطيني، وتدعيم بنيته التحتية وإرساء قواعد التنمية وفق مشاريع استراتيجية لتمكين الأسر الفقيرة، وتحويلها إلى أسر منتجة من خلال مزارع الهيئة لتدعيم الإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية وافتتاح محطة التحلية لتوزيع مياه الشرب النقية والصحية، ومشاريع الطاقة البديلة في ظلّ استمرار أزمة الكهرباء.

اقرأ أيضاً: الإمارات تسير قافلة مساعدات جديدة إلى اليمن

ويلفت إلى أنّ الهيئة الإماراتية تهتم برعاية الأيتام وأمهاتهـم، وتغطي كافـة الجوانب الحياتية لليتيم، وتخصّص كفالة لكلّ طفل يتيم على حدة، بالتعاون مع عـدد من المؤسسات التي تقدم الخدمة والمساندة، والرعاية للأيتـام في قطاع غـزة، مشيراً إلى أنّهم يقدمون الكفالة لقرابة 20,000 يتيم فلسطيني، منهم 8000 يتيم في قطاع غزة.

وبحسب العمراني؛ فإنّ هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية كانت من المساندين لسكان قطاع غزة في ظلّ جائحة كورونا، حيث إنّها قدمت وجبات غذائية لعدد كبير من المقيمين في مراكز الحجر الصحي، ووزعت أدوات صحية ومعقمات على سكان القطاع، والمحجورين لوقايتهم من الإصابة بالفيروس. 

ويوضح أنّ الدعم الذي تقدمه الهيئة الإماراتية لسكان قطاع غزة كان له أثر كبير في تحسين ظروف سكان القطاع، وأنّه بلا شروط مسبقة، ودون أيّ اعتبار للمواقف السياسية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية