إخوان اليمن يستخدمون تنظيم القاعدة للانتقام من أهالي حضرموت.. ما التفاصيل؟

إخوان اليمن يستخدمون تنظيم القاعدة للانتقام من أهالي حضرموت.. ما التفاصيل؟

إخوان اليمن يستخدمون تنظيم القاعدة للانتقام من أهالي حضرموت.. ما التفاصيل؟


22/08/2023

أعلن مصدر عسكري في مدينة سيئون بوادي حضرموت عن تمكن مجموعة من السجناء من الهروب فجر الخميس الماضي من سجن الشرطة العسكرية في المنطقة العسكرية الأولى، الموالية لجماعة الإخوان المسلمين، في مدينة سيئون بوادي حضرموت، ومن بين الهاربين قيادي بارز في تنظيم القاعدة.

المصدر وصف عملية الفرار بالغامضة، مشيراً إلى أنّ "الحادثة زادت من قلق الهاجس الأمني في أوساط المواطنين بوادي وصحراء حضرموت". وأعرب المصدر عن استغرابه من فرار السجناء من سجن يتمتع بحراسة مشددة وإجراءات أمنية عالية، مشيراً إلى أنّه لا يستبعد أن يكون الأمر مدبراً.

في الوقت نفسه، ورغم خطورة الحادث، لم تصدر قيادة المنطقة العسكرية الأولى، التابعة لميليشيا الإصلاح، أيّ تعليق رسمي حول حادثة هروب السجناء.

حادث متكرر له خلفيات سياسية

(حفريات) تواصلت مع الدكتور محمد الفرجاني، الباحث في الشؤون العربية، الذي قال: إنّ الحادث نفسه تكرر في نيسان (أبريل) من العام 2022، حين فرّ (10) سجناء من السجن المركزي القديم في مدينة سيئون، حيث كانوا يقضون عقوبة الحبس فيه بسبب قضايا إرهابية، وكانت الحراسة تتبع المنطقة العسكرية الأولى نفسها التي تقع في مدينة سيئون.

الفرجاني قال: إنّ ميليشيا الإصلاح كلّما تعرضت للضغط السياسي والميداني، فإنّها تلجأ إلى مثل هذه الحيلة القديمة، لتصدير الضغط وبعثرة أوراق اللعبة السياسية من جديد، لعلّها تجني بعض المكاسب جرّاء هذه السياسة الانتهازية، حيث تطلق السجناء من الإرهابيين، بهدف ردع المجتمع المحلي في حضرموت وعقاب المدنيين، بعد ما أبدوه من تضامن مع الانتقالي الجنوبي.

قبائل شبوة

كما تحاول الجماعة ابتزاز التحالف العربي من خلال إظهار أهميتها المصطنعة، والأمر في مجمله لا يبتعد عن كونه محاولة لتصدير الإرهاب، عبر التعاون مع القاعدة وداعش، من أجل إرهاب اليمنيين، وإطالة أمد الحرب.

رغم خطورة الحادث، لم تصدر قيادة المنطقة العسكرية الأولى، التابعة لميليشيا الإصلاح، أيّ تعليق رسمي حول حادثة هروب السجناء

وقال الفرجاني: إنّ الحادثة الأولى التي وقعت في العام الماضي جاءت بالتزامن مع إقالة علي محسن الأحمر من منصبه كنائب للرئيس، ولفت إلى قيام وسائل إعلامية غربية، على رأسها وكالة (أسوشيتيد برس) الأمريكية، بنشر تفاصيل الحادث آنذاك، وتوجيه أصابع الاتهام للإخوان، وتزامن ذلك مع مذكرة صادرة عن قيادة المنطقة العسكرية الأولى تتضمن أسماء العناصر الإرهابية التي هربت من السجن، بعد محاولات التكتم وتمرير الحادث، كردّ فعل على إقالة محسن الأحمر.

وإبّان حادث العام الماضي، قالت الهيئة التنفيذية لكتلة حلف وجامع حضرموت من أجل حضرموت والجنوب: إنّ قوات المنطقة العسكرية الأولى، التي وصفتها بميليشيات الإخوان، هي التي قامت بتهريب القيادات الإرهابية من سجن سيئون المركزي، مشيرة إلى التعاون الفاضح بين تنظيمي القاعدة والإخوان في اليمن.

وقال الفرجاني: إنّ تكرار الأمر الخميس الماضي يؤكد استنساخ الإخوان  الاستراتيجية نفسها، فقد جاء الحادث في أعقاب انطلاق الانتفاضة الحضرمية الثانية، وبعد التحولات الجذرية التي تسببت فيها عملية إعصار الجنوب في  شبوة، ونتج عنها طرد الميليشيات الحوثية من بيحان، وتنامي دور قوات دفاع شبوة مع انحسار دور الميليشيات الإخوانية.

اتهام مباشر للإخوان

من جهته، كشف المحلل السياسي اليمني علي الأسلمي، في تصريحات صحفية، تفاصيل مخطط جماعة الإخوان في اليمن؛ لاستنساخ حدث وقع من قبل في العراق، وإعادة تنفيذه في وادي حضرموت.

الأسلمي كشف في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي (X) "تويتر سابقاً": "هروب سجناء من تنظيمي القاعدة وداعش من داخل السجن المركزي الذي يقع تحت سيطرة المنطقة العسكرية الأولى الإخوانية (المتحوثة) في سيئون". وأضاف: "سيناريو إطلاق سراح الإرهابيين من سجون العراق يتكرر في وادي حضرموت، تحت مُسمّى هروب".

وتابع: "الإرهاب السياسي إحدى الأدوات المفضوحة المستخدمة للحرب على الجنوب".

وبحسب موقع (سما عدن)، تُعدّ المنطقة العسكرية الأولى إحدى أعرق معاقل المجاهدين المتطرفين، والحاضنة المركزية التي تربت فيها أجيالهم، منذ تأسيسها في حضرموت الوادي والصحراء، عقب غزو الجنوب واحتلاله صيف العام 1994، "بفتوى جهادية تكفيرية، شارك فيها الآلاف من الأفغان العرب، وشكلت نتائجها البنية التحتية المادية والبشرية لما يُعرف اليوم بتنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب".

علي الأسلمي: سيناريو إطلاق سراح الإرهابيين من سجون العراق يتكرر في وادي حضرموت تحت مُسمّى هروب

من جهة أخرى، كشفت مصادر أمنية محلية تورط وزير الداخلية إبراهيم حيدان، وقوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للميليشيات الإخوانية في عملية تهريب نزلاء سجن الشرطة العسكرية في مدينة سيئون، وقالت بحسب موقع (المشهد العربي): إنّ العناصر الذين هربوا، البالغ عددهم (6) أشخاص، كانوا في غرفة معزولة عن السجناء الآخرين، وكذلك عن الوحدة الأمنية بالسجن. وأضافت المصادر الأمنية: إنّ خروج النزلاء كان في ساعات الفجر، وذلك على متن سيارة تتبع شعبة الاستخبارات التابعة للمنطقة العسكرية، رافقتها سيارة دفع رباعي أخرى محملة بجنود من قوات الأمن الخاصّة.

من جانبها، قالت قناة عدن المستقلة، التابعة للانتقالي الجنوبي: إنّ "المسؤول عن تهريب عناصر القاعدة هو من يدعم نشاط التنظيم الإرهابي في محافظات أبين وحضرموت وشبوة".

مواضيع ذات صلة:

ارتباك الحوثي وتراجع نفوذ الإخوان

اليمن بين تلغيم الأرض وتفخيخ العقل... ونيران الحوثي تمتد إلى المساجد

مجلس القيادة الرئاسي اليمني.. مهام ثقيلة في لحظة فارقة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية