إيران أم أمريكا؟.. هل يحسم رئيس الوزراء العراقي موقفه؟

إيران أم أمريكا؟ هل يحسم السوداني موقفه؟

إيران أم أمريكا؟.. هل يحسم رئيس الوزراء العراقي موقفه؟


24/01/2023

اتخذ رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني عدة إجراءات لوقف تدفق الدولارات إلى إيران، وذلك استرضاء للولايات المتحدة التي تدفع بذلك الاتجاه.

واستعان السوداني بقوات النخبة المعنية بمكافحة الإرهاب، ومحاربة المتشددين الإسلاميين، للتصدي لتجار يهربون العملة إلى الجمهورية الإسلامية، وأصدرت الولايات المتحدة لوائح جديدة تتعلق بتهريب العملة الصعبة إلى إيران. 

وكان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في نيويورك قد أقرّ ضوابط أكثر صرامة على المعاملات الدولية بالدولار للبنوك التجارية العراقية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني يتخذ عدة إجراءات لوقف تدفق الدولارات إلى إيران، وذلك استرضاء للولايات المتحدة

وتهدف الخطوة إلى وقف تدفق الدولارات بشكل غير مشروع إلى إيران، وممارسة مزيد من الضغط إلى جانب العقوبات الأمريكية المفروضة على برنامج طهران النووي ونزاعات أخرى، ممّا يصعب على طهران الحصول على الدولارات.

بموجب القيود الجديدة، يتعين على البنوك العراقية استخدام منصة إلكترونية للإفصاح عن تعاملاتها، وعن تفاصيل حول المرسل والمستفيدين، ويمكن للمسؤولين الأمريكيين الاعتراض على طلبات النقل المشبوهة.

ويعتمد السوداني على النوايا الحسنة المستمرة لواشنطن لضمان عدم تعرض عائدات النفط ومالية بلاده للرقابة الأمريكية، ويحتاج أيضاً إلى مساعدة واشنطن في محاربة تنظيم داعش، لكنّه وصل إلى السلطة بدعم من ميليشيات قوية مدعومة من طهران، وبالتالي لا يمكنه تحمل تبعة استعداء إيران.

الولايات المتحدة وجهت رسالة واضحة إلى المسؤولين العراقيين، مفادها هو إمّا الالتزام باللوائح الجديدة، وإمّا أنّ البنك المركزي العراقي سيواجه غرامات

وقال مسؤول مصرفي كبير: إنّ الولايات المتحدة وجهت رسالة واضحة إلى المسؤولين العراقيين، مفادها هو إمّا الالتزام باللوائح الجديدة، وإمّا أنّ البنك المركزي العراقي سيواجه غرامات.

وقال مستشاران لبنوك عراقية خاصة يحضران بانتظام اجتماعات مع البنك المركزي، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما: إنّ إيران تتلقى حوالي (100) مليون دولار شهرياً من تجار عراقيين.

وأفاد مسؤولون أمنيون عراقيون تحت إدارة رئيس الوزراء بأنّ لديهم "أدلة دامغة" على أنّ هناك مهربين يشترون كميات كبيرة من الدولارات من أسواق العملة في بغداد، ويهربونها عبر المعابر الحدودية إلى إيران.

وفي السياق ذاته، قال عقيد في شرطة الحدود العراقية في معبر الشلامجة قرب مدينة البصرة في الجنوب: إنّ عشرات المهربين يشترون الدولارات من أسواق العملة في بغداد، ويستخدمون حقائب مدرسية لنقلها قبل تعبئتها في سيارات رباعية الدفع إلى الحدود، تحت حماية حراس مسلحين.

وتحتاج الجمهورية الإسلامية إلى الدولارات من أجل استقرار اقتصادها المتدهور، الذي تضرر بشدة من العقوبات الأمريكية المفروضة منذ 2018 بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية الـ (6).

وفقدت العملة الإيرانية المضطربة حوالي 30% من قيمتها منذ الاحتجاجات التي عمّت البلاد، في أعقاب وفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22) عاماً في 16 أيلول (سبتمبر)، ممّا زاد من عزلة البلاد.

وتستخدم المؤسسة الدينية منذ أعوام شركات صورية من العراق إلى تركيا للحصول على الدولارات التي تحتاجها للمعاملات الدولية ولتمويل وكلائها في أنحاء الشرق الأوسط.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية